تبث الاذاعة السودانية منذ ساعات طويلة بان بيانا هاما سيصدر من القوات المسلحة السودانية, وتبث في نفس الوقت اناشيد هي اقرب لاناشيد الدفاع الشعبي منها لهتاف الجماهير الثائرة امام القيادة العامة. لقد ظلت الثورة مشتعلة منذ اربعة اشهر تنادي بازالة النظام وتشكيل حكومة مدنية انتقالية لمدة انتقالية لا تقلل عن اربعة اشهر لوضع الدستور الدائم والسعي لحل مشاكل البلد البلد الاخري. وبلغت نيران الثورة اعلي مراحلها, وبينما الشعب يتطلع سقوط النظام بين اللحظة والاخري نفاجأ ببيان, لم تتطح هويته حتي اللحظة, قام به القوات المسلحة. ولا يعلم شعبنا عن اي قوات يتحدثون, تلك الموالية للعصابة التي حكمت البلد ام تلك التي احتضت الثوار ووفرت لهم الملاذ الآمن! لقد مل شعبنا حكم العسكر وصمم علي اسقاطه مهما كان الثمن ودفع بمئات من الشهداء وآلاف من الجرحي. لم نذق من الانقلابات العسكرية غير الكبت والاذلال والعنصرية والمجاعات والفساد والحروب. لذلك لايرحب الثوار بانقلاب عسكري جديد مهما كانت اتجاه القائمين به. لن يحكما العسكر هو الهتاف الذي وحد الجماهير. لا للانقلاب العسكري بصرف النظر عن الجهة التي قامت به. شرفاء القوات المسلحة اعلنوا انحيازهم للثوار, فمرحبا في صفوف الثوار. القوات المسلحة ستشارك في الحكم في الحكومة المدنية القادمة. يجب علي الرفاء تفويت الفرصة علي عناصر تسعي للالتفاف علي مطالب الثوار. اليقظة واجبة. وتعطيل البيان البيان يخلق ربكة. وضع الحقائق امام شعبنا ضروري لمواصلة النضال وللقضاء علي انصار النزام ومليشياته. المطلوب المزيد من اليقظة والاعتصامات في جميع انحاء البلاد حتي يستجاب لمطالب الجماهير الثائرة وحتي يتم كنس آثار النظام الفاسد الجبروتي.