مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعتداء على السودانيين المسيحيين
نشر في الراكوبة يوم 14 - 07 - 2017


في ذكرى 30 يونيو المشؤومة
كشف حساب (4)
(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
صدق الله العظيم
الإعتداء على السودانيين المسيحيين
لقد كان من ضمن الشعارات الإسلامية، التي رفعتها حكومة الاخوان المسلمين، حين قامت بإنقلاب الإنقاذ المشؤوم في عام 1989م، العداء السافر للمسيحيين السودانيين، ومحاولة تضييق العيش عليهم في وطنهم..ولقد اعتبروا القضاء على المسيحيين، من أولويات ترسيخ الدولة الإسلامية، وظنوا لسذاجتهم، وجهلهم، أنهم يمكن أن يتخلصوا من كل المسيحيين السودانيين، عن طريق الحرب. فكان أول ما اهتموا به تصعيد الحرب في الجنوب.. فأعلنوا الجهاد على المواطنين السودانيين الجنوبيين، ووظفوا كافة موارد البلاد، لشراء السلاح، وتصعيد الحرب في الجنوب وفي جبال النوبة، وسط زخم إعلامي من الكذب والتضليل، يصور حربهم وكأنها جهاد في سبيل الله !! ويصور المواطنين المسيحيين، وكأنهم أعداء للشعب السوداني. ولقد روج الإعلام الكاذب، في برنامج "في ساحات الفداء"، إدعاءاتهم بأن المسيحيين يتآمرون على السودان، وأنهم يسيئون الى معتقدات المسلمين، مع أن المسيحيين في السودان، يتعايشون مع المسلمين، في إخاء، وسلام، ومودة، قبل أن تظهر فكرة الاخوان المسلمين في مصر، بعشرات السنين.
وحين أعلن السيد الرئيس في خطابه الشهير بالقضارف، في ديسمبر 2010م، أن السودان قد أصبح خالياً من غير المسلمين، وإنهم منذ اليوم سيطبقون الشريعة الحقة، بدلاً من الشريعة "المدغمسة"، التي كانوا يطبقونها منذ قيام دولتهم !! تبع هذا التصريح الأهوج، المتهور، الذي يرفض التعددية،ويحرض ضد التعايش السلمي بين المواطنين، إستهداف للمسيحيين الموجودين في الشمال، بصورة مكثفة .. ومن ذلك :
1-(ابلغ شاهد عيان "حريات" ان متشددين إسلاميين يقودهم أنصار محمد عبد الكريم هدموا الكنيسة الانجيلية بالجريف غرب بواسطة بلدوزر، وأشعلوا فيها الحرائق، في حضور اعداد من الشرطة كانوا يتفرجون علي الاعتداء، ظهر اليوم 21 ابريل. وكان العشرات من المتشددين يحملون العصي والسيخ قد فرضوا حصارا علي الكنيسة منذ ساعات، كما أوردت "حريات". وسبق وحاولت ذات المجموعة التهجم علي الكنيسة قبل اسبوعين وفشلت، ولكنها استثمرت مناخ العنف والعنصرية السائد منذ الامس وهددت في مسائه بحرق الكنيسة ونفذت تهديدها ظهر اليوم في حضور 6 عربات "دفارات" مملوءة بشرطة الاحتياطي المركزي عدد اخر في عربات النجدة والعمليات الذين كانوا جميعا يتفرجون علي الاعتداء دون اي محاولة لإيقافه. هذا وتصاعدت اعمال الاضطهاد ضد المسيحيين منذ اعلان عمر البشير في القضارف عدم قبوله بالتعددية الدينية في سودان ما بعد الانفصال، واحرقت منذ ذلك الاعلان عدد من الكنائس بالخرطوم وجنوب كرفان، كما تلقي عدد من القساوسة تهديدات بالقتل)( حريات 21/4/2012م).
2-(اعتقل جهاز الأمن السوداني 55 مسيحياً وطرد حوالى 100 من القساوسة خارج البلاد ودمر 7 كنائس ومركزاً صحياً، خلال الشهر الاخير، بحسب ما اوردت "مورننق ستار نيوز" المسيحية 22 فبراير الجاري. واضافت "مورننق ستار" انه فى 18 فبراير اقتحمت قوة من جهاز الامن مركز الثقافة الانجيلية وصادرت الكتب والافلام والارشيف. وقال أحد القساوسة "اخذوا كل شيء، لم يتركوا ولا ورقة واحدة على الرف، اخذوا السينما والافلام والشرائط والارشيف، وملأوا شاحنة بموادنا ". وفى اثناء المداهمة اعتدى عناصر الامن على أحد القساوسة بالضرب لمحاولته التصوير. وفى اليوم الثاني 19 فبراير اعتقلوا قائد الكنيسة. ولاحقاً صادر جهاز الامن حاويتين مملوءتين بالكتب المسيحية. وأشارت "مورننق ستار" الى ان الهجمات على المسيحيين في السودان تصاعدت منذ تصريحات عمر البشير بالقضارف التي وصف فيها التعددية الدينية والثقافية بالدغمسة. وتؤكد مصادر "حريات" أن من بين المعتقلين حالياً، برنابا تيماثوس ومعمدان ايليا وعبد الله سعيد بالو واوغستين البينو ويوسف على سعيد. كما تشير إلى أنه سبق واحرق متطرفون اسلاميون بالتواطؤ مع الاجهزة الامنية الرسمية كنيسة الجريف غرب يوم 9 ابريل 2012 وهاجمت مجموعة من الاسلاميين المتطرفين 18 يوليو 2011 منزل أسقف الكنيسة الانغليكانية النيل ادم اندودو في محاولة لقتله هو واثنين من القساوسة: توماس لوكا وبولس يوحنا، اللذين كانا خارج المنزل لحظة الهجوم بحسب المصادر التي اوضحت انه لم يصب أحد بأذى. وترك المهاجمون رسالة تهديد تحذرهم من هجمات مماثلة. وفي حادث اخر يوم 28 يونيو 2011 ، أحرق الاسلاميون المتطرفون مبنى كنيسة تابعة للكنيسة الانجيلية اللوثرية بالسودان الساعة 7:38 في أم درمان. وقالت مصادر مسيحية انجيلية لقد تم تدمير مبنى الكنيسة اللوثرية المقابلة لمسجد أنصار السنة، التي درج ائمتها على إهانة المسيحية علنا كل يوم جمعة. وبحسب مصادر مسيحية في الخرطوم فان ما لا يقل عن 10 من زعماء الكنيسة قد تلقوا رسائل تهديد نصية من اسلاميين متطرفين أبلغوهم فيها انهم ومباني ومؤسسات الكنيسة أصبحوا هدفا مشروعا لهم. ويوضح نص احدي الرسائل التى تم ارسالها بشكل متوالي خلال شهري يوليو وأغسطس 2011 رأي الاسلاميين المتطرفين " نريد ان يكون هذا البلد خالصا للمسلمين، لذا يجب علينا قتل الكفار وتدمير الكنائس في كل أنحاء السودان" ويقول زعماء الكنائس بالخرطوم بانهم يخشون من المزيد من الاضطهاد بتحولهم ورعاياهم لأهداف لجماعات الاسلاميين المحلية)( حريات 26/2/2012م).
3- وحين تدهورت حكومة الإخوان المسلمين، وغرقت في الفساد، وأصبح كل نافذ فيها، ينهب لصالحه، ولا يخشى رؤوساءه، أستغل إضطهاد المسيحيين، لهدم كنائسهم، بغرض بيع اراضيها، لمافيا الأراضي، التي يقودها النافذون في الحكومة .. فقد جاء (قدمت الأجهزة الامنية 37 من المعتصمين الذين اعتقلتهم بالكنيسة الانجيلية ببحري صباح أمس الثلاثاء الى محاكم إيجازيه حكمت على 22 منهم بالغرامة 200 ألف جنيه. وكانت قوة مدججه بالأسلحة والهراوات داهمت الكنيسة الإنجيلية ببحري وقامت باعتقال المعتصمين واقتلعت السور الذي شيدوه بعد الاعتداءات الأخيرة على ممتلكات الكنيسة. وظل الاعتداء علي الكنيسة الإنجيلية ببحري متواصلا منذ 18 نوفمبر الماضي، بسبب تدخل وزارة الأوقاف والإرشاد في إدارة الكنيسة، حيث عمدت علي تفويض مجموعه من الفاسدين بالتصرف في ممتلكات الكنيسة بحجة الاستثمار، وتصدت قيادات الكنيسة وشعبها لانتهاك حرمة الكنيسة ولحماية ممتلكاتها وقاموا بتمليك الرأي العام حقيقة ما يحدث، ثم انخرطوا في اعتصام بداخلها واستمروا في الصلوات والصيام الى ان فض اعتصامهم بالعنف صباح أمس الثلاثاء)(حريات 3/12/2014م).
4- (هدمت سلطات محلية كررى مبنى الكنيسة الانجيلية اللوثرية بأم درمان الثورة الحارة 29 ، أمس 21 أكتوبر. وتأسست الكنيسة الانجيلية اللوثرية منذ عام 1982 ، وتم تسجيلها عام 1992 . ويقع مبنى الكنيسة فى موقع استراتيجى، شمال سوق الخضار بالثورة الحارة 29 ، الأمر الذى اغرى مافيا الاراضى لازالة الكنيسة وتوزيع ارضها لصالح الاستثمار الطفيلى، هذا بالطبع، اضافة الى السبب العقائدى المتصل بايديولوجية الاسلام السياسى التى ترفض التعددية الدينية – وان قبلتها لأسباب تاكتيكية فانها تتراجع عنها حين تهدأ العواصف المحنية للرؤوس. وتعانى الكنائس السودانية أكثر حين تمتزج "العقيدة" مع "الغنيمة" ، كما فى قضايا الاراضى)(حريات 22/10/2015م(.
5- ولقد أرادت مافيا المؤتمر الوطني، أن تسلب ممتلكات المسيحيين، ثم يصمتوا، ولا يصعدوا القضية، فإن صاحوا من شدة الظلم والألم، حولتهم للنيابة، وقدمت ضدهم تهماً تصل الى الإعدام، فإن القانون قد إستغل في هذا الوقت، أسوأ إستغلال لخدمة أطماع الفاسدين، في حكومة الإخوان المسلمين .. فقد جاء ( إعتقلت الأجهزة الأمنية 19 مسيحيا من داخل الكنيسة الانجيلية، اعترضوا على مخطط نهب ممتلكات الكنيسة، أمس الأول 7 يوليو. وقال مصدر من الكنيسة الانجيلية ل "حريات" ان قوة من الشرطة تستقل 5 سيارات اقتحمت المدرسة الانجيلية بالخرطوم بحري واعتقلت عددا من القساوسة والشيوخ والطلاب جميعهم من أبناء الطائفة الانجيلية ، كانوا معتصمين داخل المدرسة التي تحاول السلطة بيعها لأحد المستثمرين. واضاف ان الشرطة استخدمت العنف والسباب ضد القساوسة والطلاب على السواء، واعتقلت 19 منهم، قبل ان تفرج لاحقاً عن 4 فيما لا تزال تعتقل 5 ، وذلك رغم قرار وكيل نيابة بحري بالإفراج عنهم بالضمانة الشخصية، ولكن أحد ضباط الشرطة بقسم بحري ويحمل رتبة ملازم رفض تنفيذ قرار الافراج !وأكد المصدر بان الاجهزة الامنية تتواطأ مع المستثمر، لذا رفضت تنفيذ قرار وكيل النيابة لكسر عزيمة المعتصمين وإجبارهم على الرضوخ والقبول بنهب ممتلكات الكنيسة، موضحاً أن الأجهزة استغلت فترة إجازة العيد لتنفيذ مخططها . وقال أن المعتقلين بحراسات قسم الشرطة حتى مساء أمس الجمعة هم : القس "فاروق انجلو"، القس "عبده حارن"، الشيخ " داود بشير"، والشيخ " وليم تليان كومي" والشيخ "بولس توتو"، والشيخ "آدم منزلي "، والشيخ " يوحنا على" ، والشماس " حسن توماني" ، والشماس " أزهري "،و"وليم اندراوس إيدان" ، ومديرة المدرسة الأستاذة " قسمة سعيد" و"أنور بطرس "و " يعقوب فيكتور" و" يوسف الجريف" و " كولين فاروق أنجلو" و " جورج زكريا مدير" و " حميدة كندر" و " داؤد موسي نمنم" و "يعقوب بابور". جدير بالذكر ان الإعتداء علي الكنيسة الإنجيلية ببحري ظل متواصلا منذ 18 نوفمبر من العام الماضي، علي خلفية تدخل وزارة الأوقاف والإرشاد في إدارة الكنائس وتنصيبها مجموعة غير شرعية من الفاسدين للتصرف في ممتلكات الكنيسة بحجة الإستثمار)(حريات 9/7/2016م).
6- وحتى لايبدو الإعتداء على المسيحيين مناقضاً للمواثيق الدولية، وللاعلان العالمي لحقوق الإنسان، وحتى لا تصعد المنظمات الدولية القضية، ولا يعطى المجتمع الدولي الفرصة ليتدخل، إبتكرت حكومة الإخوان المسلمين، الوصول الى غرضها، عن طريق توجيه تهم للمسيحيين، تصل عقوبتها الإعدام، حتى تتخلص منهم بمؤامرة، تبدو وكأنها عمل قانوني .. فقد جاء (يمثل القسيسان "يات مايكل" و "بيتر ين" – من الكنيسة الانجيلية المشيخية ومن جنوب السودان – يمثلان امام محكمة من محاكم الانقاذ بالخرطوم بحرى اليوم الثلاثاء تحت ست تهم من بينها المادة 50" تقويض النظام الدستورى!" التى تصل عقوبتها الى الاعدام. وكان جهاز الأمن اعتقل القس "يات مايكل" 21 ديسمبر 2014 بعد حديثه فى صلاة بالكنيسة الانجيلية ببحرى التى كانت تتعرض حينها للاضطهاد، حيث اصدرت محكمة قراراً بمصادرة ممتلكاتها، ثم داهمت العناصر الامنية الكنيسة وهدمت اجزاء منها، واغلقت سكن القساوسة، ثم اعتقلت خمسة منهم و27 من المصلين الذين احتجوا على مصادرة ممتلكات الكنيسة، وتحدث القس "يات" فى الصلاة مشجعاً اعضاء الكنيسة للبقاء أقوياء فى وجه حملة الملاحقة والاضطهاد، فتم اعتقاله فى نفس اليوم، واخفى مكان احتجازه عن اسرته ومحاميه. واعتقل القس "بيتر ين" بعد تسليمه مذكرة احتجاج لوزارة الشؤون الدينية حول استمرار اعتقال القس "يات مايكل"، حيث اتصل به عناصر جهاز الأمن 9 يناير 2015 اثناء تأدية الصلاة بالكنيسة قائلين بانه اذا لم يسلم نفسه فوراً فسيتم اعتقال أسرته !ودعت منظمة العفو الدولية فبراير 2015 الى اطلاق سراح القسيسين، وأكدت انه "كلما طال احتجازهما فى مكان سرى كلما زاد خطر تعرضهما للتعذيب". واضرب القسان عن الطعام لفترة فوجهت لهما الاجهزة الامنية بعدها التهم فى مارس 2015 وقدمتهما الى المحكمة التى تعقد اولى جلساتها اليوم 19 مايو)(حريات 19/5/2015م)
إن ما يحدث للمسيحيين في السودان، من ظلم، واضطهاد، وتهديد، ونهب، لا يسنده الدستور القائم الذي وضع في عام 2005م، بعد اتفاقية السلام .. لأنه ينص في وثيقة الحقوق على حرية الإعتقاد، وعلى المساواة بين السودانيين على أساس المواطنة. كما لا يؤيده الإسلام في أي مستوى من مستوياته. فأما أصول الإسلام، وهي المستوى المناسب لوقتنا الحاضر، فقد أعطت الحق في حرية العقيدة، قال تعالى (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)!! وأما فروع الإسلام، التي تمثلها الشريعة، فهي دون الأصول، وليست مناسبة للمجتمع الحاضر، وإنما كانت مناسبة لمجتمع القرن السابع الميلادي، ولكنها بالرغم من ذلك، لم تظلم المسيحيين،مثل هذا الظلم الفاجر .. وإنما حافظت لهم على كنائيسهم، وأرواحهم، وممتلكاتهم، ولم تسجنهم، ولم تعذبهم، ولم تجبرهم على الإسلام، في مقابل أن يعطوا للدولة الإسلامية الجزية. فعلى ماذا تستند حكومة الأخوان المسلمين، في هذه الصور البشعة، من إضطهاد المسحيين، في وطنهم ؟! ولماذا تهدم الحكومة مباني المسيحيين وتشرد أسرهم ؟! ولماذا يغلق جهاز الأمن مدارسهم، ومراكز تدريبهم، بينما تمتلئ العاصمة بالمدارس، والمعاهد الإسلامية، ومراكز التدريب الخاصة، والمدارس الأجنبية الباهظة التكاليف، التي يمتلكها النافذين في المؤتمر الوطني، وأخواتهم، وزوجاتهم، وأقاربهم ؟!
ولماذا تحرق الكنائس بواسطة المتطرفين من الإسلاميين، وهي دور للعبادة ؟! ولماذا يهاجم الرهبان داخلها ويختطفوا من داخل أديرتهم، مع النبي صلى الله عليه وسلم، حين كان الوقت مناسباً للجهاد بالسيف، كان يوصي المحاربين المسلمين، ألا يقتلوا طفلاً، ولا يروعوا إمرأة، ولا يعتدوا على راهب منقطع لعبادة الله في صومعته ؟!
إن مافيا الاخوان المسلمين التي تنهب خيرات السودان، وتضطهد أهله، لا علاقة لها بالدين، أو الأخلاق أو سيادة حكم القانون.. والإخوة المسيحيونكأقلية مضطهدة بسبب اختلاف عقيدنها، عليهم أن يرفعوا أمرهم للمحكمة الجنائية الدولية، لأن ما يرتكب في حقهم هو جرائم ضد الإنسانية بكل المقاييس، وهو انتهاك سافر لحقوق الإنسان، وإهدار لكافة قيم التعايش السلمي بين الشعوب.
د. عمر القراي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.