تشهد القارة الأوروبية العجوز بدءا من الثلاثاء المقبل مقارعة كبرى بين أفضل الفرق في النسخة الجديدة والمثيرة من بطولة دوري أبطال أوروبا موسم 2011-2012 والتي سيستضيف نهائيها ملعب أليانز أرينا معقل بايرن ميونخ الألماني. وتوج نادي برشلونة الإسباني بآخر ألقاب دوري الأبطال الموسم الماضي بعد تفوقه على غريمه التقليدي ريال مدريد في نصف النهائي ثم فوزه في النهائي على مانشستر يونايتد الإنجليزي 3-1. ويعد لقب دوري الأبطال الذي أحرزه برشلونة هو الثالث خلال السنوات الست الماضية والثاني لمدربه الحالي بيب جوارديولا، الذي يقود البرسا في موسمه الرابع. ويعود الفضل في إنجازات برشلونة إلى نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي صاحب جائزة الكرة الذهبية وأفضل لاعب في أوروبا حاليا. وقد ضم الفريق هذا الموسم لاعبان من الطراز الأول لمواصلة إحراز الألقاب، وهما الإسباني سيسك فابريجاس والتشيلي أليكسيس سانشيز. ويدرك برشلونة جيدا أن غريمه التقليدي والعملاق الآخر ريال مدريد، صاحب الرقم القياسي في التتويج بدوري الأبطال (تسع مرات)، لن يفوت هذه المرة الفرصة للفوز الغائب عن خزائنه منذ فترة طويلة (عشرة مواسم كاملة) عندما توج في موسم 2001-2002 باللقب على حساب باير ليفركوزن الألماني. ويثق مدرب ريال مدريد، البرتغالي جوزيه مورينيو، في أن هذا العام سيجلب له لقبا شخصيا جديدا لدوري الأبطال الأوروبي، بعدما حققه سلفا مع كل من بورتو البرتغالي وإنتر ميلان الإيطالي. ويعتمد مورينيو، المدرب المثير للجدل داخل وخارج الملعب، وأفضل مدرب في العالم العام الماضي، على مجموعة ضخمة من النجوم على رأسهم مواطنيه كريستيانو رونالدو وفابيو كوينتراو، والفرنسي كريم بنزيمة، والأرجنتينيين جونزالو إيجواين وأنخل دي ماريا، والألماني مسعود أوزيل. ويتمسك المدرب البرتغالي بأرقامه التي تثبت أن عامه الثاني مع أي فريق يفوز فيه بلقب قاري، مثلها حدث مع بورتو الذي توج معه ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي (ويفا) 2003 ودوري الأبطال الأوروبي 2004 ، وإنتر ميلان الذي توج معه بدوري الأبطال الأوروبي 2010. ولا يمكن تجاهل العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد، الذي وصل للنهائي في الموسم الماضي، والذي يحمل اللقب ثلاث مرات آخرها في 2008 ويرغب قطعا في تكرار نفس الأمر هذا الموسم، تحت قيادة مدربه المخضرم السير أليكس فيرجسون، الذي ضم الحارس الإسباني الشاب ديفيد دي خيا لخلافة الهولندي فان دير سار، وكذلك الإنجليزيين فيل جونز وآشلي يونج. أما مانشستر سيتي فيأمل في الوصول لأعلى الأدوار في بطولة دوري الأبطال هذا الموسم بعدما نجح في التعاقد مع الهداف الأرجنتيني، سرخيو أجويرو، لينضم إلى نجومه كارلوس تيفيز وديفيد سيلفا وماريو بالوتيللي وإدين دجيكو. كما تصارع فرق إنجليزية أخرى على اللقب القاري مثل تشيلسي الذي يلعب في صفوفه فرناندو توريس وخوان ماتا، وكذلك أرسنال، الذي يعاني من تحطم شديد بعد رحيل فابريجاس وسمير نصري. وبالطبع سيكون بايرن ميونخ الألماني، الذي سيستضيف نهائي البطولة على ملعبه، هو الفارس الأول الذي سيسعى لتخطي جميع الأدوار لإسعاد جماهيره العريقة. وبعودة المدرب يوب هاينكس فقد استعاد الفريق قوته مع الحارس مانويل نوير، وبدعم دفاعه عبر جيروم بواتينج ورافينيا. ويتألق الفريق حاليا في بطولة الدوري المحلي (بوندسليجا) التي يتصدر قائمتها. أما الكالتشو الإيطالي فيمثله هذا العام حامل لقبه ميلان، الذي يلعب في صفوفه نجوم مثل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والبرازيليين ألكسندر باتو وروبينيو، وغريمه إنتر ميلان الذي ضم النجم الأوروجوائي دييجو فورلان ليلعب إلى جانب فيسلي شنايدر ودييجو ميليتو، وكذلك نابولي بلاعبيه الفذين الأوروجوائي إدينسون كافاني والأرجنتيني إزيكييل لافيتزي. وفي (الليجا) الإسبانية يتطلع أيضا كل من فالنسيا وفياريال لتحقيق حلم التأهل لنهائي ميونخ، وقد دعم فالنسيا صفوفه بكل من سرخيو كناليس وبابلو بياتي وروبرتو سولدادو، فيما يلعب فريق الغواصفة الصفراء بنفس تشكيلة الموسم الماضي عدا سانتي كازورلا. وتسعى فرق أوروبية أخرى للتألق واللمعان في هذه النسخة من البطولة الإقليمية الأكبر، مثل بوروسيا دورتموند حامل لقب البوندسليجا، والذي يلعب في صفوفه المصري محمد زيدان، أو كأبطال الدوري الفرنسي والبرتغالي، ليل وبورتو على الترتيب. وينتظر الجميع أن تنطلق التشامبيونز من دوري المجموعات بعد غد لتقدم أفضل ما لديها، فيما ينتظر ملعب أليانز أرينا النهائي الذي سيستضيفه في 19 مايو/آيار بين الفريقين الأفضل في أوروبا.