غادر وفد الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، فجر أمس الأربعاء العاصمة السودانية الخرطوم، بعد أن توصل لمشروع خارطة طريق لحل أزمة كرة القدم السودانية. وفد "فيفا" المكون من السويسري الجنسية، الكونجولي الأصل، فيرون موسينجو أومبا، والإسباني جورج موينكيل، اجتمع ب 3 أطراف هي وزارة الشباب والرياضة، ومجموعة الدكتور معتصم جعفر، ومجموعة الفريق أول ركن عبد الرحمن سر الختم. مهمة الوفد الأساسية كانت العمل على مطابقة النظام الأساسي للاتحاد السوداني مع نظام "فيفا" الأساسي، لكن حدث تغيير في أجندة الوفد، خلال اجتماعه مع وزير الشباب والرياضة ، الدكتور عبد الكريم موسى، الذي تعامل بحضور ذهني، وفاجأ وفد الفيفا بالتماسه اجتماعهم بمجموعة الفريق عبد الرحمن سر الختم، قبل مغادرة السودان، وذلك لأنهم أصحاب مصلحة، ويتمسكون بجوانب تدعم شرعيتهم. التماس الوزير يعتبر منعطفا كبيرا ومكسبا لا يقدر بثمن لمجموعة الفريق عبد الرحمن، لأنها المرة الأولى التي يتصلون فيها رسميا بالاتحاد الدولي لكرة القدم، من خلال ممثليه بالسودان، وذلك يعني اعتراف "فيفا" بقضيتهم. وعقدت مجموعة الفريق عبد الرحمن، اجتماعها الأول مع الوفد الثلاثاء الماضي، وفيه قدمت حججها حول تمسكها بشرعيتها بالأدلة والبراهين والمستندات. هذا الاجتماع تمخض عنه مكسب تعديل مهمة وفد "فيفا" ، من إنجاز تعديل النظام الأساسي إلى الاعتراف رسميا بأزمة كرة القدم السودانية، والمتمثلة في عدم مطابقة نظامها الأساسي لنظام "فيفا"، وفي ظهور مجموعتين تتمسك كل منهما بحقها في إدارة كرة القدم بالسودان. ثم حصلت المجموعة على فرصة للاجتماع الثاني لأجل وضع خارطة الطريق. وكسبت المجموعة معركة البقاء في مقر الاتحاد لأن وزير الشباب والرياضة، تمسك بسيادة الدولة وبأنظمتها للعدالة، وقال لوفد الفيفا إن معركة المقر لا علاقة لها بأزمة الكرة السودانية، فالمجموعتين احتكمتا للقضاء السوداني، وينتظران الرد النهائي. كما كسبت المجموعة أيضا قرار الوفد الرسمي بأن تكون شريكة في تعديلات النظام الأساسي، الذي سوف تتشكل له لجنة من المجموعتين تحت إشراف "فيفا". الأمر الذي خسرته مجموعة الفريق عبد الرحمن، هو أنها لم تنجح في إقناع وفد الفيفا بشرعية انتخابات 30 أبريل الماضي. أما مجموعة الدكتور معتصم، فإنها كسبت معركة تجديد الاعتراف بها كهيكل شرعي يملك حق إدارة نشاط كرة القدم بالسودان، ولكنها خسرت معركة المقر.