منذ فجر الحادي عشر من أبريل الأغر ، عندما فجّر شعبي الثائر أم القنابل من حمم براكين غضبه المقدس في سبيل الحرية و السلام و العدالة فغوّض اركان الطغيان و دكّ عرش الجبروت و هوّي الصنم الكاذب و تأكد العالم بأسره بانه " سقطت تب " ،،، في ذلك اليوم البهي أشرقت الشمس و ضحاها في ربوع بلادي مرسلاً أشعة الحرية للبوادي و الحضر فبددت بضيائها ظلام الجهل و التخلف الذي خيّم علي هذه الأرض الطاهرة التي دنسها الأنجاس ثلاثٍ من العقود العجاف و التي إنتشر فيها الكذب و النفاق و نما فيها التملق و الرياء و عّم فيها التكبر و الجبروت و ساد فيها ظلم الإنسان لأخيه الإنسان و أُرّخت لها بأحراق الأرض و إبادة ( الحيوان ) !!! لكن منذ ذلك اليوم و المتأسلمون يعيشون صدمة السقوط المدوي و يهلوسون بكوابيس العودة في اليقظة كما في المنام ! و فعلوا في سبيل ذلك كل أنواع المكر و الخبث ما ظهر منها و ما بطن عبر عملائهم الوطنيين و الإقليميين تارة و عبر دولتهم العميقة تارة أخري و حاكوا الكثير من المكائد و نصبوا الكثير من الشراك لكن شعبي الذي تميّز باليقظة و العبقرية و الدهاء تجاوز كل المؤامرات و المطبات بحرفية و برودة أعصاب يحسد عليها حتي شكّل حكومته المدنية والتي رحب بها العالم و إستقبلها بحفاوة و إحترام كبيرين فأرتفع نسبة الكوليسترول عند المتأسلمين الأبالسة و لما يفيقون بعد من حالة الدوار و الإنهزام الذليل !! و في محاولة منهم لإثبات وجودهم المعدوم و تأكيد حضورهم الغائب لجأت الأبالسة إلي بضاعة كاسدة بدغدغة المشاعر الدينية للعامة و الدهماء و إستغلال عاطفتهم الفطرية عبر إثارة الشبهات حول الحكومة المدنية و التي مهرها شعبي بأرواح أفضل أجياله و دماءهم ،، وصفوها بالعلمانية الكافرة التي جاءت لتحارب الدين و تهدم أركان الإسلام و تغلق المساجد و دور العبادة و تنشر العري و الرذيلة و بينما ينشرون هذه السموم تستروا خلف بعض شيوخ الفتن و أئمة الضلال الذين باعوا آخرتهم بدنياهم و برعوا في تسويق الجهل و الضلال و كانوا السبب في كل تلك الموبقات التي حاولوا نسبتها للمدنياو كذبا و بهتانا ! " أوليك الذين إشتروُا الضلالة بالهدي فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين " أن هذا الخطاب القميء الذي يقدمه شيخ الفتنة و الضلال المدعو عبدالحي يوسف مستغلاً عقول العوام و رجرجة فلول العهد المقبور ما هو إلا آخر الحلقات اليائسة في مسلسل القنوت الذي أخرجه ( الساقطون ) المنبوذون بالأجماع الشعبي و لكنه ليس ب ( السكوتي ) بل كان جهرياً لأن صيحة كتاب الخلود ( تسقط بس ) سمعها العالم في أركان الدنيا !! إن الأخوان الساقطين و بغباءهم المعهود و ذاكرتهم السمكية التي عطلها الزهايمر السياسي و الفكري نسوا بأن هذا الخطاب الصديء النتن خبره شعبي ثلاثين عاماً و حفظه عن ظهر قلب و ركله كبضاعة منتهية الصلاحية و بعيدة عن المواكبة يعافها الزبائن و ظلت غريبة في الرصيف مثل " النوكيا في متجر الآيفون " !!! من أضاحيك القدر و مبكياته بأن هذا الشيخ المتبضع بالدين ظل صامتا طيلة الثلاث عقود و لم يصدر أي فتوي بشأن الفساد و القتل الممنهج و إرتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية و لم تحركه قتل الملايين من الأنفس التي حرمها الله إلا بالحق ! و لم يستنكر طوال عهد الثورة حصد ارواح الشباب اليافع من القناصة و كتائب الظل و لم يدين قتل المعلم بأسلوب الخازوق و و الخ بل أنه هو من أباح للمخلوع قتل ثلث الشعب ! و بعد كل هذا جاء يتحدث بكل وقاحة و غرض عن ممارسة المرأة للرياضة و الذي بدأ قبل خمسٍ و ستين عاماً في بلادي و جعل منها حائطاً للمبكي يذرف عليها دموع التماسيح كلما إعتلي منبره الزنيم و غرر به قلة من الجهلة و الدهماء الذين سلموه يوم امس رؤوسهم الفارغة كفؤاد ام موسي ليتحكم بها هذا الشيخ الأنتهازي المنبوذ بل و يتبول عليها لان أمثاله لا يستخدمون عقول الجهلة و الأميين إِلَّا لقضاء حاجاتهم !!! إن كل هذه الأدوار الخبيثة التي يقوم بها شيخ الضلال خلفه الساقطون الذين أصبحوا بلا هدي و لا كتابٍ منير و هم يكابدون يأس الخروج المحال من مزبلة التاريخ و يهلوسون بالعودة المستحيلة ألي الفردوس المفقود ، و أنا امر بقبر أبي البقاء الرندي و أستعير منه بيتيه مع التصريف من عندي لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغرُّ بطيب العيش " كيزانُ" هي الأمور كما شاهدتها دولٌ من سرّه " قصرْ " ساءته " زنزانُ "
محمد الربيع [email protected] الوسوم الحكومة المدنية السودان تحديات المرحلة الانتقالية عبدالحي يوسف