تحدَّثت مواقع ألمانية عديدة عن أنَّ صفقة البرازيلي نيمار، جناح برشلونة ستكلف باريس سان جيرمان عمليًا نحو 800 مليون يورو، وليس فقط مبلغ الشرط الجزائي بقيمة 222 مليون. وعند الحديث عن نيمار، يرد اسم رئيس "بي إس جي" رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي، ويرد اسم شركة قطر للاستثمارات الرياضية، وهي شركة قطرية حكومية تنتمي لنفس المجموعة الاستثمارية، المالكة للنادي. ويُقال إنَّ نيمار وقع معها عقدًا بقيمة 300 مليون يورو، ليكون سفيرًا رسميًا لمونديال الدوحة 2022، لكن في الواقع يفترض أن يأخذ نيمار هذا المبلغ ليسدد الشرط الجزائي لبرشلونة من أجل فسخ عقده الممتد ل2021. وكي لا يصطدم باريس سان جيرمان بالقواعد المالية للعب النظيف لدى "يويفا"، فكر أصحاب الدهاء بباريس في ثغرة قانونية لتجيء حكاية سفير المونديال، ويأخذ نيمار المبلغ ويسدده بنفسه. وبهذا يبقى باريس سان جيرمان بعيدًا، رسميًا، عن أموال تلك الصفقة، وإلا سيكون مخالفًا لقواعد "يويفا"، التي تقضى بألا ينفق أي نادٍ تابع للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فيما يخص الانتقالات مبالغ تفوق دخله. كرة القدم في خطر يرى الدكتور إلك فرانكه، أستاذ فلسفة الرياضة في كولونيا، أنَّ صفقة نيمار "تظهر تراجعًا للأخلاقيات في كرة القدم الحديثة". وقال لوكالة الأنباء الرياضية الألمانية "س ي د": "إذا كان مبلغ 222 مليون لن يوضع في صندوق تحوط (صندوق استثمار)، وإنما في إمكانيات محدودة لدى إنسان، فإنه لن يكون ممكنًا تفسير المسألة بكلام منطقي". ويشير أستاذ فلسفة الرياضة إلى أنه "بالنسبة للجماهير فإن مثل هذه المبالغ لا يمكن فهمها، أو تصورها". ويوضح فرانكه، أنه ليس هو فقط من يتساءل عن وجود تبرير لمثل تلك التعاملات لكن يبدو أن السوق يخدمها، ولهذا تدور العجلة بشكل أسرع باستمرار ونقف نحن على الهامش والدموع في أعيننا متسائلين: إلى أين سيسير بنا الأمر؟". وينتقد فرانكه تلك التطورات ويقول إنها ستضر بكرة القدم على المدى البعيد. ويتابع "مثل هذه التطورات ستفقد الرياضة قاعدتها على المدى المتوسط؛ لأن الجماهير أيضًا سيصبح من الصعب عليها وبشكل دائم أن تتماهى مع اللاعبين". الشرق الأوسط والفقراء وصفقة نيمار في عام 1999انتقل النجم الإيطالي كريستيان فييري من لاتسيو لإنترميلان مقابل ما يعادل 45 مليون يورو، مسجلاً رقمًا قياسيًا آنذاك. ولما علم البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان، بتلك الصفقة بدا مذهولاً، وقال "إنها اعتداء على كل فقراء العالم، وتضر بقيم الرياضة". يقول ألكسندر مولر، المحرر بجريدة مانهايمر مورغن الألمانية إن الأندية في الدوريات الكبرى بأوروبا أنفقت هذا الصيف 2.5 مليار يورو في سوق الانتقالات. ويشير: "الطفرة في سوق الانتقالات ستتضاعف من خلال الزيادة المستمرة لعائدات البث التلفزيوني، ومصادر الأموال من الشرق الأوسط، التي يقال إنها غير محدودة". ويتابع مولر "وكلاء اللاعبين يعيشون أجواء تشبه أجواء المنقبين عن الذهب". لكن ما يتجاهله مولر عن الشرق الأوسط "الذي يقال إن المال فيه بلا حدود"، هو أن الملايين من سكانه يقبعون تحت خط الفقر، وبحاجة في الوقت الراهن لكل "سنت".