رمضان على الأبواب، وفيه تتزايد أعمال الخير والمبادرات الإنسانية والشبابية، ابتغاء لمرضاة الله، وجمع أكبر قدر من الحسنات في الشهر الفضيل، إلا أن مبادرة فاطمة الطالبة بجامعة الأحفاد للبنات كانت فريدة من نوعها، ولأن الطعام الذي يصنع في المناسبات يكون بكميات كبيرة وسريع التلف، فكرت فاطمة من خلال مشروعها زفافي لتنظيم المناسبات في جمعه وإعادة ترتيبه لتقدمه بشكل لائق وطريقة مهذبة للمحتاجين وأطلقت على المشروع اسم (زفافي الخير). لم يكن الزمن بالنسبة لفاطمة ورفقائها المتطوعين عائقاً يفق حجر عثرة أمام مشروعهم، إذ يبدأ عملهم بانتهاء المناسبة، وحتى بعد منتصف الليل، بالتنسيق مع أصحاب الصالات والمنازل، وفي إطار إلى أن تتحول إلى الكترونية لتكون أول مبادرة من هذا النوع والتطور. من رحم البزنس أشارت الدكتورة فاطمة محمد إلى أن مبادرة (زفافي الخير) الذي يبلغ عمرها نصف شهر تقريباً وجدت رواجاً وقبولاً كبيراً مقارنة بالمشروع الأساسي، ويظهر ذلك من خلال الاتصالات التي يتلقونها يومياً. وقالت: "إن فكرة المبادرة الأساسية هي جمع وتنسيق وإعادة ترتيب المتبقي من طعام المناسبات وتوزيعه على الفقراء المستشفيات والخلاوى والمشردين الموجودين في (الخيران) والوصول إلى أكبر عدد منهم في العاصمة المثلثة". وتابعت: كانت البداية مبشرة فقد وزعنا (60) وجبة في اليوم الأول، وزعت على المشردين، وفي اليوم التالي شملت الوجبات فطائر وزعت على الخلاوى، بجانب الشوربة التي تحفظ وتوزع أيضاً. ومضت د. فاطمة قائلة: "وصلتنا بعض التبرعات ونحن للمصداقية نفضل بين التبرعات المادية والعينية، وفي الغالب الأعم نقوم بشراء احتياجاتنا ونصور الفاتورة". وأردفت: "التبرعات في بعض الأحيان لا تكون مالية فقط وإنما في شكل متطوعين للمساعدة في التوزيع". تنظيم داخلي بالرغم من عمر المبادرة القصير إلا أنها وجدت رواجاً وإقبالاً كبيراً. وقالت د.فاطمة: "لأن العمل يمضي في ازدياد لابد من الترتيب والتنظيم الداخلي لذلك أنوي إجراء أول اجتماع لحصر الاتصالات وتحديد المتطوعين الرسميين". وأضافت موضحة: "ذلك لأننا نعمل بطريقة مفتوحة، (الأقرب من المكان يصل أولاً)، فضلاً على تقسيم المتطوعين على العاصمة المثلثة بجانب المركز الرئيس بالخرطوم"، منبهة إلى أن العمل لا يقتصر على شركتها فقط، بل يمكن تغطية كل المناسبات في أي زمان ومكان عن طريق (إن كول)، مشيرة إلى أن هناك خطة لتصميم تطبيق في الجوال يسهل من التواصل وتقديم الخدمة. فكرة مبتكرة العمل وفق منظومة (زفافي الخير) كان مختلفاً تماماً لدى المتطوع نور الدين تاج السر، وضح ذلك عندما قال: "خضت العديد من التجارب مع مبادرات شبابية وإنسانية أخرى تتشابه أغلبها في الأهداف والأشكال ودوائر العمل، إلا أن فكرة عمل (زفافي الخير) كانت جديدة بالنسبة لي، لأنها تنبني على عمل دائم ومفيد وحقيقي، وهذا ما يميزه". رغم المجهود الكبير الذي يبذله نور الدين وهؤلاء المتطوعين في جمع الطعام ليلاً وتوزيعه، وقبل ذلك ترتيبه بصورة إنسانية ولطيفة، إلا أن نفوسهم راضية مرضية بما يقدموه من مساعدات. اليوم التالي