عرف الوسط الفني فن أدب المجاراة في الأغاني منذ عهد بعيد وكثيرا ما كان يقدم عليها كبار الشعراء بتأليف بعض الأغنيات مجاراة لأغنية معروفة وشهيرة وجدت القبول وحققت النجاح , ومثل هذا النوع من الفنون قديم ومتوارث ليس على مستوى السودان وحسب بل على مستوى الوطن العربي منذ الشعر الجاهلي . وقد سار على ذات المنوال شعراء الحقيبة وعظماؤها وكتبوا أغنيات المجاراة التي عرفت بين الناس في ذلك الوقت ووجدت حظها من الانتشار بين محبي الغناء والطرب الأصيل، فها هو خليل فرح يكتب في الضواحي وطرف المدائن فيرد عليه عتيق في الضواحي وطرف القضارف كأجمل تحفتين فنيتين : في الضواحي وطرف المدائن يلا ننظر شفق الصباح قوموا خلو الضيق في الجناين شوفو عز الصيد في العساين يلا نقنص نطرد نعاين النهار إن حر الكماين هب شالا وكشح المراح ... سطر الفنان الرائع خليل فرح أغنيته البديعة في الضواحي وطرف المدائن وأغنى بها فنالت الإعجاب والاستحسان وصارت جزءا من أهازيج الناس وترانيمهم , فجاراه الشاعر المبدع محمد بشير عتيق بأغنية على ذات النسق يقول في مطلعها : في الضواحي وطرف القضارف يلا ننظر صوفي البشير النسايم جابتلي طارف طرفي لج وجرى دمعي زارف شاقني ظبيا في خمايله شارف في الدلال والتيه ظله وارف ثم يعرج خليل فرح بعد بدايتة إلى وصف الجمال الخلاق الذي شاهده بين الخمائل فافاضت كلماتة وانساب عبيرها قائلاً : في الخمائل انجلت المحاسن عيني حايره ومشى قلبي جاسن بعض حسنك هي يا محاسن البلاد حين قدميك داسن والزهور حين شفتيك باسن الغصون زاد طربا مياسن والنسيم فاح بكر الملاح فيما يشبه عتيق محبوبه بشقيقة البدر وكيف انه اصبح متيماً بها وقد حازت على احاسيسه ومشاعره ورسمت صورتها في قلبه الطبيعة الأرواحه ناسمه بالمحاسن تتجلى باسمه للنشايد أطياره قاسمه لي كمايم ازهاره لاثمه تمتني ولي قلبي حاسمه وفي صحايف قلبي راسمه حب شقيقة البدر المنير ويمضي خليل فرح في مدخ اوصاف وجمال معشوقه يا ام لسانا لسع معجن كلمه كلمه وحروفه ضجن ديل خدودك غير داعي وجن ديل عيونك غير سبه لجن ديل دموعك من نظره ثجن دا دلال معجن محن الامات يا رداح وعلى ذات الدرب سار محمد بشير عتيق ليروي هيفا ترنع يمنى وشمالا والخدود الفاتن جمالا بي غرامن اضحيت اسير ويوالي سرده البديع لقوامها وجمالها : ما الغزال الفي تمامه واقل بالطريف النعسان وصاقل غصنه اهيف مرنوع وفاقل والمرجرج لي قامتة تاقل حبه اصبح لي عقلي شاغل فقت مجنون ليلى وكثير وفي خواتيم اغنيتة الجميلة يقول خليل مال نسيم الليل بي برودك نمت الازهار من خدودك غرد العصفور فوق عودك النفوس ما اتعدت حدودك ماعرفنا عدوك من ودودك بس انا المقسوم لي صدودك يا حياتي واملي اللي راح فيما ختم عتيق رائعتة في الضواحي وطرف القضارف ليك سلاماً بالشوق معطر ما نسيماً بشذاك معطر وما عشوقاً سال دمعه مطر بدري حبك في الجوف مسطر وانت ما اقساك يا امير {}{}{}