قائمة من أسماء الأغنيات الغريبة ظهرت في الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، ظل يرددها المطربون الشباب في محاولة تؤكد سعيهم إلى الشهرة أكثر من تجويد المنتوج الفني، وهو ما عزز من انتشار الغناء الهابط وتغييب الأعمال الرصينة والألحان الشجية التي تمس الوجدان والمشاعر، فظهرت أغنيات من شاكلة (المعولق)، (حبة بندولي)، (شطة خدراء) ، (لما شوفتو عاين لي)، (المحروق يروق)، (الفي ريدو فرط دقس) وغيرها. اللافت أن الواقع الغنائي أفرز ألقاباً للفنانين الصاعدين تشابه في مضمونها أسماء تلك الأغنيات، حيث اختفت الألقاب المميزة وحلت محلها أخرى ليست ذات قيمة على غرار (جوطة)، (ننوسة)، (القناصة)، (القونة). تراجع مريع في السياق، قال الفنان وأستاذ الموسيقى يونس حامد يونس ل (اليوم التالي): "هناك تراجع، وللأسف لا توجد جهات منوط بها الحراسة الجيدة لإنتاج الأغنيات والأعمال الفنية". وأضاف: "الفنانون الشباب يسعون للاستمرارية في الوسط الفني لأجل الكسب السريع دون تقديم أعمال غنائية جاذبة". واستطرد: "هناك عدد كبير من الفنانين يغني بدون تراخيص، وهذه مسؤولية اتحاد المهن"، مبينا أن عدم حسم القضاء ل (100) قضية متعلقة بتلك الاشتراطات ولد إحساسا قويا بأن مجلس المهن الموسيقية بات ضعيفا، ولن يستطيع إيقاف هذا العبث. وأشار يونس إلى أن إصلاح حال الساحة الفنية لن يتم إلا بعقد ملتقى جامع يضم كل الجهات العاملة في مجال الفنون. حسب العداد من جهته، قال الناقد الفني بدر الدين المبارك ل (اليوم التالي): الساحة الشعرية الغنائية تعج ببعض الأسماء التي ينظر إلى أصحابها على أنهم نجوم، لكنهم للأسف يفصلون مقاماتهم الشعرية وفقا لمتطلبات أنصاف الموهوبين الذين تشبه ألقابهم أعمالهم. وتابع: "هناك شعراء يقسمون أشعارهم حسب (العداد) بين غزل تقليدي بارد ونرجسية مفتعلة، ومنهم من يكرر المفردات العصرية الرقيقة دون أن تحمل دلالات عميقة أو صور جميلة"، مؤكدا أن هناك انحطاطاً كبيراً في الساحة الفنية ظهر بوضوح في أسماء الأغنيات وألقاب المطربين الصاعدين. اتجاهات الحياة من جانبه قال الباحث الاجتماعي حسن النعمان : "الثقافة والفنون يتوجهان مع اتجاهات الحياة المختلفة ويمثلان عنصرين أساسيين فيها. وأي تطور اقتصادي أو اجتماعي يؤثر مباشرة في الفن رقيا أو انحطاطا". وأضاف: "صحيح أن الأغاني السطحية والألقاب الوهمية أصبحت مرغوبة، وهذا ضمن تغيير طرأ في أشياء كثيرة في المجتمع حتى في نوعية العلاقات، فغابت العميقة وحلت محلها السطحية والافتراضية، فالمجتمع أصبح يميل لكل ما هو سهل وما زاد الأزمة تعقيدا هو وسائل الاتصال الحديثة". اليوم التالي