في تطوراتٍ جديدة بشأن مسار قضية تسريب مادة الكيمياء في امتحانات الشهادة السودانية، جاءت إفادات ستة من شهود دفاع المتهم الثاني في قضية تسريب امتحان الكيمياء للشهادة السودانية شبه متطابقة، بعد أن اتفق أغلبية الشهود على أنَّ المتهم أول من قام بإرسال صفحتين من الامتحان في قروب (التراسل الفوري) واتساب خاص بمعلمي الفيزياء قبل الجلوس للامتحان، كما بادر بالإبلاغ الفوري في حالة ثبوت كشف وتسريب الامتحان. فيما رفضت محكمة جرائم الفساد ومخالفات المال العام برئاسة القاضي الأصم الطاهر الأصم بالخرطوم أمس الأربعاء، طلباً لممثل الدفاع عن المتهم الثاني الخاص بإعادة استجواب مساعد مدير إدارة امتحانات السودان محمود سر الختم الحوري، ووجهت بإعلان ضابط برتبة مقدم من جهاز الأمن والمخابرات الوطني الدائرة السياسية، وموظف بوزارة الاتصالات، للإدلاء بشاهدتهما أمام المحكمة وحددت جلسة مطلع الشهر القادم لذلك. تقرير: إنعام آدم
تفاصيل مثيرة وكشفتْ سليمة أبو القاسم معلمة فيزياء وأول من أبلغت لجنة امتحانات السودان بحادثة تسريب الكيمياء، كشفت تفاصيل مثيرة لدى مثولها أمام المحكمة كشاهدة دفاع قائلة: "شاهدت في يوم امتحان الكيمياء صفحتين من الامتحان في القروب الخاص بمعلمي الفيزياء، قام بنشرهما المتهم الثاني، وبعد نشره دار نقاش ولغط بين أعضاء القروب، وأنَّ المتهم الثاني أرسل رسالة ذكر فيها بأنه نشر الامتحان عشان يكون في شهود في حالة تطابق الامتحان، حتى يتمكن من تبليغ الجهات الخاصة". وأضافت في إفاداتها بأنهم كمراقبين عادة تجمع تلفوناتهم وتسلم لكبير المراقبين أثناء المراقبة، وأنها أخبرت كبير المراقبين بالمركز الذي تعمل فيه كمراقبة بأنها غير مسئولة في حالة تم العثور على الامتحان داخل تلفونها، وبعد نهاية الامتحان تمت مقارنة الامتحان بالمرسل على قروب الواتساب وكان مطابقاً، وطلبت منها كبير المراقبين بالبقاء إلى حين وصول لجنة امتحانات السودان التي حضرت عقب انتهاء الامتحان، وبحضور أعضاء اللجنة أجرت اتصالاً على زميلها المتهم الثاني، وفتحت سماعة الهاتف حتى يتمكن الأعضاء من سماع الحوار الذي أكد من خلاله المتهم الثاني، بأنه ينوي التبليغ عن الحادثة وطلب منها وصف المكان الذي يتم فيه تدوين البلاغ وأرشدته،لافتة إلى أنَّ أغلب تعليقات أعضاء القروب كانت عبارة "الله يكذب الشينة". شاهدة اتهام وفي ردها على أسئلة الاتهام أكدت الشاهدة بأنَّ قروب الواتساب الخاص بمعلمي الفيزياء، يتم فيه إرسال أوراق العمل الخاصة بمادة الفيزياء، ولا تتذكر أن أرسل المتهم الثاني أوراق امتحان من قبل. وأشارت إلى أنَّ المتهم الثاني هو أول الأعضاء بالقروب من قام بإرسال الامتحان، ومن ثم أرسلت أربع ورقات من عضو آخر. وأكدت بأنها أبلغت كبير المراقبين بتسرب المادة قبل الجلوس لها، وتم اكتشاف الامتحان بعد مرور ربع ساعة من بداية الجلسة. وقالت بأنهم كأساتذة اتفقوا مسبقاً على التبليغ في حالة صحة معلومة كشف الامتحان. وقالت بأنها كتبت في القروب عبارة "نحن أساتذة إذا ما حسمناها البحسمها منو؟" ولكن لم يصلها رد في القروب. فيما قال بشير نايل معلم لمادة الفيزياء بمرحلة الثانوي لدى مثوله كشاهد دفاع، إنَّ علاقته بالمتهم الثاني بأنهم أعضاء في قروب خاص بمعلمي الفيزياء"فيزك تيتشر"، وفي يوم امتحان الكيمياء أرسل المتهم الثاني صفحتين في القروب مكتوبتين بخط اليد في ورقة فلوسكاب، وكتب تعليقاً "قالوا دا الامتحان". وأكد الشاهد بأنه شاهد تسريب الكيمياء في الفيس بوك عندما تصفح صفحته من جهاز زميله بمدرسة بري حوالي الساعة 11 صباحاً، بعد حضوره إلى المدرسة بغرض حل مسألة وردت في امتحان الفيزياء، إضافة إلى أن شخصاً في دولة الإمارات أرسل له الامتحان. وأشار إلى أن الامتحان نشر كاملاً حوالي الساعة الرابعة صباحاً وكان مكتوباً بخط اليد. الفيس بوك أما عمر محمد عثمان التوم معلم فيزياء وزميل المتهم الثاني في العمل بمدرستي الشهيدة سلمى ومدرسة الامتياز الخاصة، إلى جانب أنهما أعضاء في قروب معلمي الفيزياء، أكد بأنَّ الأوراق الأربع التي أرسلها أحد أعضاء القروب في القروب، لم تكن واضحة بقدر وضوح الصفحتين اللتين أرسلهما المتهم الثاني. فيما أكد علي عبد الماجد علي – معلم فيزياء وأحد أعضاء القروب بأنه شاهد 11 صفحة من الامتحان في نفس يوم امتحان الكيمياء، أرسلها له أحد الأساتذة إلا أنه لم يقم بإرسالها إلى القروب، إلى جانب الصفحتين اللتين أرسلهما المتهم الثاني. وأكد عبد الرحمن محمد هاشم معلم فيزياء خلال تقديم إفادته للمحكمة، بأنَّ أوراق العمل متاحة لكافة المعلمين ويتم إرسالها في القروب لمختلف المواد، وأشار إلى أن أوراق العمل هذه تكون أحياناً في شكل أسئلة وأجوبة، وقد تكون منسوبة لجهة أو لشخص وفي أحيان لا تنسب، بينما في بعض الأحيان تكتب بخط اليد وأحياناً تطبع. وأكد أنَّ الورقتين اللتين أرسلهما المتهم الثاني في القروب، لم يكتب عليهما أنهما امتحان الكيمياء.