مع اقتراب موعد انعقاد الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم السوداني كانت حكومة المؤتمر(الوطني) وجهاز الأمن والمخابرات ومن خلال أعوانهم وأذنابهم قد تحركوا في كل الاتجاهات مستخدمين كل وسائل الترغيب والترهيب في صالح مرشحيهم. وقد اتخذوا من مقار جهاز الأمن مواقعاً لادارة حملتهم الانتخابية وهناك كانوا يقومون كانوا يقومون بتخويف كل العاملين في الوسط الرياضي والذين لديهم حق التصويت ليصوتوا لمجموعتهم بعد أن تم ادخالهم في معسكر مخصص أُقيم في استراحة الضرائب التابعة للحكومة، وتم فرض حراسة مشددة على المكان، أعضاء الجمعية العمومية أبدوا تخوفهم لانه تم تهديدهم بفقدان وظائفهم بل اعتقالهم وتعذيبهم حال عدم التصويت لمرشحي المؤتمر (الوطني). المجموعة المناوئة لهم والتي سمت نفسها مجموعة حماية وصيانة الحركة الرياضية ورغم أنها أعادت ترشيح معتصم جعفر والذي كان مقرباً والى وقت قريب من المؤتمر (الوطني) ولكن يبدو أنه تم الاستغناء عنه لاسباب تخصهم تحركت في كل الاتجاهات. هذه المجموعة قامت برصد كل تحركات جماعة المؤتمر الوطني ووثقت لها ورفعتها الى الاتحاد الدولي والذي تدخل اليوم وأرسل الى اتحاد كرة القدم السوداني خطاباً بتاريخ 29 أبريل طالباً تأجيل الانتخابات الى 6 أشهر من الان، علماً بأن الانتخابات كان من المفترض أن تجرى صباح الغد الاحد30 أبريل . وجاء في خطاب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ان النشاط الكروي في السودان سيعتبر موقوفاً حال عدم قيام انتخابات لاتحاد كرة القدم في السودان حتى 30 أكتوبر من هذا العام وذلك تماشياً مع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي سيرسل وفداً منه لتقصي الحقائق والاطلاع على النظام الاساسي لاتحاد الكرة في السودان. كما سيقوم الوفد بتحذير السلطات السودانية بعدم التدخل في أهلية الحركة الرياضية كما حدث في شهر يونيو من العام الماضي بعد أن رفض اتحاد كرة القدم الانصياع لقرارات وزير الشباب والرياضة بوقف اجراءات الجمعية العمومية العادية. وكان الفريق أول بكري حسن صالح رئيس الوزراء قد حذر خلال الفترة الماضية من تدخل أي جهات حكومية ومحاولة التأثير على انتخابات اتحاد كرة القدم في السودان. المجموعة التي يدعمها المؤتمر الوطني تضم كل من السادة عبدالرحمن سرالختم وزير دفاع سابق ووزير برئاسة مجلس الوزراء ووالي ولايتي الجزيرة ونهر النيل وسفير سابق لدي عدد من الدول، اضافة الى نصرالدين حميدتي وزير التخطيط العمراني في غرب كردفان . وأمين الجابري مدير التأمين الصحي ولاية نهر النيل وعزالدين الحاج ضابط في جهاز الامن . أما المجموعة الاخرى فتضم معتصم جعفر ومجدي شمس الدين ومحمد سيدأحمد وأسامه عطا المنان. والذي لم يعد سراً أن الحكومة تتدخل سراً وعلناً في صالح فوز مرشحيها وتعطيل الآخرين مما لايتفقون معها سياسياً وفي شهر مارس من العام الماضي وعندما تقدم الاستاذ محمد ضياء القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي والمعرض البارز مرشحاً نفسه في انتخابات اللجنة الاولمبيه السودانية لم يكن أمام جهاز الامن الا وأن يعتقله خوفاً من فوزه في مواجهة هاشم هرون مرشح المؤتمر (الوطني). وفي اتصال للراكوبة بالمدرب القومي الاستاذ محمد عبدالله (مازدا) رئيس لجنة التدريب المركزية والذي كان قد أكد انه قام بكتابة خطاب لرئيس لجنة الانتخابات بالاتحاد السوداني لكرة القدم طاعناً باسم لجنته حول تدخل أطراف خارجية تتبع لجهاز الأمن وأمانة الشباب في حزب المؤتمر الوطني ، مؤكداً أن هذا التصرف لايمت الى الرياضة بصلة ويؤثر في نزاهة الانتخابات وأن ذلك يخالف عدداً من المواد المنظمة لقواعد كرة القدم.