اطلقت السلطات الامنية الاسبوع الماضي سراح رجل الاعمال محمد عبد عبد الرحمن كورتي الذي اعتقل في الاول من يناير الماضي مع اثنين من رجال الاعمال – هما رئيس الغرفة التجارية يس حميده (اطلق سراحه) وهشام السوباط (الذي لا يزال رهن الاعتقال) – للاشتباه في تورطهم بالاتجار بالنقد الاجنبي وتهريب الذهب. ونشرت مونتي كاروو في يناير الماضي ان مساعد رئيس الجمهورية السابق الدكتور عوض الجاز بذل مساعي حثيثة لاطلاق سراح صهره محمد عبد الرحمن كورتي ويبدو ان تلك المساعي تكللت بالنجاح لاسباب انسانية متعلقة بمرض والد الاخير. واعتقل كورتي لمدة تجاوزت الثلاثة اشهر العام الماضي قبل ان يطلق سراحه لاحقا ضمن حملة اعتقالات طالت عددا من رجال الاعمال اطلق سراحهم جميعا بعد اجراء تسويات مالية معهم. ومنذ زواجه بابنة عوض الجاز بدأ محمد عبد الرحمن كورتي ارتقائة في مجال المال والاعمال وبحسب مراقبين فان كورتي ذو صلة وثيقة بتأسيس شركة ساس لتوريد المواد الكيميائية من دولة الامارات وتتعامل شركة (ساس) مع عطاءات وزارة النفط التى تفرزها قيادات الوزارة باعتبارها شركة أجنبية (وهى مسجلة فعلاً فى الامارات العربية المتحدة) وتضع أرباحاً عالية على توريداتها تتراوح ما بين 30% الى 40% ، وتقدر المصادر حجم أرباحها بما يصل الى 200 مليون دولار. كما حصل كورتي على عدة عطاءات لاستيراد مشتقات بترولية بتسهيلات من صهره القيادي بالمؤتمر الوطني عوض الجاز. ونشرت صحيفة حريات في يونيو 2014 أن شركة (ساس) التى تستورد السوائل الكيميائية المستخدمة فى صناعة النفط السودانية هي شركة خاصة يملكها أمين عام وزارة النفط عوض الكريم محمد خير وعاطف مصطفى مدير مكتب وزير النفط السابق عوض الجاز. وتضيف المصادر بان شركة (ساس) تستورد السوائل الكيميائية المستخدمة في صناعة النفط من شركة أورن oren hydrocarbons التى يديرها الهندى أحمد رضوان والمسجلة فى الامارات العربية المتحدة ، بواسطة محمد عبد الرحمن كورتى صهر عوض الجاز. وتضيف مصادر حريات ان شركة (ساس) أسست لتنتزع التوريدات التى تقوم بها مجموعة (أساور) وشركتها التابعة (African drilling Fluids) وهى شركة عامة تتبع لشركة سودابت الحكومية ، وكان يديرها غاندى معتصم مما أدخل (أساور) فى نزاعات قانونية أتاحت لشركة (ساس) الخاصة ان تستولى على اغلب توريداتها وأنشطتها. ولتقدير حجم الاموال التى آلت الى شركة (ساس) فان (أساور) بعد عامين على تأسيسها فى عام 2009 وصلت استثماراتها الى 250 مليون دولار. وكان عوض الكريم محمد خير أمين عام وزارة النفط مديراً عاماً فى السابق لشركة سودابت ونائباً لرئيس شركة النيل الكبرى ورئيساً لشركة سوداباك لعمليات البترول ، وبحكم مناصبه فى الشركات الحكومية ، أسس مع قيادات الوزارة الآخرين شركة (ساس) الخاصة لكى تؤول الارباح الضخمة لهم بصورة شخصية ومباشرة بحسب صحيفة حريات. وتضيف المصادر بان عوض الجاز وزير النفط الاسبق والذى أسست (ساس) فى عهده شريك فيها عبر مدير مكتبه السابق عاطف مصطفى اضافة الى عمولات صهره محمد عبد الرحمن كورتى.
