في العصور البدائية عاشت الانسانية مرحلة المسؤولية الجماعية كيف ذلك ؟ مثلا اذا إرتكب شخص من قبيلة جريمة كان العقاب يحل بكامل افراد القبيلة حتى الأطفال منهم ثم تطورت الانسانية واقيمت دولة القانون واستبدلت المسئولية الفردية بالجماعية فصار كل شخص مسئولا فقط عن أفعاله وليس أفعال سواه حتى لو اشترك معاه في الدين او الجنسية او الحزب لكن مازال هناك مجموعة من الغوغائين لم يتخلوا عن الهمجية برغم أخذنا بمظاهر الحضارة لازلنا بعيدين عن جوهرها إننا نستعمل أحدث المخترعات الغربية ونستخدم الهواتف المحمولة ونسكن في العمارات لكن كثيرا ما نتصرف وفقا للثقافة القديمة كأننا لازلنا نعيش منذ عشرة قرون شاب (مسلم) يقود سيارة محملة بالمتفجرات ويدخل وسط ناس في مقهى في اوروبا او في نيويورك هذا الشاب لايعرف هؤلاء الناس ولا هم يعرفونه لكنه يحمّل كل الموجودين في هذا المقهى مسئولية ما قام به الجيش الامريكي في العراق او في افغانستان او ما تقوم به اسرائل في فلسطين!!! هذا يسمى السلوك او التفكير الهمجي وهذا السلوك الهمجي للاسف تعتمده بعض مدارس الفقه القديمة وتبنته القاعدة وداعش التي بائعها الجزولي ودعمها (عبحي) وهذا الاسلوب لا يشجع علي الارهاب فقط وانما على العنصرية ..فالذي حدث في حرب الجنوب أُحرقت القرى وتم قتل الابرياء بأبشع صور القتل وهم لا يدرون عن الذي يجري كل ذنبهم انهم جنوبين .وكذلك في دارفور وماقامت به حكومة الجبهة الاسلامية من قتل وحرق للقرى الآمنة لا لشئ إلا لانهم ينتمون لقبيلة او جنسية معينة ينتمي اليها القائد فلان فهذه الأيام يدور الحديث عن الفلم ستموت في العشرين لا اتحدث عن الفلم لأنني لست ناقد فني .لكن أتحدث من حيث المبدأ بغض النظر عن الفلم جيد او غير ذلك من حقي ومن حقك أيضاً ان تنتقد الفلم كما تشاء وتحدد وجهة نظرك كما تريد وتكتب وتقيم ندوات ومحاضرات عنه لكن كونك تنسب هذا الفلم لجماعة او لحزب او لفكر معين لان الممثل او المؤلف ينتمي لذلك الحزب او تلك الجماعة هذا يدل على همجيتك في التفكير ولا فرق بينك وداعش وانك مازلت تعيش في العصور البدائية وانك أسير كتب الفقه القديمة البالية والشي بالشي يذكر قبل اسبوع انتشر فديو في الوسائط لشابة تدخن (سيجارة) والذي نشر الفديو بكل سذاجة يتحدث عن المدنية واستهدف من يتبنون المدنية بكل الفاظ عنيفة هذا الساذج تبني المسؤولية الجماعية كما تفعل داعش وحمل افراد لا دخل لهم هذا السلوك لو كان جيدا او قبيحا عندما قام شاب مسلم في فرنسا بقتل الناس في سوبرماكت تم إعتقال والده وجزء من اسرته تحفظيا ثم أطلق صراحهم بعد ساعات فقط لان دستورهم يمنع أي عقاب جماعي لمجموعة من الناس على جرائم لم يرتكبوها والمحاكم موقفها واضح في الدفاع عن المسؤولية الفردية لا يمكن ان نكون متطورين ومتحضرين كسودانيين مالم نتخلى عن المسئولية الجماعية ونتبنى المسئولية الفردية اي فرد مسئول عن تصرفاته وسلوكه وحده لا سواه من قبيلته او منطقته او حتى اسرته وقال تعالى:( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ)