ما عدنا نقرأ لكم أيها الصحفيون الحالمون المنتفخة نفوسهم تيها وكبرا وتوهما وغرورا ،ولسنا بحاجة إلى قراءة مقالاتكم وأحرفكم ولا سماعكم ومشاهدتكم فلتذهب صحفكم وقنواتكم إلى مذبلة التاريخ و الجحيم ،الآن مختلف تماما ،إننا نقرأ ونستمع ونشاهد مباشرة ما يخطه ويقوله ويكتبه الشعب بكل طوائفه وأعماره بأحرف من نور أمام القيادة العامة للجيش وفي الطرق والجسور و الحواري ، في بيت المال… وجبرة…. والبراري وفي كل فج عميق ، وهم يسطرون التاريخ ويبهرون العالم لا يمسهم نصب ولا تعب ولا لغوب ،ففي خضم هذه الملحمة البطولية التاريخية والتلاحم الشعبي العظيم ، ما عاد يستهوينا مدادكم ونحن نرى مداد الشهداء الأحمر يتدفق مدرارا ويكتب التاريخ بالعزة والشموخ اقتدارا ، أطووا صحفكم وجففوا أقلاكم وأغلقوا قنواتكم وأغربوا عن وجهنا فما عادت أعيينا قادرة على قراءة صحفكم ومشاهدة قنواتكم فالزمن قد تغير وتبدل ، فها نحن نرتاد عصر التكنلوجيا الرقمية وبموجبها أصبح الهاتف الجوال وصوره أصدق إنباء منكم ومن كتاباتكم وتدليسكم وضلالاتكم ، فلم يعد هناك مقص رقيب حاجب ولا مزاج متسلط يشوه أو يلون الحقائق، وأضحينا نقرأ ونشاهد الحدث حال وقوعه فكل حامل جوال أصبح صحفيا نزيها يرفدنا بالأخبار ليلا ونهارا ، صبحا ومساء، بل وعلى مدار الساعة ، وما عدنا نسمع تنظيراتكم و تحليلاتكم الجوفاء وأنتم تدعون أن من يقود هذا الحراك هم قلة لا تتعدى اثنين في المئة من سواد الشعب ، وتهرفون بأن جلهم من الشيوعيين والبعثيين والمتمردين و(شذاذ الآفاق) ، وما عدنا نطيق مشاهدتكم وأنتم تطلون علينا عبر الشاشات بوجوه كالحة منتفخة الأوداج ترهقها قترة ، لملموا (بقجكم وبقجوا) فما عاد الوطن يسعكم ولا الزمن يسايركم ولا أعين تقرأ لكم ولا أذان تسمع ترهاتكم ، أفيقوا من سكرتكم فقد ثملتم بما فيه الكفاية ، ثلاثة عقود من الزمان وأنتم تطبلون وتزمرون ، ثلاثة عقود ومن هم في قمة السلطة على جثثنا يرقصون، أفيقوا فقد ولى المساء الواله المحزون في جوف الضباب ، وها هم الثوار يهيئون زينتهم ويعدون مفتخر الثياب ، فاليوم نكون كما نود، واليوم تجف المدامع وتزول الكروب .صحفي بوكالة الأنباء الكورية يونهاب