1- عودة الي ثلاثة اخبار قديمة لها علاقة بالمقال خبر قديم: (أ)- الخبر الاول: ******** أوضح الرئيس السوداني، عمر البشير، في مقابلته مع "العربية" خلفيات قرار مشاركة بلاده في عاصفة الحزم، كاشفاً أنه التقى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عندما كان ولياً للعهد، وتحدثا حول الوضع في اليمن، وخطورته. وقال: "نحن في السودان نشعر بأن الوضع في اليمن خطر علينا". وهي ذات وجهة النظر التي نقلها الرئيس البشير لمسؤولين سعوديين رفيعي المستوى، مبيناً أنه عندما أتت عاصفة الحزم، تمت المشاركة فيها مباشرة، عبر عدد من الطائرات، وأيضا قوات سودانية موجودة الآن على الأرض في "عدن". كما أشار إلى أن هنالك "قوات تُجهز، لتنقل إلى المملكة وإلى اليمن". -(الاثنين6 فبراير 2017م)- الخبر الثاني: ********* (ب)- أعلن وزير الإعلام السوداني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أحمد بلال، أن الخرطوم وضعت 4 مقاتلات تحت تصرف السعودية لاستخدامها في عاصفة الحزم لمواجهة الانقلاب الحوثي ضد الشرعية في اليمن، وأن بلاده مستعدة لإرسال 6 آلاف جندي للعمليات البرية. (السبت 28 مارس 2015م ) الخبر الثالث: ********* (ج)- قال الجيش السوداني، الخميس، أن قواته بدأت التحرك صوب مواقع العمليات في السعودية للمشاركة في "عاصفة الحزم" ضمن حلف عربي واسع للحد من سيطرة الحوثيين في اليمن، وبررت الخرطوم المشاركة بالدفاع عن أمن السعودية والسودان والمنطقة عموما. وأعلن وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين، أن بلاده ستشارك بقوات برية إلى جانب الجوية في عملية "عاصفة الحزم" التي أطلقتها السعودية بمشاركة عربية وإسلامية ضد الحوثيين في اليمن. وقال في مؤتمر صحفي عقده الخميس، في مقر وزارته بالعاصمة الخرطوم، إن "السودان سيشارك بقوات برية وجوية في عملية عاصفة الحزم". وأضاف حسين: "بدأنا الحركة الميكانيكية لمواقع العمليات إلى جانب القوات السعودية ". وفي رده على سؤال حول ما إذا كان قرار المشاركة سيؤثر سلباً على علاقة السودان بإيران (التي توجه لها اتهامات بدعم الحوثين باليمن)، اكتفى الوزير بالقول: "أمن السعودية بالنسبة لنا خط أحمر".-(الخميس 26 مارس 2015)- 2- ***- وهكذا بكل سهولة وبساطة، وبدون استشارة اي جهة رسمية في الدولة، بل ولا حتي المجلس الوطني، او حكومة (ال79 وزير ووزير دولة) السابقة ، قام عمر البشير بمفرده واتخذ قرار اشراك السودان في حرب اليمن، التي هي حرب داخلية تخص أهل البلاد وحدهم دون اي جهات اخري سواهم ، حرب ضروس اندلعت بين الاخوة الاعداء في اليمن، هي حرب لا ناقة للسودان فيها ولا جمل، ولا تخص أهل السودان من بعيد او قريب. 3- ***- القرار الذي اتخذه عمر البشير بشان ارسال قوات سودانية الي اليمن، وجد امتعاض شديد من قبل كل السودانيين في الداخل والخارج، وصدمهم القرار صدمة شديدة ، خاصة ان البشير كان قد اعلن عنه وهو في السعودية وليس من داخل البلاد ، مما اعطي السودانيين انطباع قوي -(مازال يلازمهم حتي الان)-، ان هناك (صفقة) سرية ابرمت بين الجهات الرسمية في الرياض والبشير، مفادها ان يرسل السودان قوات سودانية لمحاربة "ملشيات" الحوثيين وجماعات الرئيس اليمني السابق علي صالح المسلحة المدعومة بقوات ايرانية، مقابل عرض نقدي ينقذ الخزينة السودانية من الافلاس التام!! ، وانه في العرف السعودي لا يوجد شيء بالمجان...(فكل شيء له ثمن، حتي وان كان ضابط او جندي سوداني)!! 4- ***- أوضح وزير الخارجية السابق علي كرتي "أن السودان يعلم تماماً أن مشاركته في هذه الحرب هي مشاركة للدفاع عن أمن السعودية وأمن السودان وأمن المنطقة عموماً.. القرار اتخذ بحسبان لكل هذه الأمور"!! 5- ***- في يوم الخميس 26 مارس 2015، قال الجيش السوداني، أن قواته بدأت التحرك صوب مواقع العمليات في السعودية للمشاركة في "عاصفة الحزم" ضمن حلف عربي واسع للحد من سيطرة الحوثيين في اليمن، وبررت الخرطوم المشاركة بالدفاع عن أمن السعودية والسودان والمنطقة عموما. 6- ***- ولاول مرة في تاريخ السودان القديم والحديث دخلت القوات السودانية اليمن في شهر مارس 2015، في سابقة ما عرفنا لها مثيل من قبل. 7- ***- منذ ان دخلت القوات السودانية اليمن في عام 2015 وحتي اليوم وطوال 29 شهر -(مارس 2015- اغسطس 2017)- ، وهناك عمليات تعتيم مبالغ فيها عن اخبار الضباط والجنود السودانيين في مناطق القتال اليمنية!!، ترفض وزارة الدفاع نشر الحقائق في الصحف المحلية عن حال القوات السودانية، ولا تقوم كما هو الحال في الدول العربية الاخري المشاركة في حرب اليمن، باخطار شعوبها اول باول عن المستجدات في القتال، ولا تخفي اعداد القتلي والجرحي وسط قواتها. 8- ***- تعرضت وزارة الدفاع في الخرطوم الي احراج شديد بسبب المواقع الالكترونية التي تهتم بالشأن السوداني، وقامت في مرات عديدة بنشر الكثير عن حال القوات السودانية وعن وفيات ضباط وجنود في اليمن، وازاء التكثيف في نشر اخبار القوات السودانية من قبل المواقع السودانية اضطرت وزارة الدفاع عن الخروج من الصمت، واعلنت (ثلاثة مرات) فقط لاغير عن وفيات وسط القوات السودانية، كان اخرها في يوم 4 ابريل 2017، عن مقتل خمسة جرح 22 جندي. 9- ***- حتي الان لا احد من السودانيين سواء كان مواطن عادي، او مسؤول كبير نافذ في السلطة الحاكمة، او نائب في المجلس الوطني، او وزير في وزارة بكري حسن صالح يعرف كم عدد الضباط والجنود الذين قتلوا في معارك اليمن؟!! 10- ***- جرت العادة منذ سنوات طويلة ان تخفي وزارة الدفاع الحقائق عن قتلاها ، وتعتبر ان ارقام القتلي سر لا يجب االتصريح به حتي ان كانت هذه الوفيات قد وقعت في زمن بعيد!!، فعلي سبيل المثال: (أ)- ترفض وزارة الدفاع حتي اليوم -(رغم مرور 28 عام علي اعدامات ضباط محاولة انقلاب ابريل -رمضان 1990)- عن مكان مقابرهم التي دفنوا فيها!! (ب)- رفض الرئيس السابق جعفر النميري تسليم جثمان الراحل محمود محمد طه لذويه بعد اعدامه في يوم الجمعة 18 يناير 1985، وتم دفنه في مكان غير معلوم - بحجة -(ان قبره قد يكون فيما بعد مزار لمريديه!!)- ، هناك رواية اخري افادت ان جثمانه قد القي في بعيدآ البحر الاحمر بواسطة جنود من سلاح الطيران!! (ج)- ***- اعدامات (مجزرة الشجرة) عام 1971، التي طالت الكثيرين من عسكر ومدنيين، تم دفنهم في سرية وتكتم شديد !! 11- ***- في الحرب الفيتنامية التي اندلعت في الفترة من اول نوفمبر عام 1955 وحتي 30 ابريل 1975، افادت احصائية امريكية دقيقة للغاية ، ان عدد الذين قتلوا في معارك فيتنام قد بلغ (58،220) الف ضباط وجندي امريكي، كانت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) وقتها تنشر اول باول اخبار المعارك في الصحف المحلية وعبر باقي وسائل الاعلام الاخري، ولا تخفي شيء عن الشعب، بل سمح (البنتاغون) وقتها للصحفيين والمراسلين مرافقة القوات الامريكية داخل الاراضي الفيتنامية، لكي ينشروا حقيقة الحرب التي دخلتها امريكا. 12- ***- بينما الشعب السوداني في غاية الاستغراب من دخول بلاده في حرب لا معني لها، وارسال ضباط وجنود غير مؤهلين لخوض معارك في مناطق واودية وجبال، وتضاريس غريبة لم يالفها من قبل، جاءت الاخبار (الاكثر غرابة من الاولي)، ان الرئيس عمر البشير قد قرر -(ايضآ بدون استشارة من احد، او موافقة من المجلس الوطني)- ارسال قوات من "ملشيا" الجنجويد الي اليمن ليحاربوا هناك "ملشيات" الحوثيين وجماعات الرئيس اليمني السابق علي صالح المسلحة المدعومة بقوات ايرانية!! 13- ***- هنا في المانيا عندي صديق اليمني وهو لا ينتمي لاي طرف من الاطراف المتقاتلة في بلده، دائمآ ما يطلعني عن سير الاحداث في اليمن، في احدي المرات فاجأني وقال: (اليمن حتمآ ستكون مقبرة للغزاة سواء كانوا سعوديين او ايرانيين او سودانيين ، لانها قوات اجنبية مسلحة جاءت لليمن بدون اذن من أهلها لقتل سكانها بتوجيهات سعودية، مشكلة هذه الدول التي ارسلت جنودها لليمن، لم تقرأ تاريخ اليمن، ولم تتعظ من المعارك الخاسرة التي تكبدتها القوات المصرية في زمن جمال عبد الناصر لمناصرة النظام الجمهوري بعد انتهاء الملكية، حرب اليمن التي استمرت خمسة اعوام - "من عام 1962 - 1970"، وكلفت مصر اكثر من 50 الف ضابط وجندي، واكثر من 100 الف مصاب، بجانب الخسائر المادية التى وصلت بالمليارات، ان شعب اليمن شعب ابي صلد يرفض الوصاية، او ان يدخل احد في شؤونه الخاصة). 14- (أ)- *** - حتي الان لا احد من السودانيين يعرف ما السر في ارسال قوات من "ملشيا" الجنجويد الي اليمن، والتي هي اصلآ قوات من غرب البلاد، بالكاد تعرف تضاريس وجغرافية السودان؟!! (ب)- ***- بعض السياسيين في السودان لمحوا الي وجود احتجاجات وسط الضباط والجنود في القوات المسلحة ضد قرار البشير المشاركة في حرب اليمن!! (ج)- ***- صحفي صرح قال، ان ارسال جنود وضباط من قوات "الدعم السريع"، هي رسالة من حزب المؤتمر الوطني للعالم ، انه يملك قوة مسلحة "غير الجيش"، تعادل في قوتها نفس القوة التي عند الدول المشاركة في "قوات الحزم" العربي!! 15- ارجع الي عنوان المقال مرة اخري ، واسال: (أ)- يا وزير الدفاع "..كم عدد الضباط والجنود السودانيين الذين ماتوا في اليمن؟!!" (ب)- لماذا لم تعلق علي وجود "قوتين سودانيتيين" في اليمن، وهو امر لم يحدث من قبل في مكان؟!! [email protected]