حسب أن الإحباط تملك الكثيرين من الذين تابعوا المؤتمر الصحفي لقوى إعلان الحرية والتغيير وأنا واحد من هؤلاء.. لأن الجميع كان ينتظر من تجمع المهنيين والقوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير الإعلان عن ترشيحاتهم لمكونات الحكومة المدنية الإنتقالية…وحتى لم يتم اعتذار عن عدم ذكر الأسماء للشخوص المفروض يكونوا الحكومة المدنية في ذلك المؤتمر والذي أصلا كان هذا جنده الأوحد…وكل ما ذكر أنه سيتم إعلان الحكومة في اليومين المقبلين... لا أعرف حقيقة ما الذي منع قوى إعلان الحرية والتغيير من إعلان أسماء الحكومة المدنية الإنتقالية وأتمنى أن لا يكون ذلك بسبب خلافات داخل مكوناتها... حقيقة إن إعلان الحكومة المدنية الإنتقالية هو خطوة جبارة في سبيل تحقيق النصر الحاسم للثورة السودانية وتاخير هذا الإعلان يرسخ أقدام المجلس العسكري الانتقالي كواقع سلطوي كما يساعد قوى الثورة المضادة في الضرب على وتر أن هناك خلافات داخل قوى إعلان الحرية هي وراء هذا التأخير....ولقد سمعت الأسبوع الماضي تسجيلا صوتيا للكودة كان تحدى فيه قوى إعلان الحرية أن يستطيعوا الإتفاق على حكومة انتقالية مدنية في مدة أسبوع واعتقد أنه قد كسب رهانه وكما أسلفت أتمنى أن للتأخير أسبابا أخرى غير الاختلاف فهذا هو وقت الوحدة أكثر من أي وقت مضى... المطلوب هو حكومة كفاءات وطنية من غير السياسيين أي إنها ليست حكومة محاصصة حزبية حتى لا يحدث اختلافات حول تمثيل الأحزاب والجبهات والمؤسسات... أتمنى وتتمنى كل جماهير شعبنا أن يأتي كل حزب ويقول أنا لا أسعى لأي تمثيل في هذه الحكومة اختاروا من تروه مناسبا ونحن موافقون مقدما....بروح وطنية متجردة تسمو إلى قامة هذه الثورة النبيلة…وترتقي إلى عظمة هذا الشعب المبدع الطيب... يا تجمع المهنيين ويا أيها القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير شعبكم وضع كامل ثقته فيكم....فتوحدوا حتى لا تخذلوه أما كفاه ثلاثون عاما من الظلم والذل…لا تقتلوا هذا الأمل الذي نما في دواخلهم وازهر…لا تحجبوا عنه الضوء الذي رآه قاب قوسين أو أدنى…لا تحرموه ثمرة الحرية التي أوشكت أن تلامس أطراف أصابعه... تسقط تالت ورابع وخامس وحتى يتحقق حلمنا في وطن حر ديمقراطي…