**عدم التوثيق للعدد من الفنانين الذين رحلوا وعدم اهتمام مجموعة من الفنانين الشاب بالحقوق الأدبية للفنانين والشعراء والملحنين الذين يتغنون بأغنياتهم في كل مكان ودونما عودة لصاحب الحق أو حتى الرجوع إلى أهله إذا كان الفنان قد رحل عن هذه الدنيا لطلب الإذن أو معرفة النطق الصحيح لمفردات تلك الأغنيات. **هذا الحديث لم أكتبه من فراغ إنما بعد أن اطلعت على إحدى صفحات فيس بوك لأحد الفنانين الشباب وقد وجدت تعليقاً لفتاة على مقطع مكتوب من أغنية غدار دموعك للراحل مصطفى سيد أحمد تخيلوا ماذا كان التعليق. **لم تخطئ في اسم الشاعر ولا الملحن أبداً بل سألت ذاك الفنان «دي آخر أغنياتك ولا شنو يا...» هذا هو ما وصل إليه هذا الجيل, جيل لا يدري أغنية من أشهر اغنيات مصطفى سيد أحمد غدار دموعك فكيف بربكم يكون حال أغاني أحمد المصطفى أو الكاشف ونذكر هنا تلك الفتاة التي قالت أن الكاشف يغني أغنية جمال مصطفى فرفور. **سؤال نوجهه لكل الناس لماذا صار هذا الجيل لا يعرف عن ثقافته وفنه إلا الجزء اليسير في حين انهم يعرفون كل صغيرة وكبيرة عن الفنانين العرب والأوربيين والأمريكيين وأظن فناني الصين. **لماذا هذا الانحدار في ثقافة جيل جاء بعد أجيال أسست حركة ثقافية قوية.. نعم هذا الجيل ملم بصورة متميزة في جانب التكنولوجيا الحديثة ولكن فيما يستخدم هذه التكنولوجيا.. يجب ألا نركن إلى أن الانفتاح على الآخر والعولمة والقنوات الفضائية لها تأثير كبير عليهم ألا نمتلك نحن ايضا قنوات فضائية. **لقد فشلنا في تبصير الجيل ومده بالثقافة ولن نرمي اللوم فقط على الفنانين الشباب والأجهزة الإعلامية بل إن الحكومة بكل مؤسساتها لها دور في ذلك حينما اهتمت ببناء الكباري ومباني مؤسساتها وتجاهلت بناء جيل من خلال التعليم السليم فكيف يكون التعليم سليما إذا كانت مباني المدارس عبارة عن عمارة قد لا تتعدى مساحتها (300) متر. **ماذا نتوقع من جيل يذهب للمدرسة وهو لن يجد سوى إقرأ بعيدا عن الفعاليات والأنشطة الثقافية والرياضية لن ينصلح الحال إلا أعدنا النظر في مناهجنا ومدارسنا لا نحتاج لألف مدرسة تخرج ألاف من الطلاب وهم لايعلمون اسماء علماء ومفكري ومثقفي وفنانين والرياضيين من بلادهم نحن نحتاج لعشر مدارس وجامعتين أو ثلاث لنخرج أجيال تعلم ماضيها وحاضرها وتنبي مستقبلها. الاحداث