يرى نقاد الفيلم الهوليودي 'شبيه الشيطان' والذي يحكي قصة لطيف يحيى الرجل المفترض انه شبيه عدي صدام حسين، لا يمكن تصديقها. مع ان صناع الفيلم يقولون انه قائم على 'قصة حقيقية'، ولكن من يهتم، فالفيلم يقول انه شخص شرير، وسيتم عرض الفيلم في نهاية الشهر الحالي، ويقوم الممثل البريطاني دومنيك كوبر بلعب دور الاثنين عدي ويحيى حيث يصور الحياة المتوحشة والغريبة التي عاشها عدي وهو يقتل ويغتصب النساء، في الوقت الذي كان شبيهه يلعب دور من يحميه من الرصاص والاغتيالات. ولكن قصة يحيى تثور حولها الشكوك خاصة ان عددا من دائرة عدي المغلقة قالوا ان القصص التي يحكيها لا يمكن تصديقها او التسليم وبوقوعها. وكان يحيى قد حاز اهتماما عندما ظهر في اوروبا في التسعينات من القرن الماضي واثار مظهره الذي يشبه عدي الكثير من القصص والتقارير الصحافية. وقابلته وكالات استخباراتية اجنبية حيث اخبرها انه عاش حياة عبودية كشبيه لعدي صدام، الذي قتلته قوات خاصة امريكية في تموز يوليو 2003 مع شقيقه قصي وابنه. وقال انه انقلب على عديّ عندما حاول الأخير قتله لان صديقة له اقتربت منه اكثر مما يجب. وحققت مذكراته مبيعات كبيرة وجلبت له الشهرة. وقصة يحيى في تفاصيلها تصلح للشاشة السينمائية فهي تحكي قصة رجل ابن عائلة ثرية لها صلات مع نظام صدام حسين، وكانت جزءا من النخبة الغنية في بغداد. ودرس يحيى مع عدي في نفس المدرسة، حيث كان زملاؤه في المدرسة يتحدثون عن شبهه الكبير لعدي. وبحسب الرواية فان يحيى استدعي عام 1987 من الجبهة وذلك اثناء الحرب العراقية الايرانية وطلب منه الحضور حالا للقصر، ووصف يحيى مشاعر القلق والترقب التي رافقته وهو يدخل القصر لانها المرة الاولى التي يستدعى فيها للقصر وليعرف لاحقا ان عدي قرر ان يجعله حارسه الشبيه له، وعندما رفض يحيى التكليف وضع في السجن مدة اسبوع وتعرض للتعذيب، وعندما خرج من السجن قالوا انه طالما لم يقبل العمل كشبيه فان عائلته ستتعرض للاذى وسينتهك عرض اخواته. وبعد خضوعه لعدد من العمليات التجميلية في الفترة ما بين 1987- 1991 بحيث اصبح وجهه نسخة طبق الاصل عن وجه عدي، قال يحيى انه عاين حياة عدي عن قرب وكانت مليئة بالشراب والمخدرات والنساء، وشهد معاركه الليلية في بغداد حيث كان يبحث عن امرأة لاغتصابها، ونزاوته وعصبيته وساديته وتعذيبه لمن كان لا يحبهم. وبحسب حكاية يحيى فانه بدأ بالتفكير بالهرب بعد غضب عدي عندما اكتشف ان واحدة من صديقاته بدأت تتقرب له اكثر من شبيهه، وعندما حاول عدي اطلاق النار عليه اصبح التفكير بالهرب امرا ضروريا، ويقول انه هرب الى مناطق كردستان وبعدها للنمسا وكل ذلك بمساعدة الاستخبارات الامريكية. ونقلت صحيفة 'اندبندنت' عن مقربين من عدي منهم شخص هرب عام 1998 وذلك ضمن برنامج تبادل المعلومات مع الحكومة البريطانية وعرف عدي عن قرب لمدة عقد، وقال ان يحيى قد يشبه عدي ويتكلم مثله لكنه لم يعمل مع عدي. واضاف قائلا انه من المخجل ان تقوم هوليوود بصناعة فيلم يقوم على 'نفايات' وليس على قصة حقيقية من تاريخ العراق. ويضيف ان لطيف يحيى استخدم في الحقيقة تشابهه مع عدي من اجل ابتزاز المال والحصول على البنات، وقد اعتقل في بغداد بعد القاء القبض عليه وهو يفعل هذا. وكانت صحيفة 'صاندي تايمز' قد توصلت الى ثلاثة من المقربين لعدي والذين شككوا في قصة يحيى وكذلك جراح التجميل وقالوا انه لم يجر اية جراحة تجميل على شبيه عدي. ولم يرد يحيى في التقرير، لكنه قال للاندبندنت ان عدي لم يكن لديه اصدقاء بل يعرف القوادين وتجار المخدرات، واكد انه كان شبيهه وحارسه. واضاف انه اما تكون له حاسة سادسة يعرف من خلالها ما يجري في القصر ومخابئ عدي او انه كان يعمل معه وانه يعرف الحقيقة. ومع كل هذه الاتهامات الا ان مخرج الفيلم المولود في نيوزلندا لي تاماهوري ليس مهتما حيث قال ان افلام السيرة الذاتية ليست مفضلة لديه لانها عادة ما تحاول الاقتراب من الحقيقة. واضاف ان الحقيقة لا تحررك في السينما ولكن الحقيقة المغلفة بالخيال هي التي تحررك.