المؤتمر الشعبي الذي أعلن أحد قادته أن موقفهم حيال شعارات الإنتفاضة الشعبية الحالية و مايرفعه بالمقابل لها من يؤيدون الإنقاذ ..لايتفق مع تسقط بس ..مثلما أنه في ذات الوقت ليس مع تقعد بس! وهو موقف غريب يذكرني باسلوب ذلك الرجل الذي وجد زوجته تتوسد الأرض .. وافتعل معها شجاراً ما لبث أن حسمه بأن قال لها .. (كان قمتي طلقانة ..وكان قعدتي طلقانة ) فأفحمته بقولها في دهاء أنثوي ظريف ..أها ..بنزح في زحيحي دا..رايك شنو ؟ وإذا كان ذكاء تلك المرأة قد ينجيها أمام قسوة الزوج وتهوره من خراب عش الزوجية ..ويحافظ على كيان اسرتها ولو بدوافع العُشرة والمودة والرحمة ..فإن ما يود الشعبي التمترس خلفه ..هو ركوب الهواء المستحيل في مثل هذا الظرف المفصلي الذي هومفترق طرُق ما بين التمتع بالقيمة الأخلاقية وعدمه و فجاجة الحسابات السياسية الخاسرة مهما كانت مراعاة إعتبارات المصالح أو الرابطة التنظيمية المشققة أصلاً بين الوطني المترنح والشعبي الحائر ! فكل الأمور باتت واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار ..ومن يريد تغطيتها بغربال المبررات الواهية فهو أعمى البصيرة ومعتم البصر . بينما نجد أن العديد من أشبال قيادات الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني بمن فيهم من يتولون مناصب قيادية حزبية وحركية وتنفيذية ينضمون الى مواكب الشباب من أقرانهم .. بل و يتعرضون للضرب والإعتقال ..والسبب ببساطة أنهم إقتنعوا عند سماعهم لهدير الشارع الذي إخترق نوافذ بيوت أولياء أمورهم ..بمدى حالة الفصام اللا أخلاقي والمرضي التي يعيشها أولئك الأباء والأمهات من تدين شكلي يبدأ بالتلاوة قبل الفجر ثم صلاة الصبح حاضراً في جماعة المسجد وصيام الإثنين و الخميس ..ومع كل ذلك لا يتورعون من مقاربة الفساد و سفك الدماء و إقصاء الآخرين و ترديد شعارات لا لدنيا قد عملنا ولا للسلطة لا للجاه ونحن للدين فداء ..ولكنهم يعيشون في ترف تكشف لآولئك الأبناء حجم الضنك المضاد له في بيوت أغلبية الشعب وهو ما دفع أترابهم للخروج منادين بسقوط هذا النظام الذي يشكل حاضنة لكل الموبقات التي يمارسها كبارهم فيما هم سادرون في التمسك بنقيضها تظاهراًباحترام التعاليم الدينية والقيم الإجتماعية و الأخلاقية. فلغة( الزححان ) التي يتحدث بها الشعبي وهومتحالف ضمنا مع الوطني خوفاً من الطلاق البائن مع توأمهم السيامي وقدأنفصلا بجراحة المصالح لا المبادي والأفكاروالعقلية عن بعضهما وبقي القلب واحداً والأحلام هي ذاتها ..لم تعد لغة كالمسطرة المستقيمة وصالحة في رسم المواقف السياسية دائما.. خاصة إذا كان الشارع الآن هو الذي يقود الوطن ..وليس الوطني! [email protected]