– الضُحى استيقظ بعد ليلة عصيبة ومرهقة أخرى على أنباء بتنحي البشير – أتتني اتصالات لا تحصى ولا تُعد، أيقظتني مرات عدة، تجاهلتها بسبب (الخوف)، الخوف من مجزرة جرت في الاعتصام. ثم، قبل الرد، هرعت للتلفزيون وتويتر وفيس بوك، وقلبي مقبوض. – لكن الأمر كان: تنحي البشير، بعد 30 عاما من القمع والديكتاتورية و(التجريف)! – ترقب لبيان (الجيش). ثم جاء، جاء ليشعل الغضب أكثر فأكثر. ما من جديد. (أحمد وحاج أحمد). والحشود الغاضبة تدفقت نحو الاعتصام مثل سيل جارف: لا نريد هذه الوجوه – والوجوه التي (تخاذلت) عن دورها الوطني، فيما فعل ذلك ضباط قدموا الدم، تلك الوجوه تريد أن تصدر (مسرحية) سيئة الإخراج، لإعادة إنتاج (النظام) – الشعب يرفض – الشعب يعبّر عن رفضه ب(التدفق) للاعتصام – وما خُطط له في وكر (الساتلايت) يقابله حتى قسم مقدر من الجيش بالرفض – والشعب هو من يفرض (إرادته) – يفرضها حتى على (قوى عظمى) – تتوالي البيانات من عواصم الغرب – والجنرال ولجنته الأمنية لا حل لهم سوى: حظر التجول – الشعب يقرر كسرها – وقواه الحية تدعو ل(الصمود) أمام القيادة العامة – الشعارات كلها ترفض بيان وزير الدفاع – وهو (عاجز) طوال أكثر من 12 ساعة عن الإعلان عن مجلسه الانتقالي – وقسم مقدر من الضباط وصف الضباط والجنود (يرفضون) – كما الشعب، يرون أن تلك (مسرحية) لا أكثر ولا أقل – الاحتجاجات ضد الجنرال تصبح أكبر من الاحتجاجات ضد البشير – تنحي البشير يصبح (نصف نصر) – السودانيون يصرون على المضي قدما في تحقيق تطلعاتهم – مجلس الأمن يعقد جلسة (سرية) بشأن السودان، الجمعة – والعالم منبهر بشعب ينجز – على مهل – ثورته الثالثة منذ 1964 – ليس ربيعا عربيا، بل (كتاحة) سودانية – (القيادة العامة) تشهد صباح الخميس إطلاق نار من قبل قنّاصة – و(الجيش) يرد، بل ويعتقل بعض منسوبي ميليشيات الحزب الحاكم، إن صحت الأنباء – ومدن أخرى، بخلاف الخرطوم، تعتصم – التلاحم بين الشعب والجيش يصبح عجيبا – الجيش يهتف – الجيش الذي خسره (الجنرال) – دول عدة (تقيّم) الأمر، وتصل لنتيجة واحدة: الشعب يرفض (الجنرال) ومسرحيته – والكلمة لهذا الشعب العظيم وحده – لا البشير ولا كل زمرته – كلمة السر: (تسقط بس). وهي ليست موجهة للبشير وحده، بل (كل نظامه) – الشعب يقول: إنا ههنا قاعدون حتى: تسقط بس – إنه استفتاء شعبي كامل الدسم – الشعب الذي مل كل (الوجوه) – ويرغب في (البناء) – والبناء لا يتم في وجود قيادة مؤدلجة – والليلة نحتاج لما لا يقل عن 3 ملايين في الاعتصام – وغدا، الجمعة، يوم جديد على طريق الانتصار الكامل – والعالم بأسره (يرقب) عن كثب – والشعب سينتصر