قبل أن يلقي البشير خطابه سبقه قوش بتصريحات صحفية حول محتوى الخطاب وأشار إلى إعلان حالة الطوارئ وحل الحكومة المركزية وحكومات الولايات واستقالة البشير من منصب رئاسة حزب المؤتمر الوطني وعن الغاء التعديلات المزمعة على الدستور... تزامن الخطاب مع وصول مسؤول رفيع المستوى من دولة قطر في زيارة خاطفة... لم يأت البشير في الموعد المحدد لإلقاء الخطاب بل تأخر وقتا كبيرا رغم علم الجميع بأن كل الشعب السوداني و العالم بكل اعلامييه يترقب هذا الخطاب نسبة لما تمر به البلاد من ظروف غاية في التعقيد... الملاحظات أعلاه تولد وتثير كثيرا من التساؤلات وعلامات الاستفهام... كان الخطاب بشكل عام فارغ المحتوى ولم يأت بجديد غير متوقع ومحبط لكل الشعب السوداني... أيضا كان البشير مرتجفا ونطق كثير من الكلمات نطقا خاطئا... واضح أن الخطاب تم تعديله أكثر من مرة بدليل أنه خالف ما صرح به قوش في كثير من الأمور مثل استقالته من رئاسة حزب المؤتمر الوطني.... أشار إلى هذه الاستقالة أيضا ربيع عبدالعاطي في حديثه مع قناة العربية قبيل خطاب البشير بدقائق معدودة... هل يدل هذا على أن الصراع الآن بات مكشوفا بين الحركة الإسلامية من جانب وبين البشير وأمنه وعساكره من الجانب الآخر؟ هل هذا الصراع حقيقي أم تمثيلية أخرى على شاكلة اذهب الى القصر رئيسا واذهب أنا الى السجن حبيسا؟ أقول إنه صراع غير حقيقي أو مفتعل و زيارة المسؤول القطري تؤكد هذا…ما الذي يستفيد منه البشير والحركة الإسلامية بهذا العمل المسرحي؟ يعتقد البشير أنه باظهار ابتعاده من المؤتمر الوطني وركله للحركة الإسلامية…ومن ثم تسليم الجيش والأمن مقاليد الحكم…يعتقد أنه بمثل هذا السيناريو سوف يكسب الشارع السوداني كما يكسب الدعم الإقليمي خصوصا الامارات والسعودية و مصر و الدعم الدولي من الغرب وامريكا... قطر ليست بعيدة عن الملعب وتعرف تفاصيل المسرحية وربما تركيا أيضا على علم بما يدور في كواليس الحركة الإسلامية …عموما بمثل هذا السيناريو الحركة الإسلامية سوف تجد وقتا للملمة أطرافها وتأمين أموالها المنهوبة من الشعب السوداني.. للعودة بقناع آخر ومن باب المعارضة للنظام... عاطف فارس [email protected]