دخلت جهات حكومية وشعبية في السودان في ما يشبه السباق لإطلاق مبادرات لنزع فتيل أزمة ولاية جنوب كردفان والوصول إلى حل سياسي قبل انتهاء فترة الأسبوعين التي أعلن عنها رئيس البلاد عمر البشير لوقف إطلاق النار في الولاية. وأعلن المجلس الوطني (البرلمان) الذي يهيمن على عضويته حزب المؤتمر الحاكم أنه سيقود مبادرة للجمع بين حزب المؤتمر و"الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال" بهدف الوصول إلى مخرج للأزمة المحتدمة في الولاية. وتتزامن الخطوة مع مبادرة مماثلة تقودها قيادات بشمال كردفان حيث توقع رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان محمد كوكو عقد اجتماع بين الحكومة والحركة الأسبوع المقبل على خلفية اتصالات حثيثة يجريها نواب ولاية جنوب كردفان بالبرلمان لإنجاح هذا الهدف قبل انتهاء الهدنة التي أعلن عنها البشير في كادقلي. ومن جانبها دعت لجنة مبادرة جامعة الخرطوم نائب رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز ادم الحلو (رئيس الحركة الشعبية في جنوب كردفان) إلى التجاوب مع قرار الرئيس البشير بوقف إطلاق النار وناشدت الطرفين في بيان لها بالعودة إلى الحوار لنزع فتيل الأزمة في الولاية واستكمال إعلان وقف إطلاق النار بوضع حلول سياسية. وفي شمال كردفان أطلقت الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات الأهلية بولاية شمال كردفان بمبادرة مشتركة أخذت طابعا شعبيا بهدف حقن الدماء في الولاية المجاورة وأكدت قيادات مسؤولية عن تنفيذ المبادرة ثقتها في إنجاح المهمة في غضون أيام. إلى ذلك، أطلقت الشبكات الوطنية وقيادات الإدارة الأهلية مبادرة لدعم السلام ووقف الحرب بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأوضح د.سلاف الدين صالح رئيس منظمة الشبكات النوبية في منبر وكالة السودان للأنباء الرسمية (سونا) أن فكرة ومخرجات المبادرة تتمثل في منهج لحل الخلاف وليست آلية سياسية، مضيفاً أن المبادرة تؤكد بأن لا بديل للاستماع لقضايا المواطنين وتدعو الحكومة للتعامل الإيجابي مع القضايا التي تخصهم. وأشار إلى المؤتمرات الدولية التي عقدت لدعم قضية دارفور وشرق السودان مبيناً أن المبادرة تركز على عقد مؤتمر دولي لتنمية ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بجانب مناشدة رئيس الجمهورية بتحديد موعد للقاء جميع الفعاليات بالولايتين للاستماع إليهم. من جانبه أوضح شعراني نميري دلدوم رئيس الآلية لمبادرة الشبكات أن المبادرة تهدف الى وقف الحرب والاقتتال بولاية جنوب كردفان تحت شعار (لا للحرب ونعم للسلام) للحيلولة دون وقوع حرب في ولاية النيل الأزرق مشيراً إلى أن الشعب السوداني مل الحرب التي استمرت أكثر من 50 عامًا ولم يذق طعم السلام إلا في ظل اتفاقية السلام الشامل مشيرًا إلى زيارة وفد الشبكات لولاية النيل الأزرق والتي وجدت ترحيبًا. جريدة الاتحاد