لا زالت قضية ال(20) ألف شتلة التي استوردتها شركة أمطار لغرسها بمشروعها بمحلية الدبة الشمالية، تشغل الرأي العام، في ظل تطورات تشهدها القضية يوماً بعد يوم. تخوف من أهالي المنطقة، بينما تدخل المجلس الوطني، وتم استدعاء وزير الزراعة ورئيس مجلس إدارة الشركة البروفسير إبراهيم الدخيري بالبرلمان الأسبوع الجاري، بجانب استدعاء الفريق الذي أجرى عملية فحص الشتول، خاصة الدكتورة مرمر عبدالرحمن، بالإضافة إلى الدفوعات التي دفع بها مدير وقاية النباتات والحجر الزراعي، والمستندات التي دفعت بها شركة أمطار. تأمين الشتول عقب قرار إيقاف الإبادة من قبل وزير الزراعة الاتحادي عادت اللجنة المكلفة بالإبادة إلى الخرطوم، وكونت لجنة من قبل الوزارة برئاسة نفيسة الماحي لأخذ عينات إلى أوربا وفحصها في ثلاثة معامل مختلفة حتى لا يحدث ما حدث بنتيجة معمل هولندا، ولكن الفترة التي سوف تأخذها عملية الفحص، يراها البعض بالكثيرة، خوفاً من أن تنتقل الأمراض من الشتول إلى النخيل وهي موجودة وسط المشروع. مصدر مطلع أكد في حديثه ل(آخرلحظة) أن الرياح عندما تمر بالمشروع لا تمر مرة ثانية على أي منطقة زراعية مأهولة بالنخيل، وأن معتمد محلية الدبة العميد أحمد أبو زيد قام بتأمين الشتول داخل موقع المشروع في مكان محدود ، أقام حوله سداً ترابياً عالياً محروساً بالمختصين من الجمارك والحجر الزراعي ووقاية النباتات والشرطة والأمن لمنع تسرب أي فسيلة، بجانب منع الدخول والخروج من الموقع . حالة خوف ويقول مزارع بمحلية الدبة فضل حجب اسمه، إن مزارعي الولاية في حالة خوف من الشتول التي ربما تنتهي من مصدر معيشتهم الرئيسي أي النخيل ،وقال لدينا تجربة من قبل وهي أن أحد المزارعين استورد شتلة واحدة مصابة بمرض، من دولة العراق وغرسها، فأصابت جميع النخيل بالولاية، حيث تسببت في فقد الشمالية للمحصول لموسم كامل، و بذلت وقاية النباتات مجهوداً كبيراً حتى تمت معالجته والتي كلفت ثلاثة مليار جنيه. وتساءل المصدر في حديثه ل(آخرلحظة) من اتحاد المزارعين للولاية الذي قال إنه محلول، وهو الجسم الشرعي الذي من المفترض أن يتولى هذه القضية، وأعرب عن قلقه من غرس النخيل، لا سيما وأن الحكومة تدعمه، ووزير الزراعة البروفسير إبراهيم الدخيري هو رئيس مجلس إدارة الشركة التي استوردت الشتول، وأضاف كيف ينصفنا وزير الزراعة وهو رئيس الشركة؟ استقالة الدخيري وبالنظر لرأي المزارع حول رئاسة الدخيري للشركة نرى انه لم يذهب بعيداً من الجدل الدائر.للمحلل السياسي الطيب زين العابدين رأي في ذلك، فهو يقول إن من الطبيعي أن يكون رئيس مجلس إدارة الشركة من السودان، لأن نسبة السودان في الشركة 40%، في الوقت الذي أكد فيه أن هناك قراراً لا يسمح للوزراء برئاسة أي شركة ما. وأضاف هذا القرار من المفترض أن تلتزم به الحكومة، وأن موقف الوزير الآن متناقض وهو يمثل الحكومة والشركة في ذات الوقت، وقال الطيب ل(آخرلحظة) الوزير من المفترض أن يقدم استقالته، وأضاف هو وزير وأمر بالإبادة ولم تنفذ، راجي شنو تاني؟ ،وتساءل كيف تأتي الشركة بالعشرين ألف شتلة مرة واحدة . ورأى أن من المفترض أن تأتي بعينات أولاً، ويتم فحصها، بعد ذلك تأتي ببقية الشتول، ونوه إلى أن هناك ضغوط خارجية من جهات ما في هذه القضية التي قال إن بها مخاطر عالية على نخيل الشمالية. وقال الطيب إن القضية تحولت إلى سياسية بدلاً من فنية، وطالما أن هناك ضغوط خارجية إذن يوجد فساد ويوجد من لديه مصلحة في إبادة الشتول من غرسها، وأضاف الفساد بلغ مستوى غير مسبوق في البلاد ووصل حتى مواطن العفة مثل المعامل الفنية. مستندات.. شركة (أمطار) ظلت ثابتة في موقفها المناهض والرافض لوجود أمراض بالشتول، رغم الضغوطات التي تواجهها من أهالي المنطقة ومن بعض موظفي وقاية النباتات ووزارتي الزراعة الاتحادية والولائية، وأكدت أنها لا يمكن ان تخسر ثمانية ملايين دولار في شتول مصابة بمرض مثل (البيوض)، وبل دفعت الشركة أمس الاول بمستندات تثبت فيها سلامة ال(20) ألف فسيلة نخيل، للجنة الزراعة والثروة الحيوانية بالمجلس الوطني، في وقت أكدت فيه اللجنة أنها سوف تستمع لكل أطراف القضية، ومن ثم يتم رفع تقرير محايد لرئيس المجلس الوطني للبت فيه، غير أن اللجنة نفت وجود ضغوطات خارجية لتحريف مسار التحقيق، وأكدت مواصلتها للتحقيق حول القضية وأن أطراف القضية لم تكتمل حتى الآن القضية الآن برمتها في انتظار نتيجة فحص العينات بأوربا التي عليها سوف يتم البت في الشتول أما بإبادتها أو غرسها. ويرى مراقبوان ان كل ما تأخرت النتيجة هناك خطورة، لذلك لابد من الإسراع لحسم الأمر، ورغم أن البعض يرى أنها دخلت في دهاليز السياسة، لكن يبقى الأمر في انتظار القرار العلمي الحاسم. غير أن أبناء الشمالية عموماً ومحلية الدبة خاصة قد دعوا في بيان عبر الأسافير للتوجه نحو مشروع (أمطار) واقتلاع الشتول من المشروع عنوة، ذلك يوم الإثنين المقبل. اخر لحظة