يُعتبر المفاعل النووي في ديمونا، الواقعة في جنوب الدولة العبريّة، من أكثر الأماكن سريّة وحساسيّة وحراسة في إسرائيل، ولا تسمح الرقابة العسكريّة لوسائل الإعلام العبريّة بنشر أخبار تتعلق به إلا لماما، وفي هذا السياق كشفت صحيفة 'معاريف' العبريّة أمس أن عاملة في مطبخ مفاعل ديمونة النووي سرّبت صوراً عنه كانت قد التقطتها بهاتفها النقال بعد أن تمكنت من دخول المفاعل في غفلة من عناصر الأمن، منتهكة بذلك التعليمات الأمنية للمنشأة التي تفرض عليها إسرائيل ستاراً كثيفاً من السرية. وأوضحت الصحيفة، أن العاملة التقطت صوراً لعدد من العاملين في المفاعل قامت بنشرها على موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك) بعد أن عادت إلى منزلها، لكنها لم تقم بعرضها للبيع لجهات خارجية أو محطات إعلامية. وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمنيّة وصفتها بالرفيعة في تل أبيب، إلى أن العاملين في المفاعل أبلغوا رجال الأمن الذين قاموا باعتقال العاملة التي أكدت بعد التحقيق معها، انها لم تكن تظن أن ما قامت به يمكن أن يضر بأمن إسرائيل، غير أن ذلك لم يشفع لها وتمّ طردها من العمل في المفاعل وسحب الصور من موقع (فيسبوك). ونقلت الصحيفة عن محللين تحذيرهم من أن ما حدث يعتبر خللاً أمنيا كبيراً، وأن التطور التكنولوجي ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تشكل خطراً حقيقيًا على أمن الدولة العبريّة. وتحدث ايلي نيسان المحلل السياسي الإسرائيليّ، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بالعربيّة عن كيفية درء إسرائيل لهذا التهديد فقال: هناك حرب إلكترونية واضحة، والفيسبوك أصبح أداة حربية، وفي ديوان رئيس الوزراء يوجد قسم خاص وأيضًا جهاز الأمن العام (الشاباك) هناك ذراع مستعدة لمواجهة التهديدات المحتملة. وتابع المحلل الإسرائيليّ قائلاً إنّ موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك) يخدم المجتمع، ولكن من الناحية الأخرى، أضاف، يشكل تهديدا للأنظمة ولنظم السياسية التي بحاجة أن تحمي أسرارها، على حد تعبيره. وكانت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الإسرائيليّة قد نشرت في وقت سابقٍ ولأول مرة مقتطفات من سجلات عمرها أكثر من 15 عاماً من محاكمة العامل الفني في مفاعل ديمونة موردخاي فنونو المتهم بكشف أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي لإحدى الصحف البريطانية، والتي أوضح فانونو فيها للمحكمة أنه يريد التأكيد على حقيقة معروفة لدى الجميع وهى امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية، وأن هدفه من وراء ذلك هو الضغط على إسرائيل من أجل إخضاع برنامجها النووي للرقابة الدوليّة، على حد قوله. جدير بالذكر أنّ المصادر الأمنيّة في تل أبيب اعترفت بأنّ مفاعل ديمونا بات في مرمى صواريخ حزب الله اللبنانيّ، وقال رئيس شعبة الاستخبارات في سلاح البحريّة، إن إسرائيل تعلم أنه يوجد لدى حزب الله صواريخ بر - بحر إيرانية مستنسخة من صواريخ صينية من طراز سي 802، في حين توجد لدى سورية صواريخ روسية من طراز ياخونت من الممكن أن تصل إلى أيدي حزب الله، وأضاف أن تلك الصواريخ قادرة على ضرب الموانئ والمياه الاقتصادية الإسرائيلية كافة، وجزء كبير من مسارات الملاحة إلى إسرائيل. يشار إلى أنّ الصحيفة البريطانيّة 'صندي تايمز' نشرت في عددها الصادر يوم السابع من آب (أغسطس) الجاري خبرا جاء فيه أنّ الدولة العبريّة أسست وحدة جديدة في الجيش الإسرائيلي للحرب الالكترونية مع إيران، وبدأت بتنفيذ بعض المهام باختراق أجهزة الحاسوب في إيران. وبحسب ما نشرت الصحيفة فقد تمّ تشكيل هذه الوحدة ضمن الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي، وتخضع بشكل مباشر إلى قيادة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والهدف الأساسي لتشكيل هذه الوحدة الاستعداد لحرب المعلومات والتكنولوجيا من الناحية الدفاعية والهجومية. وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية، إنّ هذه الوحدة باشرت في عملها، والمتمثل بهدفين رئيسيين على صعيد الحرب مع إيران، الأول يتمثل في اختراق منظومة الحواسيب الإيرانية في المشروع النووي وكذلك الجيش الإيراني، حيث جرت عمليات اختراق خلال المرحلة الماضية والتي تسببت في تعطيل أنظمة الحاسوب في المشروع النووي الإيراني. والثاني البنى التحتية المدنية في إيران، والهجوم المستمر على أنظمة الحاسوب في إيران بهدف شل ووقف عملها، على حد قول المصادر عينها.