أصبحت كرة القدم السودانية اليوم الإثنين على وقع أزمة هي الأكبر خلال السنوات الخمس الماضية، وهي "النظام الأساسي والانتخابات"، ما أدى إلى ظهور مجلسي إدارة يتمسك كل منهما بحقه الشرعي في إدارة كرة القدم من مقر اتحاد الكرة السوداني. ويأتي ذلك عطفا على وقائع جمعية عمومية طارئة عقدت مساء أمس الأحد وانتخبت مجلس إدارة، وعلى تمسك مجلس الإدارة بشرعيته التي استمدها من خطاب أرسله الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مدد فيه فترة عمل جديدة لمدة 6 أشهر. ويلخص ""مجموعة وقائع وحلقات غامضة ومفقودة أدت لحدوث أزمة الكرة السودانية: 1- في 2016 أرسل الاتحاد الدولي لكرة القدم"فيفا" خطابا شديد اللهجة هدد فيه بتجميد الكرة السودانية ما لم يقم السودان بمطابقة نظامه الأساسي مع نظام "فيفا". 2- كان من الصعب مطابقة النظام الأساسي للاتحاد السوداني مع نظام "فيفا" بسبب قانون الشباب والرياضة. 3- في بداية 2016 أجيز قانون الشباب والرياضة، ولكن تأخرت إجازة اللائحة المفسرة للقانون والتي لايمكن من دونها البدء في تعديلات النظام الأساسي، حتى جاء يونيو/حزيران 2016 الذي انتهت فيه فترة عمل الاتحاد، ليسمح "فيفا" لمجلس الإدارة بإدارة الكرة السودانية بصورة مؤقتة. 4- كون الاتحاد السوداني في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 لجنة لمطابقة النظام الأساسي برئاسة المهندس عمر البكري أبو حراز الرئيس السابق للاتحاد بمشاركة الاتحاد السوداني ممثلا في السكرتير مجدي شمس الدين. 5- في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 تمت إجازة لائحة قانون الشباب والرياضة وباتت مطابقة النظام الأساسي أمرا واقعا بعد أن وقع الوزير عليها. 6- في نفس تلك الأيام ظهرت مجموعة "الإصلاح والنهضة" وأعلنت رغبتها في خوض انتخابات اتحاد الكرة السوداني. 7- فرغت لجنة أبوحراز من مطابقة النظام الأساسي وسلمتها للاتحاد السوداني وذلك في يناير/كانون الأول. 8- أجرى اتحاد الكرة السوداني تعديلا على التعديلات التي أجرتها لجنة أبو حراز على النظام الأساسي وذلك بإدراج حق التصويت لفئتي الحكام والمدربين. 9- في يناير الماضي أجرى مجلس إدارة الاتحاد السوداني تعديلا على تعديلات النظام الأساسي نفسه الذي طابقته لجنة أبو حراز، بإدراج حق التصويت لفئتي المدربين والحكام في الجمعية العمومية وتعديلات أخرى ومن هذه النقطة اندلعت الشرارة الأولى للأزمة. 10- فجأة في يوم الأربعاء 29 مارس/آذار 2017 وبدون أي مقدمات، قاد راعي نادي الهلال الأبيض وحاكم ولاية شمال كردفان أحمد هارون، ومجموعة من الوزراء والولاة بمقابلة الفريق أول بكري حسن صالح نائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء لتسوية الوضع الحالي لقادة اتحاد الكرة، وخرج من اجتماعه بلجنة أطلق عليها "لجنة الوفاق الرياضي" وخرج أحمد هارون بصلاحيات مطابقة النظام الأساسي. 11- لجنة أحمد هارون نسفت مجهود لجنة أبو حراز التي طابقت النظام الأساسي، كما أثيرت تساؤلات في مغذى ظهور أحمد هارون في ذلك التوقيت. 12- بدأت لجنة الوفاق بالتوفيق بين وزارة الرياضة واتحاد الكرة بتوقيع اتفاقية إطارية بعلم حكومة السودان، تقود في النهاية لانتخابات وفقا لمعايير "فيفا" في نهاية أبريل/نيسان. 13- يوم 25 مارس/آذار وقع كل من وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة السوداني على اتفاقية إطارية نموذجية نهائية تضمنت جدول إجراءات حتى قيام الانتخابات. 14- أقيمت الجمعية العمومية الطارئة يوم 5 أبريل، وطابقت النظام الأساسي وكونت لجنتي إشراف على الانتخابات ولجنة للاستئنافات وقررت إقامة الانتخابات يوم 30 أبريل، وحضر الجمعية كل قيادات الاتحاد السوداني تقدمهم رئيس الاتحاد معتصم جعفر وبقية الضباط. 15- بدأت إجراءات الجمعية العمومية لانتخابات الاتحاد السوداني منذ منتصف أبريل الماضي، وانعقدت خلالها الكليات الانتخابية للتدريب والتحكيم وتم الكشف عن أسماء المرشحين لمجلس الإدارة وتم إعلان الكشف النهائي. 16- في مساء يوم 28 أبريل كشف اتحاد الكرة السوداني تلقيه خطابا من "فيفا" يفيد بوصول وفد مشترك من "فيفا" و"كاف" بمراجعة النظام الأساسي، وتمديد فترة عمل الاتحاد لمدة 6 أشهر جديدة وأن ذلك يعني إيقاف إجراءات الجمعية العمومية. 17- في 29 أبريل تمسك 4 أعضاء من لجنة الإشراف على الانتخابات بشرعيتهم التي منحتها لهم الجمعية الطارئة في 5 أبريل "أعلى سلطة كروية"، وقرروا تنفيذ قرار الجمعية بإجراء انتخابات في 30 أبريل. 18- في يوم 30 أبريل أصرت مجموعة كيانات مكونة للجمعية تضم اتحادات محلية وأندية من الدرجة الممتازة وممثلين عن التدريب والتحكيم إنفاذ قرار جمعية 5 أبريل بإجراء العملية الانتخابية كحق أصيل بوصفهم "أغلبية صاحبة مصلحة" يملكون حق إدارة الكرة السودانية. 19- جرت انتخابات "للأغلبية صاحبة المصحلة" وهم مجموعة "الإصلاح والنهضة" في ظل غياب مجموعة "التطوير" وأعلنت لجنة الإنتخابات النتيجة بفوز الإصلاح ، في وقت أعلن فيه رئيس الاتحاد معتصم عن رفضه للعملية الانتخابية برمتها لأنها خالفت موجهات "فيفا".