إستشهد كثير من النشطاء المهتمين بالعمل السياسي بحوار أجرته الزميلة عفراء فتح الرحمن مع المهندسة رباح الصادق المهدي في مايو 2014م، وبعضهم وجه هجوماً على رباح إستناداً على جاء في ثنايا الحوار. وأذكر أنني في ذلك الوقت كنت مديراً للتحرير ورئيس التحرير هو الأخ ادريس الدومة (رد لله غربته)، وكانت الرقابة القبلية حاضرة، ومقص الرقيب يقوم (بقصقصة) كل ما يرى أنه خصماً على النظام، وفي هذا الحوار تحديداً شنت رباح هجوماً عنيفاً على الحكومة، لم يرق للرقيب بلعه فحذف من الحوار ما حذف وترك بعض الانتقادات، ليصبح الحوار وكأنه رد من رباح على تيارات متصارعة داخل حزب الأمة. في الحقيقة نشرنا الحوار وإتصلت عفراء عاتبة على أن ما نشر لم يكن كاملاً ومن شأنه طمس الحقيقة ، خاصة وأن الحوار مسجلاً، فشرحنا لها ما دار والأسباب التي أدت لبتر كثير من السياقات. من الواضح أن الحوار أصبح وكأنه نادي اعترافات أقرت فيه رباح بتدريب بشرى لقوات الدعم السريع وكذلك قادت هجوم ضد د. إبراهيم الأمين وغيرها من الإفادات التي نشرت بعد تدخل الرقيب. بالمناسبة في ذلك الوقت كان بشرى الصادق المهدي بحسب مقربين يعمل ضابطاً في القوات المسلحة وحينها لم يكن هناك ما يمنع القوات المسلحة من إبتعاثه لتدريب قوات اسنادية تتبع لها أو لجهة أخرى، وبالتالي لا علاقة للاستشهاد بتلك الواقعة بالمعلومات المنشورة مؤخراً حول إعادة بشرى للعمل في جهاز الأمن والتي نفاها مؤكداً بأنه لم يطلب ذلك. إذاً للشهادة والتأريخ هذا الحوار تحديداً لم يرد نصه كاملاً، والذي نشر هو جزء، صحيح أن (الجريدة) رأت أن الجزء الباقي صالح للنشر وفيه معلومات تهم القارئ وقامت بالنشر، لكن الآن لا بد من توضيح هكذا حقائق حتى لا تضيع. ما حدث يؤكد أن الصحافة دائماً لا تستطيع أداء رسالتها كاملة إلا في ظل حريات مبسوطة تزيد من التزامها بميثاق الشرف الصحفي وأخلاقيات المهنة، ومع ذلك هذه سانحة ينبغي الوقوف عندها خاصة وأن الحوار مضى عليه 5 سنوات والآن محل نسخ واستشهاد وتأكيد، ولو ترك الرقيب الجزء الآخر منه، لما كان التركيز اليوم على إقرار رباح بتدريب بشرى لقوات الدعم السريع لا سيما وأن صوراً نشرت في الأسافير وقتها لبشرى مع القوات التي دربها، ولم يكن في ذلك حرجاً ما دام أنه ضابط بالقوات المسلحة يؤدي مهامه.. ويبقى السؤال لماذا تم (نكت) هذا الحوار بالذات في هذا الوقت.. هل هو محاولة لقيادة تخريب معنوي ضد رباح لمواقفها الأخيرة.. عموماً سنقوم بالبحث عن النص كاملاً وإعادته.. وما شهدنا إلا بما علمنا.