لأول مرة، تصرح وزارة الشؤون الاجتماعية في السعودية، بوجود من وصفتهم ب«عصابات التسول» في البلاد، في إشارات إلى أن التسول تحول إلى جريمة منظمة. ويأتي هذا التصريح من وزارة الشؤون الاجتماعية، في وقت تنشط فيه هذه الأيام عصابات التسول، في الأماكن الحيوية من مدن البلاد، وعند إشارات المرور، والمساجد، وغيرها من الأماكن التي تشهد اكتظاظا بالمرتادين والمارة. وكان خطيب جامع في السعودية، قد حذر في خطبة يوم الجمعة الماضية، من وجود عصابات تسعى للاستيلاء على التبرعات التي يبديها المحسنون للمحتاجين في مثل هذا الشهر من السنة. وبالأمس، أصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية بيانا أبدت فيه استعدادها الكامل للمساعدة في إيصال أموال الزكاة والصدقات والتبرعات من محبي الخير وباذليه أفرادا ومؤسسات، للأسر المحتاجة التي ترعاها الجمعيات الخيرية في كل مناطق السعودية، وذلك لقطع الطريق أمام من يحاول أن يستولي على التبرعات، أو أن تتسرب لأغراض مشبوهة تسعى للإضرار بأمن البلد. وأهابت وزارة الشؤون الاجتماعية بالباذلين والمتبرعين عدم تشجيع التسول بإعطاء المتسولين في الشوارع والميادين والمساجد وغيرها صدقاتهم وزكواتهم، أو تقديمها لأسر وأشخاص أحوالهم غير معروفة. محمد العوض، المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الاجتماعية، قال إن الجمعيات الخيرية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، البالغة 610 جمعيات خيرية، على أتم الاستعداد لتقديم المعلومات اللازمة للراغبين في كفالة الأسر المحتاجة، من أرامل وأيتام وكبار سن ومعوقين ونساء مهجورات، وغيرهم من المحتاجين. وأكد العوض اعتماد هذه الجمعيات الخيرية على آلية عمل واضحة ودقيقة يخضع بموجبها كل المستفيدين للبحث الاجتماعي الذي يظهر مدى الحاجة للعون والمساعدة. وبين المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الاجتماعية، أن نظام الجمعيات الخيرية المعمول به في مختلف مناطق السعودية يأتي وفق ضوابط محددة من أهمها أن تقدم مبالغ الزكاة أو الصدقات في مقرات الجمعيات الخيرية والحصول على سند قبض رسمي من الجمعية، أو من خلال الإيداع المباشر في حسابات الجمعيات الخيرية التي يمكن طلب أرقام حساباتها من قبل فروع الوزارة المشار إليها أو من الجمعيات الخيرية، حيث يوجد لكل جمعية خيرية حسابات مخصصة لأموال الزكاة لا يصرف منها إلا وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية. وتنشط في هذه الأيام بالسعودية، عمليات التسول في الأماكن العامة، وتحديدا عند المساجد في أوقات صلاة التراويح، وذلك كطريقة سهلة للوصول إلى جيوب الراغبين في فعل الخير. ويعكس تصريح وزارة الشؤون الاجتماعية وجود «عصابات للتسول» داخل مدن البلاد، استشعارها لخطورة هذه الظاهرة، التي فيما يبدو تحولت إلى «جريمة منظمة» تستوجب تضافر الجهود الرسمية والشعبية لقطع الطريق أمام مثل هؤلاء للحصول على الأموال.