بروكسل (رويترز) - أعاد زعماء الاتحاد الأوروبي تعيين السياسي البولندي دونالد توسك رئيسا للمجلس الأوروبي متجاهلين اعتراضات الحكومة البولندية. ووجه توسك، وهو رئيس وزراء سابق، الشكر على تويتر على الدعم الذي حصل عليه. وأبلغ مصدر رويترز أن جميع الزعماء السبعة والعشرين الآخرين ساندوا توسك ما عدا رئيسة وزراء بولندا الحالية بياتا سيدلو. كانت سيدلو قالت قبل قمة زعماء الاتحاد الأوروبي إن وارسو لا تريد توسك لانتقاده سياسات الحكومة البولندية في وقت سابق. وقالت متحدثة باسم حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا يوم الخميس إن قرار القادة الأوروبيين تعيين دونالد توسك من جديد كرئيس للبرلمان الأوروبي يثير تساؤلات حول مدى وحدة التكتل. وعارضت الحكومة التي يقودها الحزب إعادة تعيين توسك، وهو مقرب من المعارضة المعتدلة في بلاده، في منصبه. وقالت بياتا مازوريك للصحفيين "يتعين علينا أن نسأل ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيبقى موحدا أم أن هذا الوضع سيقود إلى ألا يكون لقادة الدول المنفردة تأثير يذكر." وعلى الرغم من أن الخلاف جاء بسبب السياسة الداخلية في بولندا إلا أنه خيم على محاولات اجتماعات بروكسل للتوصل إلى موقف موحد فيما تستعد بريطانيا لتقديم إخطارها الرسمي بالانسحاب من التكتل في 2019. وبعد ساعات من التصويت وبعد أن اتفق القادة على مواقفهم حيال الاقتصاد والتجارة والهجرة وقضايا أخرى رفضت سيدلو التوقيع على البيان الرسمي لما خلصت إليه الاجتماعات. وقالت إن ذلك سيبطل القمة لكن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي قالوا إن الرفض البولندي للتصديق على النص لن يكون له تأثير قانوني. من جانبه أبدى توسك مبادرة إيجابية نحو سيدلو وقال للمجلس إنه سيعمل مع كل القادة "دون أي استثناء لأنه ملتزم بوحدة أوروبا". وحث وارسو على التحلي "بالعقلانية" وألا "تحرق الجسور" مع حلفائها في الاتحاد الأوروبي وقال إنه سيعمل لتجنب "عزلتها". ويلتقي قادة الاتحاد مرة أخرى يوم الجمعة من دون رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، التي تحضر آخر قمة قبل أن تبدأ رسميا هذا الشهر عملية تستغرق عامين للخروج من الاتحاد الأوروبي، للإعداد لقمة "الوحدة" التي ستعقد في روما في 25 مارس آذار في الذكرى الستين للمعاهدة التي تأسس بموجبها الاتحاد. وقال توسك إن القادة وافقوا على المضي قدما في اتفاقات جديدة للتجارة الحرة على الرغم من "الميول الحمائية" في أماكن أخرى في إشارة إلى المخاوف الأوروبية من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. ومن المقرر أن يتعهد القادة في وقت لاحق بمواصلة الدعم لدول غرب البلقان واحتمال منحها عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في ظل قلقهم مما يعتبرونه نفوذا روسيا مناهضا للتكتل الأوروبي. وسيراجع القادة أيضا خططا للحد من الهجرة غير الشرعية من ليبيا إلى إيطاليا. والأرقام الخاصة بوصول المهاجرين هذا العام أعلى بالفعل مما كانت عليه في 2016