اطلاق الغاز المسيل للدموع وضرب المحتجين بالعصي والخراطيش الآلاف يشاركون في موكب (التنحي) بالخرطوم رغم التواجد الكثيف للسلطات اعتقال قيادات بالمعارضة وعلى رأسهم الخطيب ومريم الصادق وسارة نقد الله ووداعة تمكن آلاف المحتجين من التظاهر في ولاية الخرطوم أمس، بالقرب من موقفي الاستاد وجاكسون، استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين بتسيير موكب (التنحي) الهادف لتسليم مذكرة بالقصر الجمهوري تطالب بتنحي رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والحكومة القائمة، وتم الاحتجاج على الرغم من التواجد الكثيف للسلطات، في وقت كشف حزب الأمة القومي عن اعتقال (26) من قيادات قوى الحرية والتغيير بالقرب من مسجد فاروق. العنف في مواجهة المحتجين وتدخلت السلطات وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة على المحتجين بموقف جاكسون، واستخدمت العنف لتفريق المحتجين، الذين دخلوا في حالة تجمع وانفضاض، ومارس أفراد يرتدون الزي الرسمي الضرب في مواجهة أحد المشاركين في الاحتجاجات بالقرب من استاد الخرطوم، وتم استخدام العصي والخراطيش في ضرب المحتجين في السوق العربي وفي الشوارع المحيطة به، مما اسفر عن إصابات، كما رصدت (الجريدة) حالات اعتقال داخل مركبات (حافلات من نوع شريحة) و(بكاسي) نصف نقل، وبدأت الاعتقالات قبل انطلاقة الموكب (استباقية) واستمرت أثناء الاحتجاجات. وتصدت السلطات للمتظاهرين بأماكن متفرقة في السوق العربي والاستاد وموقف جاكسون، وردد المحتجون هتافات تطالب بالحرية والسلام والعدالة وإسقاط النظام، وتمت مطاردة المتظاهرين الى داخل موقف جاكسون المكتظ بالمواطنين وألقيت عليهم عبوات الغاز المسيل للدموع بكثافة، مما أدى الى حالات اختناق. تواجد كثيف للسلطات وارتكزت المركبات الشرطية والأخرى ذات اللوحات المدنية، بكثافة حول الاماكن المعلنة للتجمع وتسيير الموكب في بيان تجمع المهنيين السودانيين، كما ظلت في حالة تمشيط لشوارع رئيسية وفرعية بالخرطوم، كما لوحظ انتشار كثيف للأفراد، وأغلق تجار بالسوق العربي أبواب متاجرهم، كما أغلق بعض الصاغة محالهم بمجمع الذهب. وطبقاً للمتابعات فقد تم رصد أعداد من الملثمين بأزياء مدنية وعسكرية. اعتقال (26) من القيادات ومن جانبه كشف حزب الامة القومي عن اعتقال السلطات لقيادات بقوى الحرية والتغيير التي تجمعت بمحيط مسجد فاروق، وأزمعت الخروج في موكب الرحيل وتقديم مذكرة لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير تطالبه بالتنحي. وأوضح الحزب في بيان تحصلت (الجريدة) على نسخة منه أمس، أن السلطات اعتقلت قيادات الحزب وقوى نداء السودان ومكونات قوى الحرية والتغيير، وعلى رأسهم نائبة رئيس الحزب ونائبة الامين العام لنداء السودان د. مريم الصادق المهدي، ورئيس المكتب السياسي للحزب د. محمد المهدي حسن، والأمينة العامة للحزب سارة نقد الله، ومساعد رئيس الحزب المهندس صديق الصادق، ونائب رئيس دائرة الاعلام بالحزب مصباح احمد محمد. وأشار الحزب إلى أن الاعتقال شمل عدداً من قيادات نداء السودان بالداخل منهم نائب رئيس نداء السودان حامد علي نور، يحيى الحسين، محمد فاروق، ومحمد وداعة، وفتحي نوري، واحمد شاكر، وقيادات بقوى الإجماع الوطني على رأسهم سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، وقيادات تجمع المهنيين د. محمد يوسف أحمد المصطفى، ود. منتصر الطيب، والقيادي بتجمع القوى المدنية د. معاوية شداد، والسفير ابراهيم طه أيوب وآخرون. وأبان الحزب أن عدد القادة المعتقلين يبلغ (26) معتقلاً، ونوه الى ان عدداً من مركبات السلطات حاصرت مسجد فاروق بالسوق العربي، واقتادت تلك القيادات قبل دقائق من الموعد المحدد لتحركهم نحو القصر لتقديم المذكرة. ولفت البيان الى ان المذكرة التي كان من المقرر تسليمها بالقصر الجمهوري احتوت على مطلب رحيل الحكومة ضمن مطالب تفكيك أجهزة النظام، وإجراء عدالة انتقالية لبيان الحقيقة ومساءلة الجناة، وتحقيق السلام وغيرها، وشدد حزب الامة القومي على الاستمرار في الاحتجاجات الى حين تحقيق تلك المطالب. وعقب فض الاحتجاجات بوسط الخرطوم، انتقلت التظاهرات الى عدة احياء منها (بري، الشجرة، العباسية، سوق أمدرمان). فريق الجريدة: أيمن سنجراب/ ابراهيم عبد الرازق/ عواطف ادريس/ فدوى خزرجي/ الهادي عبد الله