بوابات تحصيل جديدة تم تركيبها في مدخل ومخرج مطار الخرطوم القديم/ المتجدد، لا غبن ولا لبس في أنها تطوير للبنية التحية للمطار وأداة تحصيل فعالة تحصي الشارد والوارد الغني والفقير. لكن الغريب في أن التحصيل يدوي، ثمانية بوابات بثمانية عاملين عليها. بالنهار تعمل البوبات بفريقي الدخول والخروج، عند الدخول يستلم السائق فيشة بلاستيكية يسجل عليها زمن الدخول، وعند الخروج وفي البوابة تسلم للمتحصل لتحديد القيمة المطلوبة. حتى هنا فهي ممارسة متعارف عليها في العديد من مطارات العالم ولا شيء غريب. لكن نحن السودانيين نأبى إلا أن ندخل عنصر الفوضى واللولوة في كل جديد نتبناه. عن استقبالي لزوار في فجر ثاني يوم في رمضان، فوجئت بأن بوابة الدخول مفتوحة، ولا تسليم للفيشة البلاستيكية في المدخل، ظنيت إنو ناس التحصيل نامو – زي بقية البشر – و لكن عند الخروج كانت البوابة مليئة بالمتحصلين، ضعف العدد في كل بوابة، ويطالبون بجنيه للخروج بدون فيشة ولا يحزنون. هذا فساد ظاهر بائن، فالجهاز يسجل عدد السيارات الداخلة والخارجة وربط العدد بالتحصيل، ولكن برفع الجهاز عن التشغيل تتحول البوابة برسم خروج واحد جنيه إلى بقرة حلوب تذهب إيراداتها مباشرة لجيوب من هم عليها، وهذا يؤكده وقوف شخصين بدلاً من شخص واحد في وقت يفترض أن البوابات لا تعمل فيه، أو أن يكون تعطيل البوابات هو عن قصد وترصد وسوء نية. أرجو من سلطة الطيران المدني وإدارة مطار الخرطوم الإنتباه لهذه الفوضى في مطارنا القومي الأول، والتحقق من من يمارسون التحصيل بتعطيل البوابات. لمن يذهب هذا المال؟ إن كان لهيئة الطيران المدني فهو مال عام ويتعرض للهدر، وأطلب نيابة المال العام للتحقيق في الأمر. أو أن هذا التحصيل تقوم به شركة خاصة محسوبة على جهة ما – لأننا لم نسمع عن مناقصة لإدارة بوابات تحصيل مطار الخرطوم – و يبقى الاستفسار قائماً للآن الإيرادات يقتسم منها للدولة، وأيضاً يندرج هدره تحت هدر المال العام، ومرة أخرى تطلب نيابة المال العام، أو أن هذا النشاط يخضع لتنظيم لا لهيئة أو شركة، بل نبت شيطاني قام من الفراغ، وهنا نطالب بإقتلاعه وإقتلاع من تسول له نفسه الفهلوة بمال الدولة وبصورة مقننة. خالد مبارك الريح - الخرطوم