مهنة المسحراتي واحدة من الطقوس الرائعة والجميلة خلال رمضان في السودان.. والمسحراتي نجم في الريف رجل اجتماعي مميز، يحبه الأطفال ويفرحون لسماع صوته عندما ينادي بصوت رخيم، ضارباً طبلته «يا صايم قوم أتسحر»، بما يضفى لوناً خاصاً على الأجواء الرمضانية ويتبعه عشرات الشباب بالتصفيق والأناشيد. ولا يكلون من طرق أبواب جميع المنازل في الأحياء، وأحياناً تجدهم ينادون باسم رب الأسرة ليتخلى عن نومه ويتناول سحوره. والمسحراتي في الخرطوم يقوم بواجبه نعم.. ولكن لا يتمتع بما يتمتع به المسحراتي في الريف، ففي الأحياء الراقية والبنايات الفاخرة لا يهتمون بالمسحراتي كثيراً، وتمر ساعة السحور كأي ساعه عادية من ساعات نهار رمضان. الأمر الذي جعل رغبة التجوال عنده ضعيفة وسط هذه الأحياء. ففي العاصمة لا تسمع سوى طرق النوبة، فقط، وأغلب الناس يستيقظون على صوت التقنية الحديثة، عكس الريف فان غاب المسحراتي قد تغيب وجبة السحور عن كثير من المنازل. وفي الأحياء الشعبية والطرفية بالعواصم تجد أن ملامح المسحراتي تأخذ من الريف الكثير. وعليه يمكن القول إن المسحراتي نجم اجتماعي يتلألأ في سماء الريف بينما يفقد بريقه في العاصمة.