سهير عبدالرحيم حين أتصل عليه هاتفياً مساءً وأقول له أستاذنا أنا جايه عليك في المكتب او المنزل وعاوزة كباية شاي بي لبن كبييييرة ومعاها كيكة او بسكوت)، يرد بضحكة صافية عندنا كباية شاي بي لبن بس ما كبيرة . ذلك هو الأستاذ نبيل أديب المحامي الضليع ورئيس لجنة التحقيق في فض الاعتصام التي كونها رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك والتي أدت القسم ضحى يوم أمس. وقبيل أن أحدثكم عن نبيل الذي ترغبون في معرفة كيف يمكن أن يكون محايداً ونزيهاً في رئاسة أخطر لجنة في المرحلة الانتقالية والتي تضمن لنا جميعاً أن أرواح شهدائنا الأبرار لم تضيَّع سدىً، فأني لن أخفي عليكم سراً وسأخبركم أن شهادتي في الرجل تعتبر مجروحة لأن الرجل ترافع ويترافع عني في أكثر من ست قضايا أمام المحاكم . ولكنها شهادة لله وللتاريخ، وأحسب أنني وإن صمت عن ما يتعرض له من حملة قذرة من قبل الكيزان فقط حتى لا أتهم بأني أحابيه فإن الصمت عن الحق من عمل الشيطان . أذكر أنه وفي إحدى القضايا المرفوعة ضدي من قبل الشرطة السودانية والتي ظهر نبيل فيها في جلسة القرار حيث لم يكن له علم بمجريات البلاغ ، يومها قال لي أحد الصحافيين : يقال يا سهير أنك دفعتي لنبيل أديب مبلغ اثنين مليار ليصيغ مرافعة الدفاع..!! قول ذلك الصحافي لم يكن الأول ولن يكون الأخير، فقد تبعته الكثير من الأحاديث في الوسط الصحافي وغيره عن أن نبيل يتقاضى مني أتعاباً بالمليارات. والحقيقة هي ورغم أن وقفة أستاذ نبيل وحدها أمام اي قاضٍ تساوي مليون دولار وذلك لإمكانياته القانونية المهولة وقدرته الهائلة على هضم روح القوانين وحفظها واستحضارها وعرضها بكل هدوء وبأسلوبه السهل الممتنع في ذكاء وسرعة بديهة نادرة ، على الرغم من كل ذلك، إلا أن الرجل دافع عني في ثلاث قضايا سابقة وثلاث قضايا تنظر حالياً أمام المحاكم وذلك من غير ولا مليم ومن غير منٍ ولا أذى . الرجل قبطي ولكن روح الإسلام تظلل شخصه سلوكاً ومنهاجاً وحياة، الرجل لديه قدرة رهيبة على التسامح والتصالح مع الأعداء قبل الأصدقاء. يترفع عن الصغائر، ينظر الى شاتميه ومعارضيه بنظرة باردة ، وربما أطلق نكتة حديثة تروى لأول مرة . يتحدث معي عن سيدنا عمر بن الخطاب وروايات السيدة عائشة رضي الله عنها عن حبيبنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، ثم يستدرك قائلاً في سورة الكهف الآية كذا تقول كذا وفي سورة البقرة الآية كذا تقول كذا . والله إن الرجل يحفظ القرءان كما يحفظ الأنجيل ويهضم السيرة النبوية وقصص الصحابة رضوان الله عليهم أكثر من خطباء الفتنة وأئمة طمث المرأة وتعدد الزوجات. خارج السور نبيل أديب..رجل نادر في زمن غابر الانتباهة