برز في السطح في الآوانة الأخيرة تفكك وتشظٍ مستطرد للأحزاب السودانية بعد أن أعملت سكين الخلاف فيها لماذا هذا الانقسام المخيف داخل القوى السياسية ومن المستفيد من وراء تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ ومن يقف خلف ذلك هل هي السلطة وصراع المناصب أم أن للخلافات أبعاداً تحت الطاولة جعلت عدد الأحزاب يقفز إلى140حزباً بحسب مجلس الأحزاب أغلبها ناتج عن انشقاق أو خروج مجموعة من حزب معين وقد تضاعف عد الأحزاب السياسية في الفترة من 2008 وحتى 2016 بطريقة سريعة ليتجاوز عدد الأحزاب ليقارب عدد المكونات السياسية ال150تنظيماً سياسياً يمتاز معظمها بالاتفاق الفكري مما جعل الساحة السياسية تنوء بحمل هذه الأحزاب مجتمعة وبشكل أدق الأحزاب التي تشارك في الحكومة .... لماذا يحدث الانشقاق برغم تبني معظم الأحزاب شعار الديمقراطية... أو منهج الشورى ولديهم ماضٍ في العمل السياسي؟! الأحزاب الاتحادية رحلة البحث عن المؤتمر العام كل الأحزاب الاتحادية يعود أصلها إلى حزب الشعب الديمقراطي والوطني الاتحادي اللذين إئتلفا بعيد الاستقلال ولكن عاد الحزبان للاختلاف مرة أخرى والانشقاق إلى حزبين بقيادة محمد عثمان الميرغني وآخر بقيادة الشريف الهندي وبعدها توالت الخلافات بالحزب الاتحادي حتى أصبح هناك عدد من الأحزاب الاتحادية مسجلة وتمارس نشاطها .. جل الأحزاب الاتحادية تتهم حزب المؤتمر الوطني بتمزيقها لكن هذا لم ينعها من اقتسام السلطة معه ومواصلة الخلافات ... أعدته :سلمى عبد الله المرحلة الثانية من الخلاف التنافس بين القيادات والسيطرة على الحزب أحدث خلافاً بين أمانات الحزب التي يعتبرها كثير من عضوية الحزب غير شرعية لأنها لم تأتِ عبر مؤتمر وتتصاعد الخلافات المسكوت عنها بين القيادات التي بلغت في الخصومة عتياً ولكن كل هذه الخلافات ظلت حبيسة المكاتب وظلت ملفاتها بأيدي عدد محدود من قيادات الحزب مشروع الإصلاح بالاتحادي المسجل حسب تصريحات زعيمة تيار الإصلاح إشراقة سيد محمود إن مسيرة الإصلاح والتغيير بالاتحادي الديمقراطي بدأت منذ سنين وقالت إشراقة للتيار أن الإصلاح كان واجباً وكان لابد له أن يبدأ لأن القيادة الحالية عطلت مسيرة الحزب منذ 2003 وكل فترة كانت هناك حركات تظهر في الحزب وسبق ذلك مذكرات داخلية وعمل داخلي حتى وصل درجة الصراع المكتوم (المخبوء) لدرجة فشلت كل محاولة لتدارك الأوضاع داخلياً كما فشلت في عقد المؤسسات لأن انعقادها كان بيد الأمين العام وعزت إشراقة ذلك لرغبة الأمين العام تعطيل انعقادها ولذلك كان لابد أن ينقلها الإصلاح إلى الخارج مذكرات ضلت طريقها إلى الأمانة العامة وتقدم تيار الإصلاح في بدايات 2015 بمذكرات للأمين العام من مساعد الأمين العام لقطاع التنظيم إشراقة سيد ثم قدمت مذكرة أخرى من ستة من القيادات على رأسهم أيضاً أحد مساعدي الأمين العام سيد أبوعلي ثم قدمت مذكرة من شباب الحزب في العاصمة والولايات تجاوزت ال300توقيعاً كذلك للأمين العام تلتها مذكرة من القيادات الوسيطة والطلب واحد ومشترك بين هذه المذكرات هو المؤتمر العام لكن الأمين العام رفض الاستجابة للمذكرات وقوبلت كل هذه المذكرات بالرفض وعدم الإجابة عليها حتى ( شفاهة) وقالت إشراقة إن (الدقير لم يكلف نفسه بدعوتنا لاجتماع) واعتبروه تجاهلاً وتبلور الخلاف بالاتحادي المسجل وتوحدت كل الجبهات وكونت جسماً واحداً توجهوا به إلى مجلس الأحزاب بداية المعركة توجه تيار الإصلاح بالاتحادي المسجل إلى مجلس الأحزاب بمذكرة حملت توقيع 260عضواً يطالبون بعزل الدقير وسحب الثقة منه وعقد المؤتمر العام مستندين على قانون الحزب المودع لدى مجلس الأحزاب وانضم إليهم آخرون وحملت المذكرة توقيع ألف قيادي نفذوا وقفة احتجاجية أمام مجلس الأحزاب وتعتبر هذه الخطوة هي ضربة البداية لتيار الإصلاح خلاف الدقير والشريف الهندي بحسب إشراقة سيد أن الصراع بالحزب بدأ منذ حياة الشريف وكان مع الشريف زين العابدين نفسه . وجلال الدقير بعد المؤتمر العام للحزب مباشرة واتهمت إشراقة جلال بتعيين الأمانة العامة بشكل مخالف للعمل المؤسسي للحزب و إنه تجاوز المؤسسات وانفرد بقرارات الحزب حتى التي تخص رئيس الحزب (الشريف زين العابدين ) الذي رفض في ذلك الوقت تغول جلال الدقير على صلاحياته و أكد عدد من القيادات أن المعركة بينهم كانت واضحة وانحزنا لتيار رئيس الحزب مما جعل جلال الدقير يقصي عدداً من العضوية من الأمانة العامة وأضافت إشراقة (كنت وزير دولة آنذاك في وزارة التعاون الدولي وأقصى كل الذين انحازوا للشريف زين العابدين ) ووضح إن هناك معركة وفريقين في الحزب مع الاختلاف ويبدو أن الشريف في ذلك الوقت يريد حسم الصراع سيما وحسب قيادية أن جلال كان مرفوضاً من الاتحاديين و لم يكونوا موافقين على توليه الأمانة العامة وعزت ذلك إلى ظهوره فجأة بعد المبادرة بسنتين ولم يكن ضمن المؤسسين للحزب و أضافت لكن لاسباب يعلمها الشريف كان يريد جلال لإنجاز مهمة محددة وفعلاً بعد أن انتهى المؤتمر ظهر الوجه الحقيقي لجلال حتى ضد الشريف نفسه ووصل جلال درجة من الجرأة لا أريد أن أقول (وقاحة ) أن يصارع رجلاً في قامة الشريف زين العابدين وكل من يريد السلطة والثروة انحاز لجلال وهناك أشخاص (بين بين) لأن المعركة لم تكن أخذت شكلها الواضح حتى الآن . و الشريف أراد أن يحسم الخلاف بصورة ناعمة وهادئة دون أن يعرض الحزب لأية هزة ولافتة إلى عدم وجود مقارنة بين الشريف والدقير وأكدت القيادية إن أحمد بلال كاد أن يتغلب على الدقير في المؤتمر العام عندما ترشح في مواجهته في عام 2004 وكشفت رئيس قطاع التنظيم المقالة إشراقة سيد عن مهمة أسندها إليها الشريف والخلاف في قمته وأرسلها على رأس وفد إلى ولاية الجزيرة لمقاومة سياسية جلال الذي أراد البطش بكل قيادات الحزب التي لها علاقة بالشريف زين العابدين وهو يعلم أن الجزيرة هي معقل لمناصري الشريف وتدين له بالولاء و تضيف حاول جلال أن يطيح برئيس الحزب بولاية الجزيرة (المروح فيصل بلة) وكل القيادات لهذا كلفنا الشريف بالذهاب لمحاربة سياسة جلال هناك و بعد طواف مشهور ومعروف خاطبه الشريف زين العابدين عبر (الموبايل ) وكان نادراً في ذلك الوقت والشريف لم يكن يملك (موبايل) فاستعرنا له هاتفاً من أحد الأشقاء وتم الرد على جلال الذي قال (إشراقة ليست لها علاقة بعمل الحزب أو عمل المرأة )فرد الشريف بقول مشهور( إن إشراقة هي المسؤول عن الجزيرة والمسؤول الأول في الحزب عن قطاع المرأة في السودان ) ولأن الشريف كان لا يقبل أي شيء في ولاية الجزيرة هذه المرة حسم الخلاف وعادت الجزيرة بقوة إلى الرئاسة أسباب الخلاف وترى إشراقة في حديثها ل التيار إن سبب الخلاف هو محاولة جلال الدقير تكسير نفوذ الشريف السياسي وإنه دائماً ما يقول إنه هو الرجل الأول وتضيف (هذا الرجل جلال الدقير غير مؤتمن وهو رجل يخون وأول من خان الشريف زين العابدين ) وأكدت قيادات الشريف فرض الدقير فرضاً عليهم ولديهم شهود بذلك ولم يكن أحد يريد توليه الأمانة العامة ونوهوا إلى أن لجلال عبارات لا يمكن لأي اتحادي أن ينساها كان يرددها في حق الشريف (الشريف رجل زاهد بعيد عن السياسية ‘دعوه) وإنه بدأ في انتحال مهمام رئيس الحزب وجزموا إنه بدأ مفاوضات المؤتمر الوطني (بنفسه ) دون التشاور مع الشريف زين العابدين وهذه بها أسرار كثيرة وأن الدقير أوصل رئيس الحزب الشريف زين العابدين درجة دعا فيها لاجتماع المكتب السياسي قال فيه عبارة مسجلة (في شريط فيديو) ( إن هذا الحزب الآن برأسين هذا توأم سيامي ) وقالها بهذه الصيغة لأنه مهذب في إشارة لجلال وهذه العبارة حسمت جلال إلى أن رحل الشريف تصفية الحسابات والحرب عبر الوزارات وبعد أن تقلص دورجلال بعد اجتماع المكتب السياسي في إثارة الفتن حول الشريف وتعيين إشراقة وزيراً بالولاية الشمالية و قالت إشراقة إن جلال تآمر فيها علي مما جعلني أذهب إلى الشريف واستشرته (أذهب أم لا ) سألني عن رغبتي قلت له أنا جندي في هذا الحزب قال لي (أمشي النصر بجي هناك) وكان وقتها هو طريح الفراش بمستشفى السلاح الطبي هذه بداية المعركة وظل جلال الدقير ينظر إلينا إننا أبناء الشريف وإننا نحفظ جيداً مافعله بالشريف لذلك أصبحت كل الفترة التي تلت رحيل الشريف هي مرحلة تصفيات حسابات معي ومحاولة تحجيمنا حتى يكون ليس الرجل الأول فحسب بل أن يكون الإله الدائم إلى الأبد وبعدها استمرت الأحداث والصراع تحت السطح لاقتلاع الحزب ومؤسساته لكنه جاء بأخيه محمد الدقير وأراد أن يورثه الحزب وتقاسم معه الحزب (هو الأمين العام للحزب على مستوى السودان ومحمد الدقير رئيس الحزب بتعيينه رئيس الحزب بولاية الخرطوم والمنصب الوحيد بولاية الخرطوم لمحمد الدقير ) وليس هذا فحسب بل حاول أن يكون هو مساعداً للرئيس وكشفت إشراقة عن سعي الدقير لتنصيب أخيه محمد وزيراً للإعلام وأردفت (ولدي مايثبت ) لكن الحكومة رفضت واتفق كثير من القيادات إن هذه استراتيجية جلال في إدارة الحزب وظل يصارعنا من حين لآخر وأصبحنا وزراء (غصباً عنه) وأكدت إشراقة عدم رضا الدقير عن توليها وبعض القيادات لمناصب ( يكون راضياً بأن أتولى منصب وزير التعاون الدولي ) رغم أن إشراقة كانت خلفاً له في هذه الوزارة مشيرة إلى أن الدقير بذل كل ما يستطيع لمحاربتها في الوزارة حتى تفاجأت به وهو يحتل مكتبها ويرفض الخروج منه ولكنها لم تحتج وترك لها مكتب الوكيل وهددته باستقالة علنية إذا لم يكف عن التدخل في أعمال الوزارة وتدخل أعضاء الحزب لرأب الصدع وتكونت لجنة بقيادة أحمد بلال ذهبوا إليه وأخبروه أن المعركة التي ضد إشراقة نحن نعلم إنك خلفها ( وإذا عندكم معركة نجيكم الإتنين) وسألوه ماذا بينك وبين إشراقة؟ وطلبوا منه أن يحل الخلاف مؤسسياً وترى إشراقة مارد به الدقير على قيادات حزبه قال لهم (إن إشراقة كبرت وصارت بالونة كبيرة جداً وساقوم بتنفيسها بدبوس مني وبعد ثلاثة أيام أتى يحمل أزهاراً للمصالحة )وأبلغت (سكرتيرتي ) أن تخبره أن (يمسك ازهاره)نحن نريد أن تكف أيديك عنا وبعدها حاول التوصل معي لتسوية الخلاف حول المؤتمر العام استنكرت قيادات الإصلاح عقد المؤتمر ب 1500شخصاً بدون انتخابات قاعدية سيما وإن تيار الإصلاح لديه خطة للمؤتمر العام نستهدف أكثر من 3آلف وقالو ا إن جلال يريد أن يكون رئيساً ويعين نواباً أو يكون هو الأمين العام لأنه كان يعلم أن المرشح معه لمنصب الأمين العام هو أحمد بلال وتولى أحمد بلال للأمانة العامة يغلق الطريق أمام شقيقه محمد الدقير لذا طلب تغيير الهيكل وتؤكد إشراقة (أقسم بالحق ) إنه وصل درجة من الجرأة أن يطرح تسوية مثل هذا ورفضنا وتمسكنا بالمؤتمر العام وكان هذا قبل الانتخابات في أواخر عام 2014 وعزت ذلك إلى كبر المسؤولية ( ولا أستطيع أن أتحمل مسؤولية مؤتمر مزور ) الإطاحة بمجوعة الإصلاح بعد مرحلة من الخلافات عبر ساحات القضاء وكل وسائط الإعلام أغلق الاتحادي المسجل ملف الخلاف مع مناوئيه و قررت مركزية الحزب فصل إشراقة وآخرين بعيد التغلب عليهم في اجتماع اللجنة المركزية الذي عقد الأسبوع الماضي بفارق الأصوات وحصلت إشراقة على (65) من (217) مقابل (192) مع امتناع (7) وأسقط الاجتماع مقترح تيار الإصلاح بعقد المؤتمر العام في إبريل بلجنة ترأسها إشراقة وحدد له يوليو القادم بيد أن إشراقة اعتبرت ماحدث ثمناً لسكوتها على الخلاف وأن المعركة لم تنتهِ لأنها مازالت في البداية.