يبقى اسم المكان وشكله صامدين حيال التغييرات التي تقترحها الحكومات والإدارات المحلية المتعاقبة وفق معتقداتها السياسية واتجاهاتها الفكرية، فيظلان تاريخاً تتوارثه الأجيال. بالنسبة لسوق أبوجهل بالأبيض ظهر ذلك جلياً، حيث قرر في سنة ما تغيير اسمه التاريخي إلى (سوق ابن مسعود)، فباء الترويج له بفشل ذريع، ولا يزال الناس يرددون الاسم القديم )أبوجهل)، وتلهج به ألسنتهم دونما تأتأة أو تردد، كما يحدث عند (ابن مسعود)، فحينما يلفظ به البعض سرعان ما يردفونه بتوضيح، مرددين (أبو جهل.. أبو جهل). منتجات غابية في السياق، يقول حسين النور – تاجر بالسوق : "تتمتع شمال كردفان بالكثير من المنتجات المحلية ذات الفوائد الغذائية والاقتصادية، ما جعل أسواقها تعج بخيراتها الوافية"، وأضاف: "يتربع سوق أبوجهل على عرش مدينة الأبيض حاضرة الولاية"، وأردف: "هناك منتجات تخطف الأنظار وتلفت الأبصار، تتبدى في ألوان التبلدي والنبق والقضيم، وهي معروضة على واجهات المحلات في السوق بطريقة جاذبة. زراعة وتجارة من جهته، يقول الصديق الرحمة، من قدامى تجار السوق ل(اليوم التالي): "نحن أبناء كردفان نعمل بالزراعة والتجارة في ذات الوقت، فنأتي بما نزرعه إلى السوق لنبيعه"، وأردف: "الحمد لله بلدنا أمان، نخلي بضاعتنا كدا بره ونمشي الزراعة وما بتجيها عوجة"، وتابع: "الحكومة حالياً تبني لينا في دكاكين جديدة وبعد تكتمل نرحل ليها"، وختم الصديق مشيراً إلى عراقة أهل كردفان وصفاء قلوبهم وكرمهم، وعدّها صفات توارثوها عن أجدادهم. قبلة للأجانب على بعد أمتار من محل الصديق، التقينا فارس الطيب الذي بدأ نشاطه في هذا السوق منذ 1996م، حيث قال ل(اليوم التالي): "كما ترون بأعينكم فإن كل منتجاتنا كردفانية (100 %): التبلدي، الكركدي بنوعيه الأحمر والأبيض، النبق، اللالوب، التسالي، والشطة وغيرها. وأضاف: "كل الأسعار في المتناول رغم ارتفاع أسعار التبلدي نتيجة لاستخدامه في الكثير من الصناعات"، وزاد: "لا يقتصر الحراك داخل السوق على مواطني المدينة والزوار من المدن السودانية الأخرى، بل يتعداهم إلى الأجانب من السواح أو العاملين في السودان مثل الصينيين بجانب موظفي الشركات. اليوم التالي