تفوق لويس إنريكي على نظيره أوناي إيمري من كل الوجوه، فنيًا ومعنويًا وتكتيكيا ليقود برشلونة لتحقيق المعجزة بفوز كاسح على باريس سان جيرمان بنتيجة 6-1، والتأهل لدور الثمانية لدوري أبطال أوروبا. إنريكي بدأ المواجهة وأنهاها بسيناريو مثالي، وجازف بالاعتماد على خطة 3-4-3، حيث لعب بدون ظهيري جنب، تاركًا المهمة لصامويل أومتيتي وخافيير ماسكيرانو، وخلفهما قلب الدفاع بيكيه. منظومة الوسط في البارسا، قتلت كل محاولات باريس سان جيرمان لتنظيم هجمة مرتدة بفضل الضغط العالي لبرشلونة للثلاثي رافينيا ألكانتارا، وأندريس إنييستا وإيفان راكيتيتش، مع تأمين دفاعي من الارتكاز سيرجيو بوسكيتس. المثير أن الثنائي ميسي ولويس سواريز كان الحلقة الأقل نشاطًا في تشكيلة البارسا، رغم إحرازهما هدفين من الستة، إلا أنهما وقعا كثيرًا في فخ الرقابة المفروضة من مدافعي سان جيرمان. أما نيمار كان نجم اللقاء الأول بلا منازع، وشعلة نشاط لم تتوقف طوال أكثر من 90 دقيقة، حيث سجل هدفين حاسمين وتسبب في ركلة جزاء، وصنع هدف المعجزة ببرود أعصاب يحسد عليه. كذلك فإن إنريكي لم يهتز رغم اهتزاز شباك البارسا بهدف جعل النتيجة 3-1، وعقد مهمة التأهل، حيث كانت تبديلاته مؤثرة كثيرًا وأعادت الحيوية في دماء خط الوسط بالدقائق الحاسمة، بعدما نفدت طاقة راكيتيتش وألكانتارا وإنييستا، الذين بذلوا جهدا مضاعفًا أمام التكتل الدفاعي للمنافس. وأشرك إنريكي، أندريه جوميز وأردا توران وسيرجي روبيرتو، ليواصلوا بنجاح الضغط العالي على سان جيرمان، بل ومنح روبيرتو هدف الفوز في وقت قاتل. أما أوناي إيمري، مدرب باريس سان جيرمان دفع ثمن الخوف، رغم اعتماده على خطة 4-2-3-1، إلا أنه لجأ لخطة دفاع المنطقة أمام آخر 30 متر من مرمى حارسه كيفن تراب، حيث كان ركن دفاعه كالحافلة، إلا أنه اخترق أكثر من مرة واهتزت شباكه 6 مرات. كذلك فإن توليفة الوسط للفريق الباريسي تاهت تمامًا، خاصة الثلاثي ماتيودي وأدريان رابيو وماركو فيراتي، الذين ارتبكوا أمام الضغط المبكر، كما فشلوا أيضًا في تنظيم هجمات مرتدة لتختفي خطورة الجناحين جوليان دراكسلر ولوكاس مورا، بينما كان كافاني الخطر الأكبر. كما أن تبديلات إيمري، خذلته كثيرًا، خاصة دي ماريا الذي أضاع انفرادًا كان كفيلا بقتل المباراة وجعل النتيجة 2-3، كما أن تبديليه الأخيرين بإشراك جريجورز كريشيوفياك وسيرجي أورييه كانا بدافع تأمين الدفاع والحفاظ على نتيجة 3-1، إلا أنها لم تسد الثغرات في دفاع باريس سان جيرمان، بل اهتزت شباكه بثلاثة أهداف في آخر 7 دقائق، ليسقط بسيناريو لا يصدق.