نجحت التحركات الرئاسية والدبلوماسية والحوار المعلن وغير المعلن مع الإدارة الأمريكية السابقة في أيامها الأخيرة في رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان جزئيا ،و التي دامت عشرين عاما ، ورهنت أمريكا رفع العقوبات نهائيا ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب بخمس مسارات ،رأت أن السودان أحرز فيها تقدما ملحوظا وحددت مهلة ال(180) يوم لمزيد من التقدم في هذه المسارات .. واحدة من تلك المسارات تعلقت بوقف الحرب وتحقيق السلام في المناطق المتنازع عليها، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة من الحرب ، وبحسب المستشار السياسي والاقتصادي للسفارة الأميركية ديفيد سكوت فإن "تاريخ الثامن من يوليو المقبل سيكون مفصليا بالنسبة للعلاقات بين الخرطوم وواشنطن، لأنه سيحسم أمر رفع العقوبات بشكل نهائي أو يعيدها بعد تقارير فرق المراقبة حول تقدم السودان في مجال السلم والأمن. نصائح بريطانية الحكومة البريطانية حثت السودان على جعل تعليق العقوبات الأمريكية قرارا دائما ، عبر إحراز تقدم أكبر بالموافقة على وقف العدائيات ، وضمان الوصول الإنساني. وجددت الحكومة البريطانية ممثلة في وزيرة الدولة بالخارجية البارونة انيلاى جونز ترحيبها بالقرار الأمريكي برفع العقوبات عن السودان ،والحظر التجاري وفك تجميد أصول حكومة السودان لدى الولاياتالمتحدة ، فيما رهن المبعوث الأمريكي الأسبق لدولتي السودان وجنوب السودان برينستون ليمان إحراز تقدم في مسار وقف إطلاق النار وايصال المساعدات الإنسانية في المنطقتين ودارفور بتحقيق السلام الشامل في البلاد. توقعات وعقب صدور قرار رفع الحظر أعلن مجلس الوزراء في جلسة سابقة برئاسة المشير عمر البشير عن وقف اطلاق النار لمدة ستة أشهر وهي الفترة المحددة لرفع العقوبات نهائيا ، وتوقع البشيرأن يحدث سلام خلال هذه الفترة في البلاد ، في خطوة تشير إلى إبداء حسن النية من جانب الحكومة أما فيما يتعلق بالجانب الآخر الحركات المسلحة وقطاع الشمال ، فهي نفسها تعيش خلافات داخلية ولم تحسم موقفها بعد و كان المبعوث الأمريكي المنتهية ولايته دونالد بوث التقي في السادس عشر من يناير الماضي بباريس بقادة قوى نداء السودان، وحثهم على الالتزام بإنفاذ خارطة الطريق الموقعة في مارس 2016 وكذلك للعمل معا بهدف التوصل الي برنامج مشترك ليصبحوا جاهزين للإنخراط في عملية الحوار الوطني السياسي إلا أنه اتهم بعض قادة الحركات المسلحة بوضع طموحهم السياسي فوق مصالح الشعب ، وأكد أن استمرار رفض الشعبية للمقترح الأمريكي بإدخال المساعدات الانسانية لجنوب كردفان والنيل الأزرق هو بمثابة النظر إلي المصالح الذاتية علي حساب مصلحة الشعب. مشيرا إلي وجود متشددين داخل الحركة لا يريدون السلام وإنما يسعون لإطالة أمد الصراع . *عرقلة وتوقع خبراء عسكريون واستراتيجيون أن تعمل الحركات المسلحة على القيام بعمليات استفزازية للقوات المسلحة ،وطالبوا الأخيرة بضبط النفس ،وتفويت الفرصة عليها ،و لم يستبعد الخبير الأمني عميد (م) أحمد الجعلي أن تعمل الحركات على عرقلة وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة وقال في حديثه ل(آخر لحظة ) : الحركات ستعمل بقدر المستطاع لعرقلة أى محاولات إصلاح لرفع الحظر ودعا الحكومة لأخذ حذرها من هذه الخطوة وأن تعي لما تخطط له تلك الحركات بيد أن الجعلي عاد وأكد أن الحركات أصبحت في أضعف حالاتها حتى في موقفها من التفاوض ، لافتا إلى أنها لن تستطيع رفع سقف مطلوباتها مشيرا الى أن موقف الحكومة الآن أفضل مما سبق ، الجعلي أشار الى أن سياسة الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب تجاه السودان ، وقال إنها لم تتضح بعد داعيا الى ضبط الخطاب السياسي خلال فترة الستة أشهر ومواصلة الحوار مع إدارته لتطوير العلاقات . اخر لحظة