المدلولات الدينية تنفي قصة آدم وحواء إلا إذا افترضنا أنه يوجد آدم وحواء على كل كوكب ومن بينها كوكب المريخ. ميدل ايست أونلاين بقلم: سهى الجندي الإنسان أسير احتياجاته البدائية الملحة إن الكواكب التي رشحت لاحتمال وجود حياة عليها تقع في فئة خاصة حددت بموجب قوانين الفيزياء والكيمياء المتعلقة بالبعد المناسب من الشمس أو النجم المشتعل الذي تدور حوله تلك الكواكب والحجم المناسب الذي يسمح للجاذبية بالاحتفاظ بالماء والغلاف الجوي، والتي يفترض أنه حيثما توفرت، زاد احتمال نشوء الحياة عليها، وإذا ما ثبت وجود حياة على الكواكب الأخرى، فهذا يعني أنه يمكن للمخلوقات أن تنشأ إذا توفرت الظروف الملائمة لنشوء حياة، ويقدر علماء الفلك عدد تلك الكواكب بالمليارات في مختلف المجرات. وهذا الكشف سيكون نقطة تحول في أسلوب تفكير الإنسان ومناهجه الفلسفية التي أقرها وتدارسها وتناقلها. ومن أهم التحولات الفكرية التي تترتب على هذا الكشف هو نفي الفرادة عن الحياة على كوكب الأرض فحيثما توفرت الظروف، تنشأ الحياة تلقائيا نظرا لخضوعها لقوانين الفيزياء والكيمياء. وهناك جانب آخر للمسألة يتعلق باستمرارية الحياة فإذا ثبت أنها قائمة على تغذي الكائنات على بعضها البعض والتزاوج والتكاثر، فهذا يثبت أن القتل ضرورة للبقاء، فمن الموت تستمر الحياة، وبهذا تكون المخلوقات أسيرة للضرورات التي فرضتها عليها قوانين الطبيعة وهذا يعزز نظرية داروين بالنشوء والتطور التي عادتها الأديان ووجدت فيها تمردا على التفسير الديني للحياة. أما المدلولات الدينية، فهي تنفي قصة آدم وحواء إلا إذا افترضنا أنه يوجد آدم وحواء على كل كوكب ومن بينها كوكب المريخ الذي بات من شبه المؤكد أنه ذات يوم احتوى حياة تشبه حياتنا على كوكب الأرض، وهنا يبرز السؤال التالي وهو خلق الأرض والسموات في ستة أيام، فهل الكواكب الأخرى داخلة في هذه الحسبة؟ وإذا كانت غير داخلة، فهل خلقت الأرض لوحدها والسموات في ستة أيام أما بقية الكواكب فلها حسبة أخرى؟ وهناك سؤال آخر، ما هو المقصود بالسموات السبع؟ هل هي منطقة تقع خلف الفضاء الذي تمكن العلماء من رصده على بعد 13 مليار سنة ضوئية، ولم يتمكنوا من رصد الجزء الباقي منه؟ وعندما صلب المسيح فداء للبشرية، هل غير غريزتي الافتراس والتزاوج أم جب عنهما أي عقاب؟ وإذا كانت الحياة قائمة على غريزتي الافتراس والتزاوج، فكيف يمكن تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، فالإنسان أسير احتياجاته البدائية الملحة، فقد يقتل الإنسان أفعى ويأكلها لأنه جائع، وقد تقتل الأفعى إنسانا لتأكله لأنها جائعة، وفي كلتا الحالتين لا يوجد مجرم، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن قتل الإنسان محرم، لأن الإنسان مكرم، فجميع الفصائل تحرص على استمرار بقائها وتقتل الفصائل الأخرى، إلا إذا اعتدت مجموعة منهم، فعندئذ، ينشب قتال ينتهي بفوز فئة على أخرى، وبهذا يكون الإنسان شبيها بغيره من الكائنات، ولا يمتلك أية صفة من القداسة والتكريم. هذا على اعتبار أن الحياة المكتشفة ستكون شبيهة بالحياة على كوكب الأرض، ولكن ماذا لو كانت المخلوقات التي تعيش على أحد الكواكب أكثر ذكاء من الإنسان وتمكنت من تجاوز غريزتي الافتراس والتزاوج بطريقة ما، كأن تستمد الطاقة للعيش من الضوء والهواء، دون الحاجة للأكل والإخراج والتزاوج؟ وقد طرح مسلسل ستار تريك هذه الفكرة، من خلال القدرة على التنقل من مكان لآخر، بتحويل الجسد إلى طاقة محضة تنتقل إلى المكان الذي تريده ومن ثم تعود إلى آدميتها حين تصل، وصحيح أن ذاك كان خيالا علميا، ولكن جميع منجزات التكنولوجيا بدأت بالخيال العلمي المستند إلى قوانين الفيزياء، أي أنه ممكن الحدوث إذا تغلب الإنسان على العوائق التقنية. في هذه الحالة، فلا وجود لمدينة أفلاطون الفاضلة أو غيرها من أوجه الكمال. إذا تأكد الإنسان من وجود حيوات أخرى في الفضاء، فسوف يضحك الأزتيك على طقوسهم عندما كانوا ينزعون قلوب الأسرى ويقدمونها قرابين للآلهة كي تنصرهم على أعدائهم، وسوف يضحك الهندوس على أبقارهم، وسوف يضحك اليونانيون على زيوس والرومان على أبولو وسوف يضحك الهدهد على سليمان.