احتشد آلاف السودانيين، الجمعة، بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، لتشييع جثمان شرطي كان شاهدا على عملية فض اعتصام القيادة العامة للجيش بالخرطوم في يونيو/ حزيران الماضي. وأفاد شهود عيان للأناضول، أن المشيعين رددوا شعارات "الدم قصاد (مقابل) الدم.. ما بنقبل الدية"، وطالبوا بالقصاص للشهداء، وتقديم متورطي فض الاعتصام لمحاكمات عادلة. والخميس، شكل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة الشرطي نزار النعيم فرج الله، بالعاصمة المصرية القاهرة. وسافر فرج الله، مؤخرا، إلى القاهرة، لإجراء فحوصات طبية، جراء إصابته بالتهاب رئوي حاد. وعهد حمدوك إلى اللجنة بالتحقيق وجمع المعلومات، واتخاذ الإجراءات الضرورية لمعرفة أسباب الوفاة. ومساء الثلاثاء، اندلعت احتجاجات بعدة مناطق من مدينة أم درمان، بعد إعلان وفاة الشرطي بالقاهرة في ظل ظروف غامضة. والخميس، دعت اللجنة الميدانية لقوى "إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الشعبي، إلى تشريح جثة النعيم، وإعلان النتائج. وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام محلية عن فرج الله، تأكيده امتلاك أدلة على عملية فض الاعتصام أمام القيادة العامة. وقدم فرج الله، استقالته من الشرطة أثناء اندلاع الاحتجاجات في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد رفضه أوامر بضرب المتظاهرين. وفي يوليو/ تموز الماضي، كشف "تجمع المهنيين السودانيين" عن "اختفاء قسري لمئات المواطنين"، في أعقاب أحداث فض اعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم. وبحسب إحصاءات وزارة الصحة، بلغ عدد ضحايا فض ساحة الاعتصام 61 قتيلا. فيما حمّلت قوى "إعلان الحرية والتغيير"، المجلس الانتقالي العسكري الحاكم مسؤولية فض الاعتصام، وقالت إنه أسفر عن سقوط 128 قتيلا. ويشهد السودان اضطرابات منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان الماضي، عمر البشير من الرئاسة (1989 – 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.