قرر ناشط سوداني في مجال حقوق الإنسان وقضايا المجتمعات تعتقله السلطات السودانية منذ أكثر من ثلاثة أشهرمن دون إستجواب أو مساءلة الدخول إعتباراً من اليوم الأثنين 25سبتمبر2011م في إضراب مفتوح عن الطعام حيث تحتجزه السلطات السودانية في سجن كوبر الشهير، في جزء خاص بجهاز الأمن والمخابرات الوطني لا يسمح عادةً لمنظمات حقوق الإنسان بزيارته. وقال مقربون إلى الناشط الدكتور بشرى قمر حسين رحمة (47 عاماً ) إنه قرر الإضراب عن الطعام إلى أن يتم إطلاق سراحه أو تقديمه للمحاكمة أمام القضاء. وأكدوا أنه تعهد في حال عدم تحقيق مطلبه الإمتناع عن تناول الطعام حتى الموت. وكان الدكتور قمر وهو مختص في الأشعة وينتمي إلى ولاية جنوب كردفان التي تشهد إشتباكات بين قوات الحكومة السودانية ومقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان قد أعتقل في 25 يونيو 2011م. وعلى الرقم من أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير أعلن عفواً عاماً عن المعتقلين السياسيين في 12 يوليو 2011م إلاً أن ذلك العفو لم يشمل الدكتور قمر لأسباب غير معروفة. وتمسك جهاز الأمن والمخابرات السوداني بإحتجازه طوال تلك الفترة على الرقم من أن قاضياً رفض تجديد حبسه مما أضطر النيابة إلى إعلان الإفراج عنه من دون شروط طبقاً لأحكام القانون السوداني، غيرأن رجال الأمن أقتادوه من مبنى النيابة بعد إخلاء سبيله إلى سجن كوبر حيث لا يزال يخضع للإعتقال، فيما يقول ناشطون وأقارب أنه يخضع هناك للتعذيب للإشتباه لوجود صلة تربطه بالأحداث الدموية التي تشهدها منطقة جنوب كردفان من خلال منظمة حقوق الإنسان والتنمية التي أسسها ويتولى إدارتها التنفيذية في الولاية المذكورة التي تجاور جمهورية جنوب السودان. وأشارت مصادر حقوقية إلى أن نيابة الأمن العام في السودان حققت مع الدكتور قمر في 13 يونيو الماضي بتهمة تغويض النظام والتخابر مع جهات أجنبية والتخابر ضد الدولة. لكن وكيل النيابة أمر بإطلاقه لعدم كفاية الأدلة وهو ما لم يتحقق بسبب مسارعة رجال الأمن لإقتياده من النيابة إلى سجن كوبر. وأضاف أقارب الدكتور قمر أن السلطات السودانية لم تسمح لأي جهة قانونية بمقابلته منذ إعتقاله في يونيو 2011م. ورفضت السلطات تلبية مطالب الأسرة للسماح لمحاميه بمقابلته وضمان تلقيه العلاج بسبب أمراض مزمنة وخطيرةيعاني منها. وحذروا من أن قراره الإضراب عن الطعام سيؤدي إلى تدهور مريع وسريع في حالته الصحية. ويشار إلى أن الدكتور قمر تولى إدارة منظمة التنمية الإجتماعية في منطقة دارفور (غرب السودان) وتم إعتقاله في يونيو الماضي في مدينة أم درمان بعيداً عن النزاع في ولاية جنوب كردفان الذي تحاول السلطات السودانية أن تجد له صلةً به. ويقول أصدقاء الدكتور قمر وذووه أنهم خاطبوا المنظمات الحقوقية في أنحاء العالم لإطلاق حملة دولية واسعة لتأمين الإفراج عنه وتمكين أسرته ومحاميه من مقابلته والتحقيق في إتهامات بتعرضه للتعذيب وسوء المعاملة. والجدير باالذكر أن برفقته المعتقل ضحية مسار الذي قرر أيضا الاضراب عن الطعام.