سراب.. ** نزل البمبان على اجسادهم وهم في مسيرتهم السلمية، تصاعد دخانه، وحدث ماحدث من اصابات عديدة، وثقت لها لجنة الاطباء المركزية ، اصابات متفاوتة لم تسلم الاعين والبطون والروؤس ، فكانت وصمة عار في جبين الشرطة والحكومة الانتقالية ، لم يكن هذا التظاهر في عهد المخلوع ، انما خرج الجميع مع اشراق شمس الحرية التي ننعم بها الان والسلام والامان ، ولكن يتضح تماما ،مما حدث ، انه لاسلام ولا امان في الطريق الى القصرفي مظاهرة سلمية شبيهة!! ** المظاهرات مكفولة بموجب الوثيقة الدستورية، ولم يخرج الشعب الا تاكيدا لمزيد لمزيد من العدالة وحسن الاختيار ، خاصة وانه هو صاحب القدح المعلى في الثورة والتغيير ، التي جعلت لقوى التغيير صوتا في هذا الوطن، ولكن الحرية والتغيير (انشغلت) كثيرا في الاونة الاخيرة ، بترضية زيد ومحاصصة عبيد (ففلت العيار من يدها).. ** ما زال الثوار في خطر ، طالما ان اطلاق الغاز المسيل للدموع ممكنا وهينا وسهلا ومتاحا ، ولربما تنطلق في واحدة من المظاهرات السلمية القادمة، زخات الرصاص ، في ظل قصور مفاهيمي عن سلمية هذه المواكب والمطالبات، بالاسراع في تعيين احدهم برغبة شعبية خالصة ، كما حدث في هذا الموكب الذي طالب بتعيين رئيس القضاء والنائب العام ، لتمكين مهامهم ودورهم في بناء قضاء نزيه وعادل ومستقيم ، لا يستلف فيه قاضي الدرجة الثالثة (مكنة) قاضي الاستئناف ف(يدوس) على القانون.. ** كيف تطلق الشرطة البمبان على الثوار ؟؟ وهي تعلم تماما انها مسيرة سلمية، هل اطلقتها من تلقاء نفسها ام بامر الحكومة الانتقالية؟ وفي الحالتين تجاوز لايمكن السكوت عنه وعن محاسبة من اطلق الغاز ومن امر ومن بدأ ومن اصاب الثوار ، اصحاب الثورة الحقيقية.. ** ما زلنا رغم تنسم وشوشة عبير الحرية ، نلج في الاخطاء ونسارع بالاعتذار ، ومازال الحديث تذروه الرياح ، ولا يتبعه الفعل ، ومازال الزمن يلقي بغشاوته على ماحدث ، في ليلة الاعتصام ونيران الرصاص والسياط والاغتصاب ، اذ نامت نوما هادئا ناعما هانئا ، لجان نشر التحقيق وملاحقة المجرمين وكشفهم امام الثوار ، مرتكبي الفعل الاثم ، ولم يبق على لساننا غير ( الدم قصاد الدم مابنقبل الدية).. ** واجه الثوار في الثالث عشر من سبتمبر الهراوات والمشاحنات والاستفزاز ، فسارعت قوى التغيير لادانة السلوك الشرطي ، تجاه الثوار ، لكن يبدو اننا موعودون بكثرة فكرة وحديث الادانة هذه ، من قبل قحت ، التي مهرت توقيعها على الوثيقة الدستورية ، التي لا اخال انها ماعادت تذكر تفاصيلها حول الاحتجاج السلمي والبعد عن المساس بممتلكات الدولة والمواطنين .. همسة ومثل الخطوة الاولى على أرض يباب.. ضاعت ملامحنا.. وانتهينا إلى ليل عذاب.. على ضفاف سواده.. يسري السراب.. إخلاص نمر [email protected]