هنادي الصديق مخطط التماسيح * وكأنما كتب الله على مواطن الجريف غرب ان يكون في حالة مساسقة ومشاققة لا نهائية بين دروب النضال مع حكومة المؤتمر الوطنى وتوابعها من ابناء المنطقة. * فقبل ان ينتهي الصراع القانوني مع منتهكي ومنتزعي حقوق اهل المنطقة من أبنائها (غير البررة)، وقبل ان يتم الفصل في قضية كلية شيخ طحنون او ما تسمى بكلية الامارات، وقبل ان يفصل القضاء في ارض مستشفي 84 التي تم سلبها لصالح نافذين معدومي الضمير، أفاقت المنطقة علي صوت وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم وهو يعلن ايقاف مدرسة (عليش الثانوية للبنات) بحجة عدم صلاحية مبانيها وحفاظا على ارواح الطالبات. * ولا أدري عن اي ارواح يتحدث الوزير الذي فشل في إدارة مرفق يتبع له مباشرة ليتبع اقصر الحلول وافشلها. * السيد الوزير نسي ان هناك مدارس يدرس طلابها في العراء، ورغم ذلك فهم متفوقون، ونسي ان من اوجب واجباته إعادة ترميم ما تلف من فصول او حمامات (إن صح إدعائه)، بدلا عن تجفيف المدرسة وتشريد طالباتها، وهو القرار الذي يشتم من وراءه رائحة كريهة، وسيكون له ما بعده. * فساد المؤتمر الوطني، وطمعه فى اراضي منطقة الجريف غرب، وصل اقصى مراحله، والسماح بتجفيف واحدة من اميز مدارس المنطقة بل والخرطوم والسودان عموما أكبر دليل علي حجم المؤامرة المدروسة. * أمس الاول قمت بزيارة للمدرسة للوقوف على حجم الضرر الذي يسمح بتجفيفها او ترحيلها، بعد ان تصدعت حماماتها كما ذكرت اللجنة الهندسية (التابعة للوزارة)، وكانت المفاجأة، فقد وجدت المدرسة مكتملة من ناحية الأساس والمرافق الخدمية، والحمامات مثار الجدل افضل حالا من آلاف الحمامات في المدارس والمنازل، وهي حمامات سايفون وليست بلدية كما يوهمنا اصحاب المصلحة والراغبون في تجفيف وترحيل المدرسة. * الفصول مكيفة، والتصدعات التي حدثت بسبب الأمطار ليست بالخطورة التي صوروها، وليست سببا في خروج الطالبات منذ الساعة العاشرة صباحا، كما أشارت مديرة المدرسة التي تنفذ توجيهات مرؤوسيها بدقة متناهية علي ما يبدو، مكتفية بنصف ساعة فقط للحصة مع الغاء طابور الصباح حتي تتمكن من اخراج الطالبات من المدرسة قبل الزمن المحدد لهن وهو الساعة العاشرة صباحا، . * نتائج مدرسة عليش مشرفة جدا، إذ بلغت نسبة النجاح بها 92% ، هذا بخلاف حصولها على كأس التميز كأفضل مدرسة علي مستوى ولاية الخرطوم وعلي مستوي ولايات السودان، كما نال المجلس التربوي للمدرسة كأس افضل مجلس تربوي على مستوي السودان من قبل رئاسة الجمهورية. * مدرسة بهذه المواصفات، هل يتم تجفيفها وتشريد طالباتها ام تتم معالجات للاشكالات البسيطة جدا التي تعانيها، وهو دور الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم قبل ان يكون دور المجلس التربوي او اهالي المنطقة، إلا إن كان هناك مخطط حقيقي مستمر ويستهدف تجفيف المنطقة ككل، بعد ان اتجهت اليها انظار التماسيح الآدمية والمتلاعبين بالاراضي التي تري فى موقع الجريف غرب المحازي للنيل، موقعا يسيل له اللعاب. * تجفيف مدرسة عليش الثانوية بنات، امتداد لمخطط تجفيف وبيع مرافق المنطقة وساحاتها وميادينها التي لم يتبق منها شيئا، ودونكم ما حدث من تجفيف لمدرسة الأولاد بنين واستراحة المعلمين. * أهلي المنطقة مطالبون بالتصدي لهذا المخطط الرخيص، وقبل ذلك مراجعة مواقف نائب الدائرة بالمجلس التشريعي ،والغائب تماما او متغيب عمدا عن كافة مشاكل المنطقة، ولابد من التكاتف لإسترداد الحقوق المنهوبة والبداية تكون بسحب الثقة عنه لفشله في التصدي لكافة الانتهاكات التي تمت بالمنطقة من قبل نافذين، عندها فقط يمكن ان تسترد الجريف عافيتها وتعود لها حقوقها المهضومة. المقال نقلاً عن الجريدة