استطاع الفن بكل ضروبه أحداث حالة تغيير وارتقاء أو هبوط بالحس الإنساني تبعا لتوظيفه إيجاباً أو سلباً، لأنه حالة إبداعية ملهمة تؤثر عميقاً في النفس الإنسانية. في السياق، أجرت قناة العربية حواراً مع الفنانة نانسي عجاج عبر برنامج (كلام في الفن) الأسبوع الماضي تحدثت فيه عن دور الفن قائلة "الفن ليس للترفيه فقط بل هو أعمق وأخذه كترفيه فقط في ظل (الحريق جريمة)". (اليوم التالي) استنطقت أهل الشأن لأجل إعادة تعريف دور الفن في عالمنا المعاصر. أدوار مهمة في السياق، قال الدكتور عبد القادر سالم ل (اليوم التالي): ساهم الفن في بلورة مفاهيم كثير مثل محاربة العادات الضارة مثل الأمية وغيرها، بجانب ترقية الذوق العام وحب الطبيعة وجمال الوطن. وأضاف: عمل الفن على تشكيل الشخصية السودانية ودعا إلى الحب والسلام والوئام والقيم الجميلة، ووجه الناس إلى التعليم وضرورة محاربة الجهل. وأردف: حصر دور الفن في الترفيه يقلل من أدواره الفاعلة في المجتمع. واستطرد: للفن رسالة راقية جدا وهادفة كما يعمل على ترسيخ القيم والعادات والتقاليد والمثل الأخلاقية باعتبارها وسيلة من وسائل تنظيم المجتمع. وسيلة تربوية من جهته، قال الناقد الفني محمد جاد الله ل (اليوم التالي): هناك مفهوم خاطئ أن دور الفن يتمحور في الترفيه فقط، لكن الأدوار المهمة للفن كثيرة أيضاً من بينها أنه وسيلة تربوية تساهم في تثقيف أفراد المجتمع في كيفية نشأة الفرد وبلورة شخصيته لما يعكسه من التحام بين العقائد والقيم والأساطير التي تتوارثها الأجيال. وأضاف: ينقل الفن السلوك الحضاري التقليدي منه والمحدث بما فيه من أنماط متوارثة تساعد على تجسيد واستمرارية وترسيخ القيم والمثل الأخلاقية والأعراف الاجتماعية، بالإضافة إلى دوره الفعال في إطار التثاقف بين الحضارات والشعوب، حيث يقوم مقام الوسيط الإعلامي والدفاعي في الوصل بين أفراد المجتمع الواحد وبقية المجتمعات الأخرى. وظائف أخرى واصل جاد الله حديثه قائلاً: يُعد الفن أداة التفاهم العالمي لأنه وسيلة للتسلية والترويح عن النفس من وطأة ضغوط العمل كما له وظيفة تربوية مهمة، إذ أنه أداة لتربية المشاعر والتسامي بالحس نتيجة لإدراك الانسجام الفني، بجانب الأثر الكبير من الناحية القومية من خلال الخطب الحماسية والأناشيد علاوة، على أنه يؤدي وظيفة دينية، حيث يستخدم في مناسبات دينية. اليوم التالي