المدير العام السابق لإدارة وقاية النباتات مسؤول عما حدث في قضية فسائل شركة أمطار، ولكن ليس وحده .. وما لم يُخضع وزير الزراعة للتحقيق والمساءلة عبر لجنة التحقيق التي شكلتها رئاسة الجمهورية، فأن العدالة لن تكون (ناجزة).. الوزير والمدير هما من أدخلا البلد والشركة في (مأزق الفسائل)، وليس المدير وحده .. فالفسائل لم تصل إلى الخرطوم ثم إلى الشمالية بالتهريب، بل بعلم وموافقة لجنة شكلها الوزير - بالتنسيق مع المدير - ثم أوفدها إلى الإمارات لتفحص الفسائل في موقع الإنتاج و في مختبرات دولة الإنتاج ..!! :: لقد خالفت تلك اللجنة - والإدارة التي تمثلها - القانون والإجراء بالموافقة على شحن الفسائل - بدلا عن العينات - إلى الخرطوم قبل إكتمال عمليات الفحص والمعاينة.. وللأسف، لم يحاسب الوزير اللجنة والإدارة على هذه المخالفة، فلماذا لا يدفع ثمن التقاعس عن آداء الواجب (كما يجب)، وذلك بتجاهله لمخالفة اللجنة والإدارة للقانون والإجراء ؟.. هذا شئ، والشئ الآخر، أي مخالفة أخرى و (مُريبة)..بعد إختلاف أعضاء لجان وقاية النباتات حول نتائج معامل الخرطوم ( جامعة الخرطوم، الحجز الزراعي) ، تم إرسال العينات إلى هولندا ..!! :: ولكن للأسف لم تقطع نتائج فحص المعمل الهولندي قول كل خطيب، أو كما يظن البعض .. وبالمناسبة، أين تقرير المختبر الهولندي؟، وماذا يقول التقرير؟، هنا مربط فرس الحدث .. لو نشرت الوزارة نتائج تقرير المختبر الهولندي، أو لو سلمتها لشركة أمطار، لما كانت هناك أزمة ولا قضية ولا صخب..هذا التقرير الهولندي هو (الفيصل)، ورعاة الإبل في البوادي يحسمون به القضية باعتباره (الحاسم) ، ولكن أين هو؟.. نعم لقد لخصت الدكتورة مرمر عبد الرحمن - أحد أعضاء اللجنة - ما أسمتها بنتيجة فحص المعمل الهولندي، ثم عنونتها إلى مدير الوقاية، وإنتشر الخطاب - وما فيه من تخليص - في الواتساب .. ولكن منذ وصول نتائج هولندا، و إلى يومنا هذا، لم يتم نشر ( الأصل) ولم يتم تسليم الشركة (الأصل)..!! :: وعلى ذمة الأخ الطاهر حسن التوم، فأن أصل التقرير الهولندي بطرف وزير الزراعة، أو كما قال الطاهر عندما تساءلت - في حلقة حال البلد - عن سر ( إخفاء الأصل)، وعن سر الإكتفاء بتلخيص الدكتورة مرمر .. وعليه، يبقى السؤال الحرج جداً : لماذا لا تنشر وزارة الزراعة وإدارة الوقاية والدكتورة مرمر عبد الرحمن نتائج المختبر الهولندي (كما هي)، بدلا عن نشر تلخيصها ؟.. ولماذا لم تسلم وزارة الزراعة وإدارة الوقاية والدكتورة مرمر شركة أمطار صورة من نتائج المختبر الهولندي (كما هي)، بدلاً عن مفاجأة الشركة وإثارة الرأي العام بملخص التقرير عبر الواتساب ..؟؟ :: ولماذا تلكأت الوزارة عن تسليم أمطار صورة من ( أصل التقرير )، وأرغمتها على مخاطبة المختبر الهولندي بالسؤال عن نتائج الفحص وصحة تلخيص الدكتورة مرمر؟.. وكان رد المختبر الهولندي ما تم نشره - بالعربي والانجليزي - في صحف الأحد الفائت، و للأسف كان رد المختبر الهولندي نفياً صريحاً لما جاء في تلخيص الدكتورة مرمر.. وعليه نسأل ذوي الضمائر : أي الطرفين يفتقد ويفتقر لعنصر الشفافية؟.. الوزارة التي تضن على الشركة والرأي العام بصورة من أصل التقرير الهولندي؟، أم الشركة التي نشرت على الملأ تقرير المختبر البريطاني ونفي المختبر الهولندي لملخص الدكتورة مرمر؟.. أرفعوا الحصانة عن وزير الزراعة، ثم أذهبوا بالجميع إلى لجنة التحقيق الرئاسية أو نيابة أمن الدولة، ليكون هذا الحدث آخر الخناجر التي تستهدف (اقتصاد بلد) وليس ( شوية نخيل)..!!
