قال متعاملون في بيع وشراء العملات، بالسوق الأسود، أن تجار العملة تعرضوا لخسائر فادحة، جراء تراجع سعر الدولار خلال اليومين الأخيرين. وكشفوا عن تراجع جديد في سعر الدولار، مع استمرار انحسار الطلب، الذي اعترى السوق بشكل مفاجئ. وجرى تداول الدولار الواحد مقابل (79) جنيه للبيع و(80) جنيه للشراء، وبُودل الريال السعودي مقابل (19.500) للبيع و(20) جنيه للشراء، والدرهم الإماراتي ب (20) للبيع و(20.400) جنيه للشراء، واليورو الأوربي مقابل (70.500) للبيع و(80) جنيه للبيع. وقدر الخبير الاقتصادي، كمال كرار، العجز في الميزان التجاري ما بين "5" الى "6" مليار دولار، وقال أن هذا العجز هو السبب الأساسي في الطلب الكبير على الدولار في السوق الأسود. وأضاف في حديثه ل"الراكوبة": "يتم الحصول على هذه المليارات سنويا من السوق الأسود، مما يؤدى لارتفاع الدولار مقابل الجنيه". وتوقع تراجع سعر الدولار إلى النصف، حال تقليل العجز في الميزان التجاري بواقع النصف، ليصبح مثلا عند "2.500" مليار دولار بدلا عن "5" مليار، مع حظر وتقييد السلع التفاخرية والكمالية. وقال: "بهذا يمكن تلقائيا أن يرجع بسعر الدولار إلى النصف ليصبح بموجب تقليص الواردات "40" جنيها إذا كان يعادل الثمانون على سبيل المثال"، على أن تقتصر الواردات على مدخلات الإنتاج والأدوية والسلع الضرورية، بما يقلل قيمة الطلب على الدولار في السوق. وأكد كرار بأن هنالك إجراءات في برنامج قوى الحرية والتغيير تهدف إلى خفض الدولار إلى (10) جنيهات في نهاية السنة الانتقالية الأولى، لكنه شدد على ضرورة أن تصاحبها إجراءات تتعلق بالسياسة النقدية والمالية في بنك السودان، وإجراءات أخرى تتعلق بتقوية سعر الجنيه بان لا يكون هنالك طباعة للعملة بشكل دائم. وأضاف بأن من شأن ذلك أن يثبت سعر الجنيه بداية ثم يؤدي إلى تخفيضه تدريجيا.