توالت حوادث اختفاء الاشخاص في السودان، بطرق مثيرة وغير مألوفة، الأمر الذي بث الرعب في نفوس المواطنين. وعلمت (الراكوبة) من مصادر مطلعة ان هناك جوامع بين حوادث الاختفاء، مما جعل كثير من المراقبين يربطون بينها وبين ظاهرة تجارة الاعضاء البشرية. وتعيش الخرطوم حالياً حالة من الاستغراب والهلع، بعد حادثة اختفاء المواطنة اديبة فاروق ابراهيم، التي خرجت من منزل أسرتها بالكلاكلة – حي ابو آدم، ولم تعد، أو يتم العثور عليها حتى الآن. وقال بعض اقرباء المواطنة المفقودة "أديبة فاروق" انها خرجت من المنزل منتصف النهار، وانها تعرضت الى حادثة اختطاف من قبل مجهولين بواسطة سيارة "آكسنت". ونصبت أسرة المواطنة اديبة "سرادق" امام منزلها. وتوافد أهلها من مناطق السودان المختلفة للبحث عنها، وسط حالة من التذمر والسخط والغضب على موقف السلطات التي فشلت – حتى كتابة هذا التقرير – عن فك طلاسم حادثة اختفاء المواطنة اديبة فاروق. وتتكتم السلطات في الخرطوم على حوادث الاختفاء الغامض، وترفض ان تعترف بها، حتى لا تفقد ابرز الحجج التي كانت تسوقها للمواطنين، والقائلة بأن الخرطوم ومدن السودان المختلفة تعيش حالة من الامن والاستقرار. وكان المكتب الصحفي للشرطة قد اصدر بياناً اليوم السبت، نفى فيه وجود اي حالة اختفاء، وقال ان ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي، مجرد شائعات خطط لها بعض اصحاب الاجندة بهدف خلق حالة من البلبلة، قبل ان يعود البيان ويؤكد ان الشرطة سوف تقوم بفك طلاسم اختفاء المواطنة اديبة خلال ساعات. وقابل كثيرون بيان الشرطة بحالة من التهكم والسخرية، على اعتبار انه يغرِّد خارج سرب الحقيقة والواقع، مشيرين الى ان حادثة اختفاء المواطنة أديبة صحيحة، وان اسرتها لا تزال تقطع بأنها في عداد المخطوفين. وشهدت مناطق أخرى من الخرطوم حوادث اختفاء ممثالة، تشترك في ما بينها في الغموض الذي جعل السلطات الامنية عاجزة عن فك طلاسمها. وشهدت منطقة الدروشاب بالخرطوم بحري اختفاء طالبين في منتصف شهر رمضان الماضي، أحدهما اسمه مهند محمد، والآخر اسمه أحمد علي، بينما لاتزال الاسرة تبحث عنهما. وقالت مصادر مطعلة ل(الراكوبة) إن الطالب المفقود مهند محمد كان قد جلس لامتحان الشهادة السودانية هذا العام واحرز نسبة 89%، وان الطالب الآخر المفقود أحمد علي كان قد جلس هو ايضا الى امتحان الشهادة واحرز نسبة 88%. وقال الاستاذ فيصل محمد عبد الغني المحامي الذي باشر اجراءات البلاغ الذي دونته اسرتا الطالبين المفقودين، ان واقعة الاختفاء جرت في رمضان، وان عمليات البحث عنهما لا تزال مستمرة. وتداول ناشطون صورا لأحد الاطباء اسمه عوض، وهو من دراسي الطب النووي، اشيع انه اختفى حينما كان في طريقه الى البقالة. ولم يتسنى ل"الراكوبة" التأكد من صحة هذه المعلومة، ولكن اصدقاء ومعارف وزملاء الدكتور عوض، نشروا - على نطاق واسع - منشوراً يتحدث عن اختفائه الغامض. وفي مدينة الحصاحيصا، سجلت مخافر الشرطة حالات اختفاء بطرق مثيرة، مما زاد من شهبة تعرض المفقودين الى عملية اختطاف، بواسطة عناصر متمرِّسة. وقالت مصادر اعلامية وثيقة الصلة بالمفقودين ل(الراكوبة) إن مدينة الحصاحيصا شهدت مؤخرا اختفاء شخصين، أحدهما خرج من منزله الى موقع عمله، ولكن لم يعد الى المنزل مرة اخرى، ولاحقا تبيّن انه لم يصل الى موقع عمله في يوم اختفائه. وسبق ان شهدت مدينة الحصاحيصا حادثة اختفاء المواطنة سميرة تاج الدين احيمر، بطريقة مثيرة وغامضة. وقبل شهور من الآن، نشرت اسرة الطفل "الهادي الصديق الطاهر" صورا له مصحوبة ب"نشرة فقدان" مُحررة من قبل قسم شرطة ام درمان، تفيد بان الطفل الهادي، اختفى في ظروف غامضة، من منطقة دار السلام بام درمان. وتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صورا لفتاة قيل إن اسمها "منار صديق" وانها تسكن منطقة امتداد ناصر شرق الخرطوم، وانها تعرضت لحادثة اختطاف من قبل مجهولين. ولكن لاحقا تبيّن ان الخبر عارٍ من الصحة، وانه محض إختلاق. ورجّح صحافيون وناشطون سياسيون ان يكون جهاز امن البشير حاول نشر خبر اختفاء "منار صديق" المزعوم، حتى يستخدمه كذريعة للتقليل من ظواهر الاختفاء، بحجة انها مجرد شائعات. خاصة ان كثيرين اشاروا الى ان هناك جهة ما نشرت خبر اختفاء منار، ثم سرعان ما جاءت وأكدت ان الخبر ليس صحيحاً وانه محض شائعة. وقبل أيام اشارت اسرة المواطن علاء الدين الفاضل عبد المجيد العوض، التي تقطن مدينة الكاملين، الى حادثة اختفاء ابنهم علاء الدين. ووزعت الاسرة نشرة رسمية تفيد بان علاء الدين وهو مهندس معماري كان يقيم في السعودية، تعرض لحادثة اختفاء مثيرة، بعد ان وصل الى ميناء سواكن قادما من السعودية بتاريخ 4 يونيو 2017م. وقالت اسرة علاء الدين ان ابنها الذي يتسم بحسن الخلق، لايزال في عداد المفقودين، واشارت الى انها قامت بتحرير بلاغ باختفائه، بعدما اكدت لها السلطات رسميا دخول ابنها علاء الدين الى ميناء سواكن قادما من السعودية. وسبق ان نشرت اسرة الطفل "مجتبى علي" صورا له، وقالت انه اختفى في ظروف غامضة. وناشدت كل من يتعرف عليه او يعلم شيئا عن مكان وجوده ان يدلها عليه. ولا تزال السلطات عاجزة عن فك حادثة الاختفاء الغامض للبروفيسور عمر هارون الخبير في برامج "اليوسي ماس"، الذي مضى على اختفاءه اكثر من اربعة اعوام. وظلت العاصمة الخرطوم، وكثير من مدن السودان، تشهد نوعا من الجرائم الشاذة التي تؤكد ان البلاد تعيش حالة من السيولة امنياً. وسبق ان شهدت الخرطوم، سلسلة من جرائم نهب الصيدليات ليلا، وذلك بعد تهديد العاملين فيها بالسلاح، الامر الذي اجبر كثير من ملاك الصيدليات لتقليل ساعات العمل ليلاً، او الاستعانة بخدمات الشركات الأمنية الخاصة، تجينا لظاهرة النهب الليلي المسلح.