تدافع بالامس المئات من أصدقاء ورفاق درب الشاعر الأديب فضيلي جماع إلى ساحة مطار لإستقباله بعد هجرة قسرية إمتدت لثلاثة عقود ونصف قضاها في منافيه الاختيارية . كما شاركت فرق للفنون الشعبية والتي أضافت إلى المكان ألقاً ورونقاً، وهي تردد أهازيج الجراري والمردوم والدراملي لما لا وفصيلي أحد المهتمين بالتنوع والفنون والذي كتب لعبدالقادر سالم أغنيات ( كلم قمارينا، وردي القليب جيبي ، وجيناكي زي وزين هجر الرهيد يوم جفّ، وهو المولود في قرية نائية شمال غرب أبيي ، وهو أحد الذين بشروا بإنتصار الثورة السودانية على يد الشباب وقال في كلمته: تأكد لي اليوم الى أننا دخلنا في عصر جديد ولن نعود إلى الوراء وليس لذلك من سبب واذا كان هناك أحد يريد مغالطتكم ويمتلك كل أسلحة الدنيا أن هذه الثورة سوف تعود إلى الوراء وتنتهي فهذا أمر مستحيل ، ومن يقرأ التاريخ بشكل جيد يعرف قصص وإرادة الشعوب. من جانبنا نقول آن الاوان للسودان أن يحتضن الأوفياء من أبنائه وأن يوفر لهم الوظائف اللائقة والتي تحترم مؤهلاتهم ومكانتهم ، وعلى من يتكالبون على السلطة والمغانم أن يتذكروا العلماء والمبدعين من أبناء السودان وهم بالآلاف والذين ضربوا في فجاج الارض بحثاً عن أماكن لاحترام آدميتهم وللعيش الكريم. وفِي لمسة وفاء تشبه روح فضيلي الشفيفه كان أول مقصدٍ له هو ساحة الاعتصام وجمهورية النفق ومن فوقها قام بإلقاء الزهور وفاءً لأرواح الشهداء وفضيلي وفيٌ لشعبه ووطنه.