جولة الملك سلمان الطويلة في آسيا ترسخ رؤية السعودية لتنويع اقتصادها لكن مع تقوية مركزها النفطي لدى قطاع المشترين الأسرع نموا في العالم. ميدل ايست أونلاين مئات يرافقون العاهل السعودي في الجولة التي تستمر شهرا كوالالمبور - استقبلت ماليزيا الأحد الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية استقبالا حافلا في بداية جولة آسيوية تستغرق شهرا لبناء علاقات مع مستوردي النفط السعودي الأسرع نموا وتعزيز فرص الاستثمار التي تشمل بيع حصة في شركة أرامكو النفطية الحكومية العملاقة. وبينما تمضي المملكة قدما في جهود تنويع اقتصادها فإنها تسعى في الوقت ذاته لتقوية مركزها كأكبر مُصدر للنفط في العالم وترسيخ وضعها كمورد رئيسي للخام إلى أسواق آسيا الناشئة. وهذه أول زيارة يقوم بها عاهل سعودي لماليزيا منذ أكثر من عشر سنوات وتأتي في وقت تسعى فيه السعودية لجذب استثمارات آسيوية للمشاركة في عملية بيع خمسة في المئة من شركة أرامكو السعودية المملوكة للدولة في 2018 والتي يتوقع أن تكون أكبر طرح أولي للأسهم في العالم. وكان في استقباله رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق قبل أن ينطلق في موكب تحت حراسة مشددة لحضور مراسم استقبال رسمية في مقر البرلمان الماليزي. وقالت وسائل إعلام رسمية إن المدفعية أطلقت 21 طلقة في مقر البرلمان تحية للملك سلمان. وقال بيان من الديوان الملكي نشرته وكالت الأنباء السعودية إن الملك سلمان سيقوم بجولة تشمل اندونيسيا وسلطنة برونايواليابانوالصين والمالديف والأردن "يلتقي خلالها قادة تلك الدول لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك." وقالت مصادر حكومية مطلعة إن وفدا يضم 600 فرد يرافق الملك في زيارته لماليزيا التي تستمر أربعة أيام وسيتم خلالها بحث التعاون في مجال الطاقة. وقالت المصادر إن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ومسؤولين تنفيذيين بأرامكو سيرافقون الملك في أولى رحلاته خارج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ زيارته إلى الولاياتالمتحدة عام 2015. وستوقع شركة بتروناس الماليزية للنفط وشركة أرامكو السعودية اتفاقا الثلاثاء للتعاون في مشروع ماليزي في مجال التكرير والبتروكيماويات فيما يمثل دعما للاقتصاد الماليزي الذي يعاني من تداعيات هبوط أسعار النفط العالمية. ومن المتوقع أن تضطلع البنوك والشركات الآسيوية بأدوار رئيسية في خطط المملكة لتطوير قطاعها غير النفطي وزيادة استثماراتها العالمية وجميعها جزء من محاولات السعودية عملاق تصدير الخام لتقليص اعتمادها على إيرادات النفط. ووقعت المملكة في 15 أغسطس/آب اتفاقيات مبدئية مع الصين غطت مجالات مختلفة بداية من بناء مساكن في السعودية ووصولا إلى مشروعات المياه وتخزين النفط خلال زيارة قام بها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يقود خطة الإصلاح الاقتصادي، ويرافق الملك في جولته الآسيوية. واستعادت السعودية في يناير/كانون الثاني موقعها كأكبر مورد للنفط الخام إلى الصين التي تنافس الولاياتالمتحدة كأكبر مستهلك للنفط في العالم. وكانت الزيارة الملكية السابقة من السعودية لماليزيا عام 2006 عندما وصل العاهل الراحل الملك عبد الله على رأس وفد من 300 فرد. وبعد زيارة ماليزيا من المتوقع أن يسافر الملك سلمان إلى جاكرتا وبالي في اندونيسيا التي قالت إن الحكومة تأمل في أن تجلب الزيارة استثمارات سعودية تصل إلى 25 مليار دولار. وتعمل شركة برتامينا للطاقة المملوكة للدولة في جاكرتا مع أرامكو لتحديث أكبر مجمع لتكرير النفط في إندونيسيا وتتطلعان إلى فرص أخرى. ويقضي العاهل السعودي في اندونيسيا الأيام التسعة الأولى من شهر مارس/آذار بحاشية تتألف من 1500 فرد ثم يزور الملك سلمان اليابان في الفترة من 12 إلى 14 مارس حسبما قال مسؤولون في البلدين. ووافقت السعودية على استثمار ما يصل إلى 45 مليار دولار في صندوق استثمار بقطاع التكنولوجيا مع مجموعة سوفت بنك اليابانية.