كادر حزب المؤتمر السوداني تم اعتقالي يوم الاثنين واحد من فبراير 2016 ، اثناء مخاطبة جماهيرية رفضاً لزيادات الأسعار و قتها ، و الغاز تحديدا ، من المحطة الوسطى بالقرب من خط شمبات , و في ختام المخاطبة تمت المداهمة بواسطة منسوبي جهاز الأمن و الشرطة الأمنية (قطاع بحري) و حصلت اشتباكات بيني و بين عناصر النظام مما دفع المواطنين للتدخول اشتد الصدام بينا(أنا والمواطنون) و القوات الأمنية من الجانب الآخر و كانت كر وفر . تم قفل الشارع الي الناحية المقابلة ( السنجك للعماري) و استمر الاشتباك الى ما يقارب النصف ساعة علي ما اذكر , وأدى الصدام الي تمزيق قميصي و الفنيلة الداخلية حتى !! و أيضا حقيبة الظهر التي كنت أحملها . كل هذه الاشتباكات كنت تحت حماية صديقي محمد عظيم و الشرفاء الذين كانوا حضور وقتها و محاولاتهم لمنع الأجهزة الأمنية من اعتقالي, كنت في تلك اللحظات عاري تمامآ لا ارتدي اي شي الا البنطلون فقط . و أثناء الصدام قام أحد عناصر جهاز الأمن ( لا أعرف اسمه لكن استحضر تمامآ شكله ضخم الحجم طوله اكثر قليلا من مترين اشيب الرأس اسمر اللون) أخرج طبنجة صغيرة الحجم للدفاع عن نفسه ومحاولة إدخال الرعب في قلوبنا و قال لي الليله ح اقتلك!! في اللحظة انتابتني رعشة خوف لكن قاومتها لان طريق النضال يحتمل فيه كل شي حتي الموت , قلت ليه اقتل يااااااخ وردت في وشو ( الطلقه بتقتل ثائر و الأرض تنبت الف ثائر) تحول الخوف مني له و حسيت بالخوف في عيونه لاني كنت قريب جدا منه . قام مواطن كبير في السن بضرب الامنجي كف ، كانت الصفعة قوية جدآ طاااخ ( أثناء التحقيق سألني من سيد الكف قال لي ضابط الأمن السياسي ده منو؟ وساكن وين ؟ ،،،الخ و طبعا عمك ما بعرفو من الاساس , كفه بقي بكفوف في وشي بسبب انو ما أديت معلومات عنو لكن كف عمك كان سمح وعجبني ليهو شديد بتاع الجهاز برغم كل الكفوف البسببو) . بعدها ادخل رجل الامن الطبنجة و خنقني من رقبتي صارعت و قاومت ل لحظات وهنا ازداد عدد العناصر الأمنية وتم اعتقالي . ادخلوني مبنى قريب من المحطة الوسطى حبست فيه لمدة مابين 20/30 دقيقة و منها تم ترحلي إلى مقر الجهاز بحلة حمد المكان بين ( مقابر حله حمد و البحر) ، علمت هذه التفاصيل بعد ترحيلي الثاني لقسم الشرطة لانه عندما احضروني هنا كنت معصوب العينين . دخلت المباني و عينك ما تشوف إلا ضرب و شليت و ازحف و كفوف و الإهانات و ألفاظ عنصريه جداً ووالخ لكن كانت شبه معتادة أو متشابهة لانه لم يكن اول اعتقال ، فقد سبقته عدد من الاعتقالات ، لكنها لم ولن تثنيني عن طريق العمل من أجل وطن يسع الجميع . بعد التسخينه! علي حسب ما يسميها ناس الجهاز تم ادخلي للمبني من الداخل تحديدا الطابق الثاني ( يتكون من اربع مكاتب ) واقف ووجهي علي الحائط لزمن طويل ، وكل واحد يجي يديك كم ضربة و كف .. بدأ التحقيق في مكتب رقم 2 ( دائرة الأمن السياسي ) بدون مقدمات تعرضت للضرب المكثف " في جميع أنحاء جسدي لكن التركيز على الوجه و البطن و العنق " كانوا حوالي اثنين واحد ضابط و آخر فرد أمن ، بدأت الاسئله عن المعلومات الأساسيه ( الاسم ، السكن ، التنظيم السياسي ، اتكلمتوا عن شنو في المخاطبة ، الجامعة ، علاقتك بمبادرة القضارف للخلاص ...الخ ) و عند السؤال عن جنسك شنو؟ قلت ليه( سوداني ) دار هنا نقاش لمدة دقائق لكن صاحبه ضرب مباشر و الضباط يقول لي انت زول ودعرب!!! ده شغلة عبيد!! مالك بيها و كانت بالنسبه لي استفزازية جدآ ، اعترضت و تلقيت ضربات عديدة من قبل الضابط و استمر في الضرب و الإساءات العنصرية ... بعد إنتهاء التحقيق أدخلوني غرفة صغيرة مع العلم منذ وجبة الافطار صباح يوم الاعتقال حتي تلك اللحظة لم يعطونني ولا حتى ماء . حبست لزمن قصر في الغرفة و تم اخراجي لاصلي المغرب ، أثناء خروجي لمحت صديقي أحمد أبوزيد التقينا اثناء الوضوء وكان يظهر عليه الإرهاق و اثار تعذيب ، تبادلنا بعض الابتسامات و الوسوسات يازول أنت جيت متين؟ وكيف؟ المهم بعد الصلاة جاء واحد من الجهاز ليصورنا للفيش ثم اخذنا لمدير الجهاز بمكتب حلة حمد ليحقق و كان عبارة عن تحقيق مرة اخرى و سيل من الأسئلة و الألفاظ العنصرية ... قال لي سنحولكم موقف شندي ( ثلاجه الموت) كإرهاب و تخويف وعندما أخبرناه بأننا لا نبالي صفعنا على وجوهنا وتحدث حديثاً كتيراً ( فارغ جيش) . مابين الساعه 10-9 مساء في التقيت احمد أبوزيد في غرفة الحبس حتي تلك الساعه لم يعطمونا شيئاً . حوالي 11 مساءً جاء فرد أمن معه وجبة عشاء ( فول ) لم نأكل حتي الاكتفاء وذلك من شدة الإرهاق و التعب ، أكملنا باقي الليل داخل الغرفة و كانت غير مهيئة للنوم . انتهى اليوم الأول ...و عند صباح يوم الثلاثاء 2/ 2/2016م ايقظونا باكراً و كان هناك برد اخرجونا في حوش مكتب الجهاز برفقتي أحمد أبوزيد ووجوهنا علي الحائط لزمن طويل جداً . بعدها تم ادخلنا في غرفة شبيهة بالاستديو بها عازل و اضاءة مكثفة لا تسمع ما بالخارج أو حتي تعرف الزمن ، أحياناً يكون الجو بداخل الغرفة حار جدا و بها تكيف مركزي لتصبح باردة جداً و تتقلب ما بين ظلام و ضوء جاهر ( تعذيب نفسي ) هناك فرد أمن ينادونه 《بدلدوم》 لإخفاء اسمه قام بتعذيب ( شخصي و أبوزيد ) داخل هذه الغرفة ووجه لنا إساءات عنصرية جداً و ألفاظ خادشة مع الضرب في الوجه و العنق و باقي أنحاء الجسم مرات بيده و تارةً بخرطوش اسود . استمر ذلك لساعات طوي جداً كل مرة يخرج لوقت قصير من الغرفة ليدخل من جديد ويستمر في التعذيب . استمر هذا الوضع منذ الصباح الي وقت ما بين الظهر و العصر لأن الغرفة معزولة لا تستطيع أن تسمع الأذان لكي تحدد الزمن!! بعدها تم اخراجنا من تلك الغرفة لمقابلة مدير الجهاز بمكتب حلة حمد( شخص طوله تقريبا 3 أمتار اصلع الشعر متوسط الحجم ) اول كلامه اها بقيت معانا ام نوديك ثلاجه الموت!! ( يقصد بها موقف شندي ) صمت لدقائق و تبسمت .. هااج ليه انت بتضحك مجنون يازول انت؟!! أم أنا قلت نكتة عشان تتضحك!!؟ قلت ياخ مجنون و عاقل و الموت واحد لو في موقف شندي أو الجمله استفزته جدا ( تف لي في فنيلتي!!) بعدها رجعونا تاني الغرفه تم الحبس بها لزمن قصير ، جاء فرد امن ونادى على أحمد أبوزيد بعد زمن تقريبا 30 دقيق و كنت بفكر وين احمد ياخي لانو كان راكب رأس و أثناء ما انا طالع بره في الحوش لمحت أبوزيد في عريبه 2015 دبل كاب وكان برفته 5 من أفراد الجهاز ، علي ما اذكر لوحتها( ا.خ.ب 481) ، ركبنوني برضو عريبه دبل كاب و 5 من فرد جهاز ، طلعنا وفي راسي التحويل الي موقف شندي مباشر .. اخدنا لفه في بحري و احضارنا الي قسم الشرطه بالمحطة الوسطى و كانوا بقول لي الليله ح نفتح فيكم الماده جرائم ضد الدوله و تخريب ووالخ 50 و 51 و ح يتم اعدامكم أو السجن مؤبد!!دخلنا القسم و تم تسليمنا للشرطة ، ناس الجهاز في البداية رفضوا ان يسلمونا الأغراض من ( تلفونات .. و محفظه.. موتر أبوزيد..الخ) لكن في النهاية تم تسليم التلفون و المحفظة و الموتر كان محجوز في مكتب الجهاز تم تسليمه فيما بعد.. قمنا بإجراء اتصالات للمحامين و منها أدخلونا الحراسات قابلنا عدد كبير من الشباب وكبار السن ، قضاياهم مختلفة ادرنا معهم نقاشات و حوارت واحد منهم تم ضربه حتي كسر حوضه بواسطة منسوبي الشرطة الأمنيه بالقرب من الكدرو و نهب ما كان معه من قروش 800ج ( الشاب يعمل في جمع الكريستال الفارغ) محبوس اكتر من شهر!! واخرون من الحاج يوسف ، و مجموعة اخري في قضيه شيكات و عدد من القضايا المختلفة ، بعدها تم اخراج أحمد من أجل التحقيق معه بعده مباشره بدأ التحقيق معي الصول شرطه حامد (تعرفت علي اسمه لأنه يرتدي علامة تعرُّف علي جيب الكاكي) ، و فتح ضدنا بلاغ ازعاج عام (61) الشاكي هو جهاز الأمن!! و في تمام الساعة 4:45 م جاء عسكري شرطة و معه سندوشات عيشة واحدة بها اثنين قطعة طعمية وكنا لم نتذوق الطعام منذ ليلة أمس!في الخارج كان يقوم المحامين ( اذكر منهم الاستاذ يوسف محمد و محمد مصطفى الهادي ) كانوا يقومون بإجراءات ضمانة (شخصية أو مالية ) من أجل إطلاق سراحنا ، تم منعهم في البدايه من مقابلة أبوزيد و شخصي بحجة أنها أوامر الجهاز ، بعد م من الزمن تم إجراء الضمانة الشخصية و الضامن هو الأستاذ عبدالقيوم عوض السيد وأطلق سراحني و احمد في مساء يوم الثلاثاء. حملة صحافيون ضد الاعتقال التضامن مع المعتقلين #المعتقلات_مقبرة_النظام_لدفن_حريتنا