** وبعد هذه الفرحة، التي زلزلت الخرطوموالولايات ، بمعانقة حقبة جديدة من الحريه والسلام والامان،يتضح ان القادم هو اثقل مايكون حمله على ظهر الوطن ، الذي تاّكل قلبه وتهلهل وسطه وتيبست اطرافه ، فما عاد ذلك الندي الجميل ، حيث خبا الاشراق والنور ، اذ ادخلتنا الانقاذ في ظلام حالك السواد والمعاني … ** هذه الورثة الثقيلة ، التي تطل براسها وكل جسدها ، تحتاج الي صبر يساوي صبر ايوب ، لزحزحة ثقلها الجاسم على صدر الوطن ، ولن تتزحزح مالم تتوفر العزيمة والارادة والاصرار ومحاربة الانتهازية وكنس اثار الفساد علنا بلا رحمة .. ** خلافات ماقبل التوقيع امس ، جاءت ترسا امام الفرح المخبأ منذ الليلة التي سبقته ، اعتذارات متكرره ، لامست القلوب بخيبة امل ظلت تلازمها ، حتى اعلنت بروفسور فدوي الموافقه على مقعد السيادي بعد قبول التعايشي ، وعودته بعد الاقصاء .. ** الاقصاء نفسه الذي تم تداول حكايته في الاسافير ، كان سلوكا معيبا من لجنة اختيار المرشحين ، التي بدلت الموازين والثقة في قوي الحرية والتغيير ، التي اتخذت من المحاصصة دربا سارت عليه خطواتها فامتعض الشعب باجمعه … ** وصلت الرساله لطاولة الحريه والتغيير ولجنة الترشيح والمجتمع ، فاعادت التعايشي لتعود فدوي – وفق المتداول حتى طباعة العمود – لكن هل هذا فعلا ماينتظره الثوار ؟؟؟ من الحرية والتغيير وجهة الترشيح؟؟ ان البداية التي شابها الاقصاء ليست موفقة البتة، ادت لخاتمة كادت ان تغلق الطريق تماما امام العودة ، جاء الاستدراك وجاءت المعالجة،والتي كان يمكن تفادي مثالبها باختيار الاثنين ، بعيدا عن المحاصصة ، وجنوح القلب نحو التراضي والترضيات كالعهد السالف سيء الذكر ..ففدوي عالمة وباحثة واستاذه لايشق لها غبار ، والتعايشي صاحب رؤية مستفة بالمفاهيم القادرة على التغيير وبناء المجتمع في كل شبر منه بلا تمييز ، اذا لماذا كان مجهر الاختيار قاتما ؟؟؟ **بعد هذا الاستفتاء العظيم ، الذي كسبه الوطن من ابنائه الثوار ، الذين هتفوا ، دم الشهيد ماراح ، لابسنو نحنا وشاح ، والشهدا ماماتو عايشين مع الثوار ، هذا الهتاف وهذا الانتصار ، يحتاج لترسانة من الحماية والتوعية للسير في الطريق الذي بدأ ، بهتاف عطبراوي اصيل وصافي ، رددت صداه الولايات والمركز ، فالتوعيه هي صمام الامان للحماية ، وبها سنطوع المستحيل ونقيس مسافات الوصول ، وعلى الشباب التطبيق ، وبخطي مثل طعم الثورة ، لقص شريط الافتتاح فالانطلاق .. همسة مبروك بلا حدود ….. إخلاص نمر [email protected] الجريدة