أحياناً تظلم الكرة بعض الفرق ويتناسى التاريخ الأداء الجيد المميز ويكتفي فقط بمن تم تتويجه، وهو في ذلك له عذره فكم من المظلومين في عالم كرة القدم..! لكن إن عدنا بالذاكرة لموسم واحد فقط للوراء وسلّطنا العدسة على دوري أبطال أوروبا، فسنجد فريقين في دور ال16 كانا الأحق بنتيجة أفضل من التي حققوها وتسببت في إخراجهم من البطولة أمام أعين مصدومة مشدوهة متساءلة عن كيفية توديع هذين الفريقين لهذه البطولة رغم كل ما قدموه. في ذلك أتحدث عن فالنسيا وبايرن ميونيخ .. الأول قدم أداءاً راقياً بمعنى الكلمة أمام شالكة ورفض مهاجموه أن ينهوا اللقاء في شوطه الأول أو يعيدوه للاتزان في الشوط الثاني رغم السيطرة شبه المطلقة على مجريات الأحداث فودع اللوس تشي البطولة وكل من شاهد اللقاء غير مصدق لتوديعهم وهم الطرف الأفضل بوضوح. لكن الثاني هو من كان أحق فريق بالحصول على أفضل مما حصل عليه من غنائم دوري الأبطال، فالأداء الراقي الذي قدمه الفريق أمام إنتر لا يخفى على أحد وكدت أجن وأنا أشاهده يودع البطولة ليس لأنني من مشجعيه مثلاً بل لأنني أتعاطف كثيراً مع من تظلمهم كرة القدم ولا يحظوا بما يستحقوه فعلاً. لكن بعيداً عن الأداء الراقي للبايرن والروح العالية للاعبي الإنتر .. لماذا ودّع الفريق البافاري البطولة ؟ رعونة لاعبيه لا يمكن تصور كم الرعونة التي انتابت البافاريين في هذا اللقاء .. ليست فقط رعونة أمام المرمى، لكن في التمريرة قبل الأخيرة رغم الأريحية الكبيرة في المساحات التي كان للبايرن دوراً كبيراً في صناعتها في دفاع النيرادزوري الذي كان كالجثة الهامدة حتى أعاده هدف شنايدر للحياة بعد أن كان يشاهد لاعبوه ابداعات توماس مولر وروبين وماريو جوميز. الدفاع الهش رغم أن دفاع الإنتر كان الأكثر هشاشة، إلا أن دفاع البافاري كان ما أجبر الأخير على دفع الثمن غالياً بسقوطه الذريع واستغلال الطليان لأخطائه التي كان يحذر منها الكثيرون طوال الوقت من خلال مشاهدتهم للدوري الألماني الذي عانى فيه النادي الأحمر من نتائج سيئة بسبب دفاعه المزري. لكن ما الجديد في البايرن هذا العام ؟ رغم تحفظي على سياسة انتقالات البايرن من خلال إجهازه أحياناً على فرق ألمانية أخرى بضمه لخيرة لاعبيها كما فعل مع بايرن ليفركوزن بعد نهائي أوروبا 2002 عندما ضم بالاك ولوسيو وزي روبيرتو، إلا أن الحق يقال أنه لطالما كانت تعاقدات البايرن مدروسة بإتقان وعناية وفي الأماكن التي يحتاجها الفريق فعلاً فعالج جزئية الدفاع الهش ببراعة. هذا ما حدث بجلب الفريق لاثنين من المدافعين المميزين وهما رافينها الذي يستطيع اللعب كظهير أيمن بالإضافة إلى جيروم بواتينج ظهير السيتي الذي يستطيع اللعب كقلب مدافع أيضاً ليسد الفريق بشكل كبير ثغراته الدفاعية فدائماً ما كان مركز الظهير الأيمن ثغرة كبيرة عندما كان فيليب لام ينتقل للجانب الأيسر ويكفينا ما شاهدناه من قلوب دفاع البايرن ومآسيهم طوال الموسم للدلالة على ضعف هذه المنطقة في صفوف الفريق. لا ننسى انضمام مانويل نوير إلى الفريق، فلو كان حارس عملاق كحارس مرمى المنتخب الألماني موجوداً، لما وجدنا تسديدة فيسلي شنايدر في المرمى فرينسنج كان حارساً أقل من العادي ولم يكن يثير إعجاب أحد كما أن بوت ليس بالحارس الذي تعتمد عليه على طول الخط. أما هجوم البايرن فلم يكن بحاجة لتدعيم كبير لأنه من يشاهد مباريات البايرن سواء المحلية أو الأوروبية سيدرك جلياً كيف يلعب هذا الفريق بطريقة السهل الممتنع فيصل مراراً وتكراراً لمرمى الخصم من خلال انطلاقات مذهلة لآرين روبين وفرانك ريبيري وتحرك وحنكة توماس مولر وإيفيكا أوليتش وحسم ماريو جوميز بينما ازداد وسطه قوة بانضمام توني كروس للفريق فبات وسطاً حديدياً يضم 5 لاعبين من العيار الثقيل هم روبين، ريبيري، شفاينشتايجر، كروس ومولر وهم 5 لاعبين من الفئة الأولى في العالم برأيي كما أنه لا يمكن الاستهانة بمجهود لويس جوستافو وتيموتشوك. لذلك أرى أن البايرن هذا العام سيكون مختلفاً .. سيكون أكثر قوة على المستوى الدفاعي مع حفاظه على تميزه الهجومي وسيكون رقماً صعباً جداً في دوري أبطال أوروبا الذي إن سألت أي شخص في الوقت الحالي عن المرشحين المحتملين للفوز به فسيكون في الإجابات الكثير من البرسا والريال واليونايتد مع بعضٍ من الميلان وتشيلسي.